-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رد‮ ‬على‮ ‬رسالة‮ ‬يأس

رد‮ ‬على‮ ‬رسالة‮ ‬يأس

باسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمان‮ ‬الرحيم‮ ‬والصلاة‮ ‬والسلام‮ ‬على‮ ‬أشرف‮ ‬المرسلين‮ ‬سيدنا‮ ‬محمد‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬وصحبه‮ ‬ومن‮ ‬تبعه‮ ‬بإحسان‮ ‬إلى‮ ‬يوم‮ ‬الدين،‮ ‬أما‮ ‬بعد‮: ‬

سيدي‮ ‬الفاضل‮ ‬يشرفني‮ ‬أن‮ ‬أتواصل‮ ‬مع‮ ‬حضرتكم‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬قرأت‮ ‬المقال‮ ‬المنشور‮ ‬على‮ ‬عمود‮ ‬مساحة‮ ‬أمل‮ ‬لجريدة‮ ‬الشروق‮ ‬اليومي،‮ ‬لكن‮ ‬قبل‮ ‬ذلك‮ ‬أريد‮ ‬أن‮ ‬أعرفكم‮ ‬على‮ ‬نفسي‮…..‬

الشيء الذي جعلني أتصل بكم هو تعليقكم على الرسالة اليائسة البائسة التي وصلتكم من أحد المواطنين القانطين، وصدّقوني أثناء حديثكم عن هذا الشخص خُيّل إليّ أنكم تتحدثون عنّي، غير أن تحليلكم لهذه الشخصية بدا لي غير منطقي وغير مقنع، وكأن هذا الواقع المرير الذي نعيشه هو من صُنْع غيرنا، لكن صدقني سيدي، الحقيقة أننا نحن الذين صنعناه، فلا يجب أن نلوم الآخرين عن واقع صنعناه بأنفسنا تحت اسم الأخلاق والمبادئ، فرغم أخلاقنا ومبادئنا، إلا أننا كنا مُقصّرين في الكثير من الأحيان، ويتجلى ذلك في كوننا ننتظر الشكر من الآخرين على محافظتنا‮ ‬على‮ ‬مبادئنا‮ ‬وهذا‮ ‬خطأ‮.‬

 فعلا في وقت من الأوقات كنت أقنط من هذا الواقع الذي يُقابَل فيه صاحب المبادئ والأخلاق بالازدراء والسخرية، بينما يتبوأ صاحب الرذيلة المكانة الرفعة، غير أنني قررت عدم انتظار شكر الشاكرين وإنما أنتظر جزاء الله وحده… لذلك قررت أخذ زمام المبادرة وحدي دون انتظار‮ ‬أحد،‮ ‬بل‮ ‬العكس‮ ‬كلما‮ ‬قررت‮ ‬أمرا‮ ‬سارعت‮ ‬إلى‮ ‬ركعتي‮ ‬الاستخارة‮ ‬ثم‮ ‬أقدم‮ ‬عليه،‮ ‬والحمد‮ ‬لله‮ ‬رغم‮ ‬الواقع‮ ‬البائس‮ ‬إلا‮ ‬أنني‮ ‬لا‮ ‬أيأس‮ ‬أبدا‮ ‬ولا‮ ‬أقنط‮ ‬أبدا‮.‬

 هذا ما يجب أن نغرسه في نفوس شبابنا وأبنائنا حتى يتمكنوا من مواجهة ما يُحاك ضدهم هنا وهناك، أنا أقول لصاحب المبادئ اليائس: لا تقنط ولا تيأس إن الله مع الصابرين ولا تنتظر الشكر من أحد على عمل قمت به، بل اجعل ذلك كله في سبيل الله تنل ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة‮. ‬وابقى‮ ‬متمسكا‮ ‬بمبادئك‮ ‬ولا‮ ‬تمنن‮ ‬على‮ ‬أحد،‮ ‬فما‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬هو‮ ‬واجب‮ ‬عليك‮ ‬لا‮ ‬مزية‮ ‬لك‮ ‬في‮ ‬ذلك‮.‬

أرجو منكم أن لا تُآخذوني على ما تقدمت به إليكم، فهي المبادئ التي تجعل المرء يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، رغم أنكم لم تسيئوا ولكنكم وكما يبدو لي لم تقدموا الحل الناجع لمعضلة هذا الشاب اليائس.

يُسعدني‮ ‬التواصل‮ ‬معكم‮ ‬سيدي‮ ‬وتقبلوا‮ ‬مني‮ ‬فائق‮ ‬الاحترام‮ ‬والتقدير‮.‬

ع‮. ‬ح‮ ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • عيسى

    للأسف علقت في المقال السابق و قلت و لخصت في بضعة سطور ما تحمله رسالة اليوم (لمرسلها المجهول ؟؟؟) وحمل تعليقي نفس الفكرة و نفس النصائح. للإشارة تعليقي لم ينشر, إن شاء الله يكون هو سبب إستصدار رسالة اليوم. فكما قلت و قال "المجهول" لا ننتظر الشكر من الأخرين بل ما نقوم به هو لوجه الله سبحانه.

  • الجزائرية

    هناك قطاعات مهمة يجب أن تضع أرضية للعمل المشترك لإصلاح حال الأمة و هي بالدرجة الأولى التربية و التعليم و التعليم العالي والشؤون الدينية و الشباب و الرياضة بالإضافة للإعلام .يجب أن تحضر خارطة طريق مشتركة تضع ملمحا واضحا لنموذجنا المجتمعي مستقبلا نجند كل علمائنا و مربينا و مثقفينا لوضع التصورات المناسبة و يفتح النقاش للجميع ثم نبدأ العمل نحارب أولا الآفات ثم نثمن العلم و العمل و نحارب الإتكالية و الإنهزامية و الجهوية و لا فضل إلا للأصلح ولا مجال للتسييس لأنه مفسد لكل مشروع و لابأس أن يأخذذلك سنوات

  • CHIHAB EDDINE

    مقال يستحق الشكر

  • قادة ولد لمين

    مايجب أن نغرسه في نفوس شبابناوأبنائنا هو ابقاء التمسك ‬‬بالمبادئ ‬ولو بالنواجد.لان ما يقومون به اوسيقومون به هوواجب عليهم من اجل اصلاح دينهم ودنياهم.فان ارادوا ان يكونوا رجال ونساء مبادئ فعليهم ان لاينتظرون الجزاءمن احد الا من الله الواحداحدبمايقومون به من خير.لقدعان الكثيرالامرين من التفريق بين المواطنين فمن تمسك بالاخلاق العامةللجزائريين كالالتزام بالثوابت وسوء الظن في الغيروالصدق في المعاملات كانت تلك المبادئ كلها حجةعليهم وكانواضحيةلهاونبذوابسببهامن قبل المسؤولين وحتى من بعض االاهل و الاقارب

  • رياض

    كلام جميل و الهدف منه هو ان يبدء كل شخص بمراجعة نفسه كونه مؤمن و مسلم باخلاص لوجه الله .. و بعد تطهير نفسه يسلمها تسليما لله وحده لا شريك له .. بان يزكي من امواله و يحسن باعماله و يعبد الله بكل عمل خير يعمله دائما لوجه الله قدر ما استطع في كل خطوة يخطوها .. قال الله تعالي بكتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ‏‏‏الزمر‏

  • عمر

    فعلا, مشكلة الإنسان أنه ينتظر الثواب من الإنسان, فيكله الله الى الإنسان, وها قد رأينا النتيجة.