-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة إلى الذين سيّسوا الزلزال..!!

أبو جرة سلطاني
  • 2004
  • 0
رسالة إلى الذين سيّسوا الزلزال..!!
ح.م
عناصر من فريق الإنقاذ الجزائري

عندما هبت الجزائر لنجدة الأشقاء في تركيا وسوريا في أول يوم من حدوث الزلزال ثارت ثائرة كثير من الجهات المعروفة بتسييس كل حدث، ولو كان مصابا ذا بعد إنساني.

وتحركت أبواق تؤاخذنا على السبق وتراه مزايدة على أنظمة متخاذلة تتباكى على عسكري إسرائيلي تناله أيدي المقاومة وتدير الظهر لإبادة جماعية يرتكبها الطيران الصهيوني في حق العزّل من سكان غزة..!! وفي القدس والضفة.. وسائر فلسطين.
لم أكن راغبا في الكتابة، بسبب كثرة من تناولوا هذا الحدث المؤلم بالوصف والتحليل، لولا أربعة مواقف مخزية ظننتها شُطبت من قاموس التداول الإعلامي.

ولكن زلزال تركيا وسوريا أسقط الأقنعة فبان الخليط وشاهد العالم بشاعة ثقافة “رعاة البقر” التي تتعامل مع البشرية بعقلية التسمين والذبح. وتحتقر من يداهنها وتحترم من يعاملها بالمثل وتخشى ردة فعل من يرد لها الصاع صاعين. هذه المواقف الأربعة هي:
– تردد الغرب. وكثير من الأنظمة الصديقة. في مد يد المساعدة الفنية للمنكوبين مدة كانت كافية لموت الآلاف تحت الردم. وهذه جريمة ضد الانسانية. أو هي امتناع عن مد يد العون لمن هم في حالة خطر..!!
– احتجاج الكنيست الإسرائيلي على عضو منه أرادت أن تستهل مداخلتها بالترحم على ضحايا الزلزال بالقول: لا تترحمي على أعدائنا فاذهبي إلى سوريا وتركيا وترحمي عليهم هناك..!! وهو كشف عن حقد تاريخي دفين يعتبر مجرد الترحم على ضحية عدوانا على جنس محتل غاصب..!!
– احتجاج جماعة “الإسلاموفوفيا” على صيحات “الله أكبر” كلما نجحت فرق الحماية المدنية في العثور على أحياء تحت الأنقاض أو انتشال أسرة قبل فنائها.. واعتبار ذلك تمييزا عنصريا منحازا لأمة الإسلام..!! بأعلان الانتماء العرقي للون إسلامي.

الدم التركي والسوري ليس كالدم الأوكراني..!!

– إهمال اللاجيئين السوريين، والذين على الحدود السورية التركية. من نجدة إنسانية حالت دون إنقاذ آلاف الأرواح حتى تدخلت فرق “الأمم المتحدة” بعد خراب حلب واللاذيقية وحماه وإدلب.. لحفظ ماء الوجه..!!
من حقي أن أفتخر بالجزائر التي لم تنتظر قيادتها ضوءا أخضر من مجلس الأمن لتمد جسرا بينها وبين المنكوبين. ومن واجبي أن أرفع القبعة لأبناء الجزائر من أفراد الحماية المدنية الذين أثبتوا جدارتهم في البحث وفي انتشال الجثث وفي إنقاذ أرواح من تحت الردم.. وأشاد الأشقاء بأخلاقهم وباحترافيتهم وبتمثيلهم لأرض الشهداء. فلكم مني التحية والعلامة كاملة.
وبعيدا عن تسييس الزلزال وعن تصنيف الضحايا – في سوريا – إلى تابع ومعارض. فالموت لم يفرق بين حموي وإدلبي.. وبعيدا عن ضحية سوري وضحية تركي.. أسجل ملاحظتين شهادة للتاريخ وحجة على من تشفى في الضحايا بتقرير أن الله (جل جلاله) يداول الأيام بين الناس.

صرخة “الله أكبر” ماركة مسجلة

– لا تستغربوا من هبة الجزائر التضامنية ولا من سرعة تجاوب الرئيس عبد المجيد تبون مع خبر الزلزال في ساعته الاولى صبيحة يوم الاثنين 06 فبراير 2023 . فهو أفضل من يحس بمعاناة المصابين وقد عاصر زلزالي الاصنام (10 اكتوبر 1980). وزلزال بومرداس ( 21 ماي 2003). وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة. فلا تختبروا صبر الشعب الجزائري ولا سخاءه ولا قدرته على المعاملة بالمثل.. والذي حرّك الزلزال في تركيا وسوريا قادر على تحريكه في عمق تحصينات الشانئين..!! فلا تغتروا بمضادات الزلازل فقد تهتز الأرض بما يحطم سلُم ريشتر..!! ولا شماتة في مصاب.
– بعد الأزمة الأوكرانية. وبعد “الرصاص المصبوب” على غزة. وبعد هذا الزلزال.. لم نعد نصدق خطبكم حول حقوق الإنسان. وحول المساعدات الإنسانية وحول ” الأسرة الدولية”.. فالإنسان عندكم هو إنسانكم..!! والأسرة هي أبناء جلدتكم والمتحدثون بلغتكم.. أما أبناء العالم الإسلامي (من طنجة إلى جاكارتا ومن غانا إلى فرغانا) فأيتام في مآدب اللئام. وصدق من قال:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر * وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر.

الترحم على الضحايا جريمة في الكنيست..!!

عزاؤنا أن شعوبنا مازالت حية تنبض قلوبها بالتعاطف والتراحم مع الأشقائها. وأن من بين حكامنا فحولا لم يباركوا التطبيع ولم يشاركوه..!! عرفوا نبض شعوبهم فمدوا أيديهم إلى أشقائهم بتلقائية من يعلم أن الأيام دول: يوم لنا ويوم لكم. ومن ساءتهم سياستنا الخارجية نقول لهم أولا: في نجدة أشقائنا لن نستشير احدا ولن ننتظر الضوء الأخضر من أحد .

وثانيا: الجزائر ملاذ من لم يجد له ملاذا. وثالثا: لا مساومة على سيادتنا التي انتزعناها بدماء الشهداء.

رحم الله ضحايا الزلزال. وتعازينا لأسرهم.

وجزى الله خيرا كل من مد يده بعون. وحفظ الله الجزائر من كل مكروه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!