-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة بيتكوفيتش

ياسين معلومي
  • 1182
  • 1
رسالة بيتكوفيتش

عاد الهدوء إلى بيت الإتحاد الجزائري لكرة القدم بعد التعيين الرّسمي للمدرِّب فلاديمير بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، لتطوى مرحلة المدرب السابق جمال بلماضي الذي حقق ثاني كأس إفريقية في تاريخ الكرة الجزائرية، ومُني بثلاثة إخفاقات متتالية. وتبدأ بذلك مرحلة جديدة مع تقني جديد سيعمل على إعادة قاطرة الكرة الجزائرية إلى سكّتها الصحيحة، إذ تنتظره منافستان هامّتان، الأولى السنة القادمة بالمغرب بمناسبة كأس إفريقيا للأمم، والثانية كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.
أول خرجة إعلامية لبيتكوفيتش أظهرت أنه مدرب محنَّك ويملك من التجربة ما يمكّنه من النجاح في مهمته الصعبة، فرغم بعض الأسئلة المحرجة إلا أنه أجاب بكيفية بعيدة كل البعد عن لغة الخشب، وبطريقة أقنعت كل الجزائريين، خاصة عندما قال إن الضغط في عالم كرة القدم لا يخيفه، وهو يخطو أولى الخطوات في القارة الإفريقية التي هي بعيدة كل البعد عما يحدث في القارة العجوز، ومستعد لعديد التحديات مع “الخضر” الذين يمرّون بمرحلة صعبة وشائكة، خاصة مع سلسلة النتائج السلبية التي أعادت كرتنا إلى الوراء، وهذا رغم تواجد جيل من اللاعبين الشبان والمخضرمين الذين بإمكانهم، بقليل من العمل والتآزر، استعادة الثقة المفقودة في السنتين الأخيرتين جراء العديد من المشاكل الداخلية رغم أنها لم تخرج للعلن.
ورغم أن المدرِّب الجديد فضَّل في أول خرجة إعلامية له الحديث باللغة الإيطالية رغم تأكيده أنه يجيد الفرنسية، فإنه استعمل مترجما حتى يفهم الصحافيون والشعب الجزائري رسالته جيدا. أما خطابه مع اللاعبين فسيكون بمختلف اللغات، لأنه يتقن عددا منها، وهو ما سيسهِّل عمله خاصة وأنه جاء -حسب قوله- من أجل “القيام بعمل جيد، أنا مدرِّب طموح وأرغب في أن أحقق الشيء نفسه الذي حققته مع المنتخب السويسري، فبمجرد أن أستيقظ في الصباح أبدأ تحدّياً جديداً، وفي الرياضة هناك الكثير من التحديات”. وهو دليلٌ على أنه يقبل كل التحديات التي تنتظره مع المنتخب الجزائري.
وإذا كان البعض قد عارض اختيار المدرب بيتكوفيتش، فقد كان ردُّه مقنعا وأسكت كل المشككين مؤكدا بالقول: “من غير الطبيعي عدم التعرُّض للانتقاد، يجب أن نقبل ذلك، وبما أننا في هذا المجال فالآراء بالتأكيد ستكون مختلفة، نحن بشر ولكل منا أخطاؤه”، رسالة منه أنه سيعمل كل ما في وسعه مع المنتخب الجزائري الذي وصفه بـ”الكبير” لتحقيق مشروع كروي؛ مشروع مع فريق موحد يتمتع بإمكانات كبيرة، وهذا ما يتوفر في المنتخب الجزائري، وسيقوم بعمل رائع لتحقيق نتائج إيجابية، المهم هو أن نكون متماسكين كمجموعةً وليس أفراداً، هي مهمة ليست سهلة بطبيعة الحال، وهي مثلما من الممكن أن تبدأ بنجاح يمكن أن تنتهي بفشل.
القائمة الموسَّعة التي اختارها المدرب الوطني الجديد تضمّ 45 لاعبا من بينهم الذين أبعِدوا من المنتخب، وخاصة بن رحمة وبراهيمي.. رسالة من الناخب الجديد وللجميع أن الأبواب مفتوحة لجميع اللاعبين مهما كان الدوري الذي ينشطون فيه ومن دون حسابات وخلفيات. وحتى اللاعب المحلي سيكون تحت المجهر، خاصة وأن المدرِّب الوطني سيبقى في الجزائر مدة طويلة وسيحضر عديد اللقاءات المحلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • زهير

    محرر هذا المقال يعطي المدرب الجديد الورقة البيضاء والدعم المطلق !!