-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان.. عندما يذكّرنا بمعاناة إخواننا المسلمين؟

سلطان بركاني
  • 1251
  • 0
رمضان.. عندما يذكّرنا بمعاناة إخواننا المسلمين؟
ح. م

ما أن يقلّب المسلم طرفه بين المواقع التي تهتّم بنقل أخبار المسلمين في العالم، حتى يرتدّ إليه الطّرف كسيرا حسيرا، لفرط ما تقع عليه عينه من أخبار تدمي القلوب وتقرّح الأكباد، لمعاناة المسلمين في بقاع شتّى من هذا العالم، تزداد حدّتها مع حلول الشّهر الفضيل؛ فإذا كانت الأُسر المسلمة في كثير من بلاد الإسلام التي تنعم بالأمن والأمان، وتجتمع في هذا الشّهر حول موائد الإفطار التي تتلألأ بصنوف شتى من الأطعمة والملاذّ، فإنّ أكثر من 25 ألفا من مسلمي بورما يفطرون هذه الأيام على متن قوارب تائهة في خليج البنغال، مُنعت من الرسوّ في دول الجوار، هذا إن وجدوا ما يفطرون عليه غير ماء البحر، وآلاف آخرون يصارعون الجوع في الصّحاري والغابات التي فرّوا إليها من بطش البوذيين..

وفي الصّين، يمنع الموظّفون المسلمون في مقاطعات عدّة، من الصّيام، ويهدّدون بالفصل في حال تمّ القبض عليهم متلبّسين بهذا الجرم!.. وفي الهند، يقوم بعض المسؤولين المتطرّفين المنتمين إلى الحزب الحاكم، بإخراج المسلمين من قراهم، بدوافع عنصرية.. وفي سوريا، يفطر الصّائمون على أصوات البراميل المتفجّرة، ويَأوون إلى فرُشهم وهم لا يطمعون في أن يفتحوا أعينهم على الدّنيا، أمّا المشرّدون واللاجئون منهم في دول الجوار، فإنّ معاناتهم مع نقص المواد الغذائية تتواصل في رمضان، حيث تكتفي أكثر الأسر بوجبة واحدة عند الإفطار، وربّما يضطرّ أفراد الأسرة إلى اقتسام وجبة واحدة تتكوّن من المواد الضّرورية.. أمّا في الصّومال، فإنّ المسلمين هناك لا يميّزون بين رمضان وغيره، لأنّهم صائمون أبد الدّهر

لعلّ قلّة قليلة منّا تهتمّ بمثل هذه الأخبار في أيام رمضان، حيث أصبح الهمّ الأكبر لكثير من المسلمين هو ملء موائد الإفطار بأصناف وألوان الأطعمة والملاذّ المختلفة، مع أنّ المفترض في المسلم الذي يجد وطأة الجوع في أيام هذا الشّهر، أن يزداد اهتمامه بإخوانه المسلمين، فيتفاعل مع معاناتهم، ويدعو لهم في صلواته، ويتذكّر معاناة المحرومين من أقاربه وجيرانه، فيجود مما أعطاه الله لسدّ خلة الأسر الفقيرة من حوله. 

يُروى أنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أرسل إليها ابن أختها عبد الله بن الزبير   رضي الله عنهيوما مائة ألف درهم، فوضعتها في طبق، وأخذت توزّعها على الفقراء، حتى لم يبق منها درهم واحد، وكانت صائمة ذلك اليوم، فلما حان وقت الإفطار، قالت لخادمتها: “هات فطوري، فلم تجد الخادمة شيئاً تقدمه لأم المؤمنين إلا الخبز والزيت، فقالت: يا أم المؤمنين! أما استطعتِ أن تبقي لنا درهماً نشتري به لحماً؟! فقالت عائشة: “لو ذكرتِني لفعلت“. لقد تذكرت حاجة الفقراء، ونسيت نفسها رضي الله عنها وأرضاها. 

رمضان ينبغي أن يذكّرنا بأنّ من العيب والتّقصير أن يعيش الواحد منّا لنفسه، وينسى دينه وأمّته، فإذا كان يتذكّر بجوعه في رمضان جوع إخوانه المسلمين المحرومين، فمن باب أولى أن يتذكّر معاناة إخوانه المنكوبين والمضطهدين، ممّن تسفك دماؤهم وتصادر أموالهم وتنتهك أعراضهم ويسامون كلّ صنوف العذاب، لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله.

حرام وعيب وعار أن يتقوقع المسلم على نفسه ويتفانى مع هموم جسده، وينسى هموم إخوانه. حرام أن يتبرّم العبد المؤمن ويبخل على إخوانه ولو بمتابعة أخبارهم والحديث عنهم وعن معاناتهم، والدّعاء لهم في رمضان خاصّة، في أوقات إجابة الدّعاء، عند الإفطار وفي القنوت وفي وقت السّحر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    و ما سبب تخلفنا و ذلنا و هواننا الا بسبب نسيان بعضنا و اهتمامنا بأنفسنا و خذلاننا لبعضنا و عدم تذكر إخواننا و لو بدعاء

  • احمد

    حرام وعيب وعار أن يتقوقع المسلم على نفسه ويتفانى مع هموم جسده، وينسى هموم إخوانه.