-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان فرصة قد لا تتكرّر

جمال غول
  • 424
  • 0
رمضان فرصة قد لا تتكرّر

رمضان فرصة من فرص العمر قد لا تتكرر.. فماذا نحن فاعلون فيه؟ وهل سيتغير حالنا السيئ الذي نعيشه في زمن الوباء؟ إنه من لطف الله تعالى بعباده أن وهبهم مواسمَ تتنزل فيها البركات والرحمات، وتعظم فيها الأجور والحسنات، وتُكفّر فيها الخطايا والسيئات. عند الطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن مَسلمة أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إنّ لربّكم -عز وجل- في أيام دهركم نفحات، فتعرّضوا لها لعلّ أحدكم أن تصيبه نفحة لا يشقى بعدها أبداً”.

 رمضان نفحة ربانية وعطية رحمانية منه عز وجل، وهو أعظم الشهور عند الله تعالى، وقد خصه –سبحانه وتعالى- بجملة من الخصائص التي تفتقر إليها بقية شهور السنة:

– اختاره زمانا لنزول القرآن: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر))، ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)).. هذا الزمان الذي اختاره الله تعالى لتنزل المعجزة الخالدة لنبيه عليه الصلاة والسلام، وإن الزمان الذي اختير لتنزل القرآن الكريم لا نشك في أنه زمان مبارك ذو قدر عظيم عند الله.. هذا القرآن الكريم الذي قال فيه ربنا تعالى: ((وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا))؛ فالقرآن شفاء من الأمراض القلبية والمعنوية وشفاء من الأمراض والأوبئة الحسية -المعنوية- وهذا أمر مُجرّب مساره في حياة الناس، فما علينا إلا أن نستشفي بالقرآن في شهر القرآن وسيرفع الله الوباء والبأس بإذنه تعالى.

– شهر رمضان خصّه الله بأن يُحدث فيه تغييراً عظيماً في عالم الملكوت والكون الذي لا نشاهده، فهل سيعجزه تعالى أن يُحدث تغييراً في عالم الشهادة الذي نعيش فيه؟ في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصفدت الشياطين”، وفي رواية الترمذي: “فُتّحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وغُلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وصُفِّدت الشياطين ومردة الجان”.. إنها تغيرات عظيمة رغم أننا لا نشاهدها إلا أننا نؤمن بها، وسوف يحدث الله تعالى بإذنه تغيرات لوضعنا وحالنا ويرفع عنا هذا الوباء وأنواع البلاء التي ألمت بالمسلمين بقدرته وحكمته.

– اختص الله شهر رمضان بأنْ أودع فيه ليلة هي أعظم ليالي الدنيا، أخرج النسائي من حديث أبي هريرة أن النبي -صلّى الله عليه وسلم- قال: “قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك” ثم قال: “لله فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حرم”، ونحن إذ نرجو رحمته سبحانه فإنّنا نعوذ به أن نُحرم من فضل هذه الليلة المباركة بل سندركها بتوفيقه وندعو فيها بالدعاء المأثور: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا”.

شهر بهذه العظمة، ألا يحسن بنا فيه:

أولا: أن نفرح بوفادته، قال تعالى: ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)).

ثانيا: أن نتوب إلى الله ونقبل عليه وننتقل فيه من حال البعد عن الله إلى حال القرب منه عز وجل:

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب * حتى عصى ربه في شهر شعبان

لقد أظلّك شهر الصوم بعدهما * فلا تُصيّره أيضا شهر عصيان

واتل القرآن وسبّح فيه مجتهدا * فإنه شهر تسبيح وقرآن.

التوبة ليست حكرا على المذنبين فحسب، بل هي لعامة المؤمنين، قال تعالى: ((وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون))، وهذا نبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتوب في اليوم والليلة مائة مرة..

ثالثا: العبادات كلها مطلوبة في رمضان؛ فهو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والجود والإحسان، كلٌ على حسب مقدرته واستطاعته.

رمضان فرصة لكي تكتب من العتقاء من النار، قال صلى الله عليه وسلم: “ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة”.. فإذا كتبت من العتقاء فهذا ضمان لك ألا تلج النار، ولا يعني ذلك أنك ستصير معصوما لأن ذلك مستحيل ولكن أن يوفقك الله تعالى لتكون خاتمتك على خير.

وبعد.. أفلا يكون رمضانُ فرصة لمجاهدة نفوسنا لعل الله يكرمنا ببعض خيراته مما ذكر ههنا أو لم يذكر.. فاللهم وفقنا للخير والعمل الصالح في هذا الشهر وتقبله منا واجعلنا برحمتك من عتقائك من النار يا رحمن يا غفار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!