روراوة يعتبر مواجهة الزامبيين بمثابة النهائي
ربما هي المرة الأولى في تاريخ المنتخب الوطني التي يجد فيها “الخضر” أنفسهم “محاصرين” في فندق عسكري، بل إن التدريبات هي الأخرى غير مفتوحة للجميع باعتبار أنها، باستثناء حصة الجمعة التي أقيمت على ميدان المباراة بالبليدة، أجريت كلها بثكنة عسكرية (بني مسوس) أو بمدرسة للشرطة (حيدرة).
-
-
وتزداد غرابة المتتبعين عندما نعلم بأن المشرفين على المنتخب الوطني قرروا عدم برمجة أية ندوة صحفية سواء للطاقم الفني أو اللاعبين، في سلوك مخالف تماما لما هو معمول به في المنتخبات والأندية على المستوى العالمي مهما كان حجم المنافسة المقبلة عليها تلك الفرق.. هذا الأمر دفع البعض إلى التساؤل عن سر هذا “التخوّف” الكبير من الفريق الزامبي على الرغم من أن رفقاء منصوري كانوا قد فازوا عليه في اللقاء الأخير وبملعبه أيضا، وهو الإنجاز الذي سمح للجزائر بتصدر مجموعتها وبفارق معتبر عن أقوى المنافسين على التأشيرة العالمية أي زامبيا ومصر.
-
والظاهر أن اقتراب”الخضر” من المشاركة في الموعد العالمي ببلاد مانديلا هو الذي دفع المسؤولين على المنتخب الوطني للتمسك بالحلم الكبير، وفعل كل شيء من أجل إدامته، حتى لو كلف الأمر إغضاب الصحفيين والأنصار، بل إن الأمر تعدى إلى حد “المخاطرة” من خلال برمجة موعد اليوم بملعب البليدة بدلا من 5 جويلية مع كل الإفرازات التي نتجت عن مثل هذا القرار، والتي لاحظها الجميع يومي الأربعاء والخميس الماضيين بمناسبة انطلاق عملية بيع التذاكر بالبليدة وما صاحبها من أعمال شغب ومشادات أدت إلى إصابات بين الأنصار وتهشيم بعض السيارات.
-
ورغم ذلك، فإن “الفاف” تبقى مصرة على “حصار” التشكيلة الوطنية، في خطوة تؤكد الأهمية القصوى التي توليها لموعد هذه السهرة، خاصة وأن الرهان هذه المرة كبير جدا، باعتبار أن الجزائر لم تكن أقرب من المونديال منذ ثلاث عشريات مثلما هو الحال هذه المرة، وهو الأمر الذي يدفع المسؤول الأول على الإتحادية محمد روراوة نفسه لعمل كل شيء من أجل “عزل” اللاعبين عن المحيط الخارجي، ذاهبا (أي روراوة) إلى حد التأكيد لكل الذين أرادوا استفساره حول سر الحصار الإعلامي المفروض على المنتخب الوطني، بأن الأمر يتعلق بالنسبة إليه “بنهائي لا بد من الظفر به”، تصريح يكفي وحده للتدليل على القيمة الخاصة التي يوليها الرجل الأول في الكرة الجزائرية لموعد اليوم وفي ذهنه، بالتأكيد، التجربة المريرة التي كانت له في المرة الأولى على رأس الإتحادية، ما يدفع البعض للقول بأنه لا يريد تضييع مثل هذه الفرصة الذهبية من أجل الثأر لنفسه من تلك التجربة وإهداء الجزائر التأهل الثالث في تاريخها إلى المونديال.