-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لولاها ماكانت كونداليزا رايس وزيرة للخارجية:

روزا لويس باركس.. الأم الروحية للديمقراطية في أمريكا

جواهر الشروق
  • 6231
  • 9
روزا لويس باركس.. الأم الروحية للديمقراطية في أمريكا
ح.م
روزا لويس باركس

إن التمسك بالمبادئ والحقوق والنضال من أجلها، سواء كانت عقائدية أو إنسانية ليس دائما سهلا مستوى السبل، فطالما يصادف المنافح عن الحق صعوبات وملاحقات قد تنتهي به إلى التصفية الجسدية، لكن هيهات للرصاص أن يغتال هذه المبادئ، وهيهات للاستبداد والظلم أن يخرس صوتها؛ إذا ما وجدت أناسا مخلصين لها يزرعون بذورها بمواقفهم أينما حلوا وارتحلوا.

وقصة روزا لويس باركس تعد مرجعية لنصرة القضايا العادلة ومبادئ الحق، هذه المرأة الأمريكية ذات الأصول الإفريقية صنعت لها اسما لامعا بين أحرار العالم بموقف شجاع رفضت من خلاله التنازل عن مقعدها في الباص لرجل أبيض بأمر من صاحبه فأحدثت ضجة أفضت إلى حركة مقاطعة الباصات في مونتغمري، والتي شكلت بداية عملية إلغاء التمييز العنصري بين البيض والسود.

روز جاكولي ولدت في بلدة توسكي في ألاباما في 4 فيفري 1913، ونشأت في ظروف قاسية خاصة بعد انفصال والديها ولعل أكثر ما علق في ذهنها مظاهر التمييز العنصري في بيئتها، وتلك الأفضلية الواضحة التي يحظى بها الأبيض على حساب الأسود، درست روز في منزلها لأن والدتها كانت معلمة ثم انتقلت إلى إحدى مدارس مونتغمري، ثم إلى مدرسة خاصة بالأفارقة الأمريكيون لإكمال المرحلة الثانوية، غير أن مرض والدتها وجدتها أجبرها على التوقف للاعتناء بهما.

تزوجت من عضو في إحدى الجمعيات المكافحة لمظاهر العنصرية هو السيد رايموند باريكس، وانضمت إلى جمعيته مساهمة بشكل كبير في مساعدة الأمريكيين الأفارقة من أجل حياة أفضل، كما أنهت دراستها الثانوية بإصرار من زوجها، وكانت من بين الأفارقة القلائل الذين حصلوا على هذه الشهادة، وبعدها انتقلت إلى النشاط في حركة الحقوق المدنية، ثم إلى “الرابطة الوطنية للنهوض بالسود”، وعملت كسكرتيرة للسيد إيدجر نيكسون.

استمرت روز في نضالها من أجل تحقيق العدالة في المجتمع الأمريكي، وكان من أبرز مواقف دفاعها عن سيدة سوداء تعرضت لاغتصاب جماعي، وأنشأت إلى جانب مجموعة نشطاء حقوقيين صحيفة أسبوعية “The Chicago Defender” أطلقوا من خلالها حملة قوية من أجل توعية المجتمع بضرورة تطبيق المساواة ونبذ التمييز وكان ذلك سنة 1944.

وجاءت المرحلة الحاسمة من حياة روز، والتي كانت نقطة تحول تاريخي في حياة كل الزنوج الأمريكيين، بل كانت حجر الأساس للديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك سنة 1955، حين استقلت السيدة باركس حافلة عمومية وكان التمييز أنذالك في بلدتهم قد بلغ ذروته، حيث يفصل بين السود والبيض في كل الأماكن حتى في الحافلات وتخصص المقاعد الخلفية للسود والأمامية للبيض، كانت قد دفعت أجرة مقعدها ثم جلست، لكن بعد توقف الحافلة في إحدى المحطات وصعود عدد من البيض، أمرها سائق الحافلة هي وثلاثة من الركاب السود بالتنازل عن مقاعدهم للبيض، فامتثلوا لأمره إلا روز وهذا ما ترويه عن نفسها في لقاء أجري معها تقول: “قال لي السائق إن لم تتركي مكانك سأستدعي لكي الشرطة لتقبض عليك، فرددت عليه: يمكنك أن تفعل ذلك “.

لم يمض قرار اعتقالها بسلام بل اهتزت له أرجاء أمريكا ودعمه كل نزهاء العالم، بعد أن دخل السود في مونتغمري في إضراب عن ركوب الحافلات دام 381 يوما، بتنظيم من القس الزنجي وزعيم حركة التحرر مارتن لوثر كينج، حيث بدأت الاحتجاجات تضامنا مع روز، ومطالبة بإلغاء التمييز العنصري في وسائل النقل العمومية، ليفتح المجال بعدها إلى سلسلة من الانتفاضات، صدر بموجبها قانون تجريم التمييز العرقي في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1964.

وبهذا الانتصار الكبير، عاشت روز بقية حياتها بطلة قومية بل عالمية، حازت على الوسام الرئاسي للحرية سنة 1996، والوسام الذهبي للكونجرس سنة 1999، إلى أن وافتها المنية في 24 أكتوبر سنة 2005، أقيمت لها مراسيم دفن رسمية تناقلتها الفضائيات العالمية وشيعتها آلاف الجماهير، وبقي أفارقة أمريكا يذكرون فضلها في كل المناسبات حيث قالت عنها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كونداليزا رايس “ لو لم تقم باركس بتحريرها السود ما كنت الآن وزيرة خارجية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • الاسلام و الغيرة على الاسلام بالفعل مايش يشراك اللغب و بغباء

    1و2 مريض مكبوت مسكين من هاذوك لي يشتيو يلعبوها بزاف في مواقع النت

  • بدون اسم

    1و2 مريض مكبوت ربي يشفيه من هذوك لي يشتيو يلعبوها بزاف

  • بدون اسم

    انا من كتبت التعليق رقم 1و2 يا أحمد اقول لك فقط حديث عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله، قال: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببت. قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم.
    و انا ايضا ارجوا
    و انت تحب ان تكون مع قدوتك روزا؟؟؟؟

  • جمال

    صاحب الردين الأولين،سنترك لكم الحديث عن الصحابيات،لكن لا تنسو علمونا كيف نحكي ونكتب عن الصحابيات فنحن لا نجيد الكتابة عليهن.
    والله لأنه من الغباء ان تربطو مقال يتحدث عن امرأة انتصرت لظلم لحق بها ،وبين امهات المسلمين.ليتكم تركتم الغباء حبيس عندكم فلا تقلقونا بتراهاتكم يا دعاة الغيرة الزائفة الدين والإسلام

  • الواثقة

    بصراحة اشفق على اصحاب الردود 1-2

    شكرا يا كاتبة المقال احرار وشرفاء العالم مثل تشي غيفارا ومانديلا وهذه المراة جدراء بان تعلم منهم وديننا الحنيف والله سبحانه ذكر قسط اهل الكتاب في كتابه وذكر امانتهم والجهالين ما يلبثون يفضحون انفسم بالحقد والجهل

  • صالح

    لا ادري لماذا هذا الهجوم على الكتاب في الردود فهل القضية هي الموضوع او شخص كتاب الموضوع ، ثم لمن يريد الكتابة عن ا لصحابيات ، فمن قال لك ان هذا جرنال للدعوة ، من يريد الدعوة يذهب للمسجد ، ومن يريد المعرفة يدخل هنا ، ام هو تشتيت المواضيع فقط ، ومحاولة لاستعراضات العضلات الايمانية على الاخرين ..

  • ahmed

    انا احترم هاته المراءة كون لها مبدا
    اما الذين احترمهم كثير هم الذين وقفوا معها ضد الظلم
    اما الذين لا يفهمون الاسلام لا هم الذين يتسرعون فى الحكم
    الى المقال رقم 1و2
    كم من مظلوم فى بلدنا هضم حقه اتحداكم ان تنصروهم مع نقابتكم اعنى UGTA او الحس المدنى او او ....
    انكم تسمعون الخروقات ولا احد يساعد احد
    اننى اقول مثلما قيل الى الحسين رضي الله عنه من احد الصحابة يا ابن رسول الله لا تذهب الى العراق سوف يقتلونك ان الامة هناك قلوبهم معك وسيوفهم عليك
    ان السيدة روز احترمها لقد وقفت ضد جبال من الظلم

  • بدون اسم

    الى جهنم و بئس المصير
    اين صحابيات رسول الله صلى الله عليه و سلم و التابعات لهن بإحسان و امهات العلماء و نساءهن ام انه لا يهمك امرهن أو لسن قدوتك يا كاتبة المقال

  • بدون اسم

    كاتبة المقال تقدس هذه المرأة و كأنها واحدة من أمهات المؤمنين