-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ريفكا النموذج (2)

ريفكا النموذج (2)

الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها المتورِّطون في فضيحة الاحتيال على الطّلبة تؤكّد مرة أخرى أنّ التّرسانة القانونية الحالية ليست كافية لحماية الجزائريين من أشكال الاحتيال الجديدة التي وجدت في الفضاء الافتراضي بيئة مناسبة لاصطياد الضّحايا.

والأخطر في الموضوع أنّ الشّركة الوهمية التي غرّرت بالطّلبة بالاستعانة بمشاهير مواقع التّواصل الاجتماعي، جمعت الملايين من الضّحايا مقابل تسجيلهم في جامعات تركية وأوكرانية وروسية، لكن ما وجده الطلبة عند ذهابهم عكس ما تمّ التّرويج له، بل إن بعض الفتيات سقطن في مستنقع الانحراف الأخلاقي.

نحن هنا لسنا أمام عملية نصب واحتيال عادية، ولا يمكن القبول بفكرة أنّ مشاهير “السوشل ميديا” الذين روّجوا لخدمات الشركة الوهمية على صفحاتهم المليونية لا يتحمَّلون المسؤولية أمام القانون، لأنهم لم يفعلوا شيئا غير الإشهار لشركة لديها موظفون ومكاتب.

وهنا، لا يمكن الحديث عن أصحاب تلك الأسماء الغريبة فقط مثل ستانلي وريفكا وغيرهما، ولكن لا بد من طرح المشكلة الأكبر، وهي: كيف أصبح هؤلاء التّافهون نجوما ومؤثرين في المجتمع؟ ومن يكون متابعوهم في صفحاتهم المليونية؟ وما طبيعة هذا الجيل الجديد الذي لا يؤثر فيه الإمام ولا المصلح ولا الأستاذ ولا المثقف، ويؤثر فيه ريفكا الذي صنع الشّهرة بالرّمي بنفسه في شاحنة القمامة من أجل تحدٍّ تافهٍ قيمته 2000 دينار؟!

حتّى أنّ مثقفين وناشطين على مواقع التّواصل الاجتماعي أطلقوا حملة للحدّ من شعبية هؤلاء المشاهير أطلقوا عليها “ديزابوني التّفاهة”، لكن الحملة لم تحقّق أيَّ نتيجة، لأنَّ الذين أطلقوها وروَّجوا لها لا علاقة لهم بصفحات المؤثرين ولا بالمواقع التي ينشطون فيها.

نحن أمام جيلٍ جديد لا يفهم الحياة كما نفهمها نحن، وهذا الجيل هو الذي صنع من التّافهين نجوما ومشاهير، والأكيد أنّ الطّلبة الضّحايا الذين كلّفوا عائلاتهم الملايينَ مقابل وهم الدّراسة بالخارج، هم جزءٌ من الجمهور العريض لهؤلاء المشاهير، وبالنّسبة لهم يكفي أنّ “ريفكا” روّج للدّراسة في أوكرانيا وتركيا ليسير وراءه مغمض العنين ولا يهمُّ إن دفع الملايين!

قبل سنوات، وتحديدا في سنة 2018، نشرنا مقالا بعنوان “ريفكا النموذج”، علقنا فيه على السّقطة التي صدرت من وزير الثقافة أنذاك عزّ الدين ميهوبي حين استقبل “ريفكا” وكرّمه وأشاد به وقدّمه كنموذج للشاب الناجح، من دون أن يقدِّم مثالا واحدا عن النجاحات التي حقّقها هذا الشاب اليافع سوى بعض الحركات التافهة على موقع “سناب شات”، وها هو الآن ريفكا “النموذج” يواصل رسالته في تنوير جماهير الشباب وإقناعهم بالالتحاق بأرقى الجامعات في تركيا وأوكرانيا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الورود و الشوك

    ريفكا ، لزول وايناس شباب مرحون يحبون الحياة. يعطون صورة لجزائر غير شباب التسعينات البائس المتؤثر بالعشرية السوداء ذاك الشباب المحبط الذي لم يرى معنى الحياة

  • بوقفة الشاوي

    بشر فقدوا قيمهم الاخلاقية والدينية فقدوا انسانيتهم وضمائرهم وشرفهم وكرامتهم وتحولوا الي زومبي بشري لا يهمه الا اكل لحوم الناس الا الاحتيال ونهب وسرقة اخوانه من بني البشر وقتلهم حتي من اجل ذلك بكل فرح وسرور. يا سادة نحن في زمن النفاق والفساد والظلم والطغيان نحن في اخر الزمان لقد تحول البشر الي آكل لحوم بعضهم للاسف الشديد . لطفك يا خالق .