الجزائر
اتهامات بخروقات قانونية وتحضيرات خارج الأطر التنظيمية

زرواطي تفجّر مؤتمر “تاج”.. ومقاطعة جماعية لقيادة الحزب

الشروق أونلاين
  • 9195
  • 9
ح.م

قرّر أعضاء المكتب السياسي لحزب تجمع أمل الجزائر “تاج” مقاطعة المؤتمر الوطني الاستثنائي المزمع تنظيمه يوم السبت 26 سبتمبر 2020، بإشراف وبدعوة من “منتحل صفة فاقد للشرعية”، وفق توصيف بيان للحزب، معلنين عدم تحمّل ما سينجر عن ذلك من آثار ونتائج.

وفي أعقاب اجتماع لمناقشة وضعية الحزب والتطورات الأخيرة المتعلقة بالمؤتمر، وبعد استنفاد كل مجهودات تصحيح المسار في تنظيمه، وفق الأطر  القانونية وبحسب القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، أكد المكتب السياسي “عدم شرعية من دعا إلى المؤتمر، باعتباره انتحل صفة الأكبر سنا”، وفق تعبيرهم.

كما رفض المكتب الاعتراف بشرعية لجنة تحضير المؤتمر، و”التي لم تنبثق عن مؤسسات الحزب، لا عن المكتب السياسي ولا عن المجلس الوطني، كما تنص عليه المادة 13 من النظام الداخلي، والتي توجب تزكية المجلس الوطني لتشكيلة الهيئة الوطنية لتحضير المؤتمر”.

وأعرب أعضاء الهيئة التنفيذية الأعلى في الحزب عن “رفض النزعة الأحادية وغير الشرعية في ترتيب وإعداد مجريات المؤتمر، وكذا الغموض الذي يكتنفه، بداية من إعداد قوائم المندوبين إلى مكان عقده”، مستنكرين عدم إشراك  المكتب السياسي والمجلس الوطني في حيثيات التحضير، بدءا من طلب الرخصة إلى دعوة المؤتمرين.

وأضاف في بيانه “عدم علمه ولا المجلس الوطني بعدد المشاركين في المؤتمر ولا أسمائهم، في ظلّ عدم إمكانية التثبت من هويتهم، وكذلك دعوة أشخاص لا علاقة لهم بهياكل الحزب للمشاركة كمندوبين”.

وعليه، شدد المكتب السياسي على “التمسك بقرارات المجلس الوطني كأعلى هيئة بين مؤتمرين”، مُدينًا بشدة “كل أشكال التجاوز والسطو عليها، والقفز على مؤسسات وهياكل الحزب المركزية والولائية”، وفق تعبيره.

وفي سياق متصل، أعلن عبد الحليم عبد الوهاب، رئيس “تاج” بالنيابة مقاطعته بصفة رسمية للمؤتمر، “تماشيا مع قرار المكتب السياسي الصادر في اجتماعه الأخير، وانسجاما مع قناعته في أن المؤتمر هي محطة للمراجعة والارتقاء”، وكتب في منشور على صفحته الخاصة بموقع الفيس بوك “أن الغاية النبيلة  لا تبرر الوسيلة الخسيسة”، معتبرا “أنّ المؤتمر يفتقد لأدنى شروط النزاهة والشفافية، ويتم تحضيره خارج المؤسسات الشرعية للحزب ودون احترام القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب”.

وعلمت “الشروق” من مصادر مطلعة أنه تمّ تكليف أحد أعضاء المكتب برئاسة مؤقتة وتحضير المؤتمر، باعتباره أكبر سنّا، لكن منتقدين يكشفون أنه “ليس الأكبر سنّا”، وهي الصفة التي تعود إلى العضو بن رابح بن ميرة، وفق ما هو  معروف عند جميع قيادة الحزب.

وعن جوهر الخلاف الذي يهدد المؤتمر بالانسداد وفق المؤشرات القائمة، أكدت مصادر متواترة من داخل بيت “تاج” أن المشكل الرئيس هو دفع جهات نحو صعود وزيرة البيئة سابقا فاطمة الزهراء زرواطي إلى رئاسة الحزب، الأمر الذي يثير اعتراض قيادة المكتب السياسي وأغلبية المجلس الوطني، وفق تصريحات مصادرنا، في انتظار أن يكشف الطرف الثاني عن الأسباب الكاملة للصراع التنظيمي بين المتخاصمين، بعدما تعذّر الاتصال لمعرفة وجهة نظرهم في القضيّة.

مقالات ذات صلة