-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زلزالٌ يضرب الكرة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 36745
  • 0
زلزالٌ يضرب الكرة الجزائرية

فشل المنتخب الجزائري لكرة القدم في بلوغ كأس العالم، بعدما عجز عن تجاوز عقبة المنتخب الكاميروني في إياب الدور الفاصل الذي لُعب في البليدة، وسط فضائح تحكيمية بطلها الحكم الغامبي غاساما الذي عرف بخبثه كيف يقصي الجزائر بقرارات فاجأت كل المختصّين، وأعادت إلى الجزائريين طيف الحكم البنيني كوفي كوجيا الذي أدار نصف نهائي كأس إفريقيا 2010 بين كتيبتي سعدان وشحاتة، واستطاع هو الآخر أن يزيح رفقاء زياني بطريقةٍ لازالت عالقة في أذهان كل الجزائريين.

الزلزال الذي ضرب الكرة الجزائرية بعد الإقصاء من كأس العالم ستكون آثارُه وخيمة عليها، والبداية كانت باستقالة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم شرف الدين عمارة الذي تحمَّل مسؤولياته كاملة، وفضّل ترك مكانه إلى شخصية أخرى لإكمال المشوار وتحضير الاستحقاقات القادمة، والبداية ستكون بعد أشهر بتصفيات كأس إفريقيا المقررة في صيف 2023 بكوت ديفوار، وقد تصل أيضا إلى اعتزال عدد غير قليل من اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين، على غرار مبولحي وماندي وبلعمري وتاهرات وقديورة وفغُّولي وسليماني.. وترك المجال لجيل جديد يتقدمهم زرقان وعمورة ولعوافي وتوبة وآخرون ممّن بإمكانهم تقمص الزي الوطني سنوات أخرى قادمة، ويكونون مؤطرين بلاعبين ذوي تجربة على غرار محرز وبن رحمة وبن ناصر وغيرهم ممن أثبتوا علوّ كعبهم وقدرتهم على تقديم الأحسن في السنوات القادمة.

غير أن السؤال الذي لايزال الجميع يطرحه، هو مستقبل المدرِّب جمال بلماضي الذي كان قد  صرَّح خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء أمام الكاميرون عقب تضييع هدف التأهل إلى المونديال، وقال بصريح العبارة: “عندما يحين اليوم الذي أتيقّن فيه من عدم قدرتي على تقديم الإضافة فسوف أنسحب بهدوء، سأفكر جيدا في هذا الموضوع خلال الأيام المقبلة، الأهمّ هو أن يكون المنتخب الوطني قويا في السنوات القادمة”، إشارة منه أنه لازال في مرحلة التفكير، خاصة أنه يلقى إجماعا على البقاء؛ إذ طالبه الرئيس المستقيل شرف الدين عمارة بالمواصلة، وحتى الرئيس المؤقت محمد معوش أكد أنه سيتصل به لإقناعه بضرورة الاستمرار في عمله مع جيل جديد من اللاعبين، بغية بناء منتخبٍ قوي بإمكانه تحقيق نتائج إيجابية، ما يجعل الكرة متواجدة عند بلماضي الذي أثبت تعلقه بالمنتخب الجزائري وبإمكانه أن يعيده إلى سكة الانتصارات مثلما حدث سنة 2019، بفوزه بكأس إفريقيا للأمم، ومحو النتائج السلبية المسجلة مؤخرا في كأس إفريقيا التي لعبت بالكاميرون والفشل الذريع بالإقصاء وعدم المشاركة في كأس العالم بقطر.

ما يحدث في الكرة الجزائرية، يجعلنا نوجِّه نداء استغاثة إلى المسؤولين عن الرياضة الوطنية لإعداد ورقة طريق جديدة، لإعادة كرة القدم الجزائرية إلى سكتها الصحيحة، والبداية تكون بدعوة كل الشخصيات التي بإمكانها المساعدة ومرافقة كل المنتخبات الوطنية للعودة إلى مستواها الحقيقي، وإقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية بتقمص الزي الوطني خاصة بعد اعتزال العديد من اللاعبين الحاليين.

الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم والذي سيُنتخب بعد شهرين مثلما تنص عليه القوانين، سيجد نفسه أمام تحديات كبيرة، خاصة أن كرتنا تراجعت كثيرا بسبب تعنُّت بعض المسؤولين الذين أفقدوها بريقها، وأعادوها إلى نقطة الصفر، وهذا رغم الإمكانات الكبيرة التي تمنحها الدولة.

رسالتنا إلى صنّاع القرار.. يجب البحث عن شخصيات كروية بإمكانها بعث الدبلوماسية الرياضية، فلا يُعقل أن يغيب الجزائريون عن الهيئات الدولية وتُظلم الكرة الجزائرية في عقر دارها، بسبب القرارات الارتجالية لبعض المسؤولين الكرويين الذين طبَّقوا سياسة الأرض المحروقة في كرتنا، وأفلسوا خزينة “الفاف” وغادروا بلا حسيب أو رقيب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!