زوجات يطلبن الخلع بعد تحقيق لقب الأمومة
لا يختلف اثنان في كون ظاهرة الخلع في الجزائر تنتشر بشكل كبير. وللأسف، من أجل أسباب تافهة في الغالب. وهو ما نقف عنده، في الكثير من المرات، سواء عن قصص نسمعها أم نعيشها مع بعض الناس، غير أن الظاهرة التي انتشرت اليوم، أن الكثير من النساء لا ينتظرن مدة معينة من أجل طلب الخلع، أو ينتظر أسباب عدم التوافق مع الزوج، كما هو حاصل في حالات الطلاق والخلع العادية. فمباشرة عندما تضع مولودها الأول تطلب خلع زوجها، وكأنها كانت تنتظر لقب الأمومة ثم تنهي علاقتها بزوجها.
نقل لنا الكثير من الأصدقاء أن الكثير من الفتيات اليوم، تود لو أنها تصبح أما في الحلال ثم تطلب الخلع من زوجها، ولا تحتاج منه شيئا، لا سكنا ولا نفقة ولا غيرها.. المهم، أنها تحقق مبتغاها، وهو الحصول على ولد منه، بطريقة شرعية. وهو أمر غريب في مجتمعنا، فلم يبق تأسيس أسرة من أولويات الكثير من الفتيات، بل أولويتهن تحقيق لقب أم، ثم تنفصل عن زوجها.
الناظر إلى مثل هذه الحالات في مجتمعنا، يستطيع أن يقف على ما تفكر فيه الكثير من الفتيات، وهي أنها تحقق الأمومة في الحلال، وفي المقابل، تبقى تعيش عيش العزوبية والحرية، كما تردد الكثير منهن. فالزواج بالنسبة إليها هو بمثابة دفن لهذه الحرية والاستقلالية، وأكثر من هذا مسؤولية لا تطيقها، فهي لا تستطيع تحملها. لكنها، في المقابل كذلك، لا تريد أن تفرط في لقب أم، الذي يبقى حلم الكثير من النساء. لذا، اتجهت الكثير منهن إلى هذه الطريقة في التفكير، وهي تحايلها، بحيث تطلب الخلع مباشرة بعد ولادتها.
ربما يستغرب الكثير من الناس حينما يقرأ أو يسمع عن مثل هذه الحالات في مجتمعنا، لكنها حقيقة واقعة وموجودة، لا يمكن إنكارها. فقد اتجهت الكثير من الفتيات خاصة إلى هذه الطريقة، لتحقيق لقب الأم، وفي المقابل، تبقى حرة طليقة في خرجاتها وتصرفاتها، سواء في بيتها أم في حياتها اليومية مع صديقاتها أو أهلها.
يعتقد الكثير من الرجال أن هذه الطريقة فيها نوع من التحايل مع الزوج، وكذلك هي ضرب لقدسية الزواج. ولا يمكن أن يحصل هذا الأمر من فتاة تفكر تفكيرا سليما، فإما أن تختار البقاء عزباء، كما نرى اليوم عند الكثير من الفتيات، وإما أن تتزوج على سنة الله ورسوله، وتؤسس لعائلة مستقرة ودائمة.. أما من تقف موقفا وسطا، بين أم
وعزباء، في نفس الوقت، فهذا لا يمكن أن يكون إلا من امرأة تفكر تفكيرا شيطانيا، أو تفكيرا غربيا، على حد قول العديد من الناس.
هي من الظواهر الغريبة، التي وصل إليها مجتمعنا اليوم، في ظل تبني الكثير من الأفكار الهدامة، التي تأتينا من كل حدب وصوب. والغريب، أن العديد من الناس يتبنى هذه الأفكار، دون النظر في خلفياتها على المجتمع، وما قد تحمله من تهديم للأخلاق والعرف والتقاليد.