جواهر
تجنبا للمناوشات والعصبية في رمضان:

زوجات يقترحن وضع الأزواج في المجمّد!

سمية سعادة
  • 2389
  • 2

يجتهد بعض خبراء الأسرة لإيجاد حزمة من الأعذار التي ترفع اللوم عن الرجل المتأهب للدخول في معارك طاحنة تشمل الأواني والأثاث و”عظام” زوجته في رمضان!

كأن يقولون إن أعصابه تفلت منه بسبب ضغط العمل وطول ساعات الصيام، والمطلوب من المرأة أن “تبتلع” أخطاءه وتسايره وتكتم أنفاسها ومشاعرها إلى أن يُرفع آذان المغرب.

وفي محاولة هؤلاء الخبراء لإيجاد تفسير لتلك”الهبّات والانتفاضات التي يقوم بها الرجل في شهر الرحمة، يتغافلون عن دور المرأة في تسيير شؤون البيت والوقوف لساعات طويلة في المطبخ لتلبية طلبات الأسرة وهي صائمة.

ولعلّ هذه الأعذار التي يسكبها الخبراء والمجتمع في أذن المرأة حتى تصبر وتحتسب كلما حلّ شهر الصيام، هو ما جعل الرجل يتمادى في أخطائه وقد التقط عقله الباطن ما يفيد أنه “مرفوع عنه الحرج” لأنه رجل.

والظاهر أن الكثير من النساء استوعبن هذا الدرس، فصرن يتحايلن على أزواجهن بشتى الطرق من أجل أن لا يتسببوا في إثارة المشاكل، وكثيرات اقتنعن أنه عليهن الاستسلام والانسحاب ورفع الراية البيضاء عندما يدّق الرجل طبول المعركة.

بعض السيدات أتقن دور الهروب من المواجهة، وبأسلوب ساخر رحن يطرحن هذا السؤال: “هل يمكنني وضع زوجي في المجمّد إلى أن ينقضي رمضان”؟!

لترد إحدى المتضررات من عصبية زوجها أنها هي أيضا ترغب في الاحتفاظ بزوجها في المجمّد لأنه يتسبب في المشاكل، حيث قالت له: “لو كان هناك رمضانين لما صمت معك”.

ليأتي الجواب حاسما على المرأتين من سيدة أخرى لم تر أي حرج من وضع الأزواج في الثلاجة إلى أن ينتهي هذا الشهر، بشرط أن يتم إخراجهم منها ليلة العيد ليذوب الجليد عنهم!

ولكن إحدى السيدات الجزائريات اكتشفت وسيلة أخرى لتهدئة زوجها الثائر، معتمدة في ذلك على أسلوب “أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم”.

إذ تقول إنه كلما حدثت مناوشات بينها وبين زوجها سارع إلى قلب طاولة الطعام قبل الإفطار.

وأصبح على هذه الزوجة، وقد تعودت هذا السلوك من زوجها أن تلتزم الصمت حتى وإن أخطأ في حقها تفاديا للعملية التي تسبق الآذان وهي “قلب الطاولة”.

وذات يوم، تقول هده السيدة، وقبل أن يرفع آذان المغرب، قرّر الزوج كعادته استفزازها، وقد كانت متعبة من كثرة الأشغال المنزلية، ولكنها لم تسكت، بل دخلت معه في معركة كلامية، وما إن رأته يتقدم نحو الطاولة ليفعل فعلته، حتى سبقته إليها وقلبتها، قائلة له: إنه يمكنها أيضا أن تفعل مثله، فبهت الزوج وابتلع لسانه.

غير إن السيدة منى، لم تجد ما ترد به على زوجها الذي قلب المائدة لسبب تافه وحرم العائلة من الإفطار سوى أن ترفع كفيها للدعاء عليه.

هذه السيدة التي تقول إنها في الشهر الثامن من الحمل، تعيش حياة ضنكى في غرفة واحدة، وهي الغرفة التي تطبخ فيها وتنام فيها مع أولادها، ومنهم طفل يبلغ من العمر عشر سنوات مصاب بالسرطان.

ولأن هذه الغرفة تقع في بيت والديها، كتمت حزنها في قلبها حتى لا يسمع أهلها بما يجري لها مع زوج لا يخاف الله.

أحيانا لا يكون الجوع والعطش هو الدافع لعصبية الزوج في رمضان، ويمكننا أن نلاحظ هذا السلوك على هؤلاء الأزواج حتى في الأيام والظروف العادية لأنهم تعودوا على التعامل مع كل شيء بعصبية.

وشهر رمضان بالنسبة لهؤلاء هو الشمّاعة التي يعلقون عليها تذمرهم أو استنكارهم لبعض الأمور التي لا يرغبونها، غافلين أن لزوجاتهم أعصاب يمكنها أن تفلت أيضا، وأيادي يمكنها أن تمتد للطاولة لتقلبها!

مقالات ذات صلة