زوجي يتصرف كالمراهق.. هل تزوج؟؟

السلام عليكممشكلتي تبدأ من سفر زوجي للعمل بالخارج منذ 5 سنوات، وبعدها شعرت بضرورة تواجده ليساعدني في تربية أبنائي الخمسة، فأكبرهم في المرحلة المتوسطة، ويحتاج لوالده.

أثناء الإجازة جاء إلينا، لكنه ظل طول اليوم نائما، يقضى وقته في حجرة مغلقه بمفرده بعد شراء وسيلة اتصال بالإنترنت، وعاد بعدها إلى عمله مجدداً، وخلال هذه الفترة كانت هناك موظفه تعتبر المديرة تتصل به، وأثناء تواجده معنا ببلدنا كانت تبعث له برقيات معايدة.

وبعد فترة سافرت إليه، فوجئت به في حالة ذهول واضطراب، وكان يختلق المشاوير ليخرج، وخلال هذه الإجازة سافرنا معه لأداء العمرة، وكأنه لم يكن معنا، يظل يقول متى أعود إلى العمل، وفي البيت يفضل الجلوس على الإنترنت، وأنا لا أدري ماذا يفعل طوال هذا الوقت على الهاتف الجوال، وعندما أسأله يقول أنه يتابع الأخبار.

عرضت عليه أن نبقى معه، لكنه رفض تماماً، يخرج للعمل وكأنه مشتاق إلى أحد، تصرفاته غريبة، ويتحدث في بعض الأمور النسائية التي لم يعرف مسبقاً عنها شيئا، طباعه تغيرت، طريقة ملابسه تغيرت، أصبح كالمراهق، حتى طريقة قص شعره تغيرت، بل وأصبح يعرف شؤون التسوق التي لم يجيدها في حياته أبداً معي.

نفذت ما طلب وعدت لبلدي، لكنني عدت وأنا أشك أنه متزوج، لم أستطع التأكد أو التحقق في بلاد لا أعرف فيها أحدا، لكنني تحدثت معه بصراحة، وهو ينكر بعد أن ضربني ووصفني بالمريضة النفسية، لكنني لا أصدقه فهو مراوغ.

خلال تواجدنا كنت أرى في عينيه نظرات شفقة!! وعندما يكون معي، أشعر كأنه مع أخرى، وتوترت علاقتنا الفترة الأخيرة، وكل منا في مكان، وانقطع الاتصال بعدها تماماً لمدة 3 شهور، ثم تواصل بعدها حتى لا يتم الطلاق، لكن حديثنا عادي، ليس كزوجين.

أخاف أن يكون قد تزوج فعلاً، ويقرر أن يأخذ مني الأبناء ليعيشوا معه بعيداً عني، أشعر أنني سأموت كلما تأتي ببالي هذه الفكرة. ساعديني

أم حسام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم أختي الفاضلة

أهلا وسهلاً بك على صفحات موقعنا المتميز، والله أسأل أن يرزق قلبك السكينة والطمأنينة، وأن يديم بينك وبين زوجك السكن والمودة والرحمة.

تقع الكثير من الزوجات في خطأ فادح، وهو ترك زوجها يسافر بعيداً عنها ولفترات طويلة، فطبيعة الرجل لا يستطيع الحياة بدون امرأة، وبالتالي لن يتردد أبداً في الزواج ثانية، وبالتأكيد 5 سنوات من الغربة بدون فترة زيارات مستمرة تكون سبباً في الزواج الثاني.

لم أرى مبرراً أو سبباً في ترك زوجكِ وحيداً في الغربة، اعذريني، إن كان يسعى لجني المال، فقد كان يجب أن تخبريه مباشرة أنك لن تستطيعي أن تعيشي بعيداً عنه، وأنك قد تتحملين ضيق الرزق، ولا تتحملين بعده، فالزواج من أجنبية في البلد التي يقيم فيها المغترب قد تكون أسهل عليه من جلب زوجته وأولاده معه، وبالتالي الزوجة الحكيمة هي التي تظل مرافقه لزوجها تحت أي ظرف من الظروف.

لا أرى أنه من الصائب أن تضعي نفسك في هذا التوتر النفسي والعصبي، احزمي أمرك سريعاً لمرافقة زوجك في الغربة، وانتقال مدارس الأولاد إلى هناك، أو أن تظلي معه إلى أن يعود معك لبلادك.. وكوني حاسمة ولا تأجلي الأمر ولا تستسلمي لمناقشاته بأن يظل الوضع كما هو، أنتي في بلادك، وهو بالغربة.

فالرجل في الغربة لفترة طويلة بدون زوجته وأولاده يعيش بلا مسؤوليات، يعتاد حياة العزوبية، ولا يفكر كيف تعيش زوجته في عناء تربية الأبناء وحدها، وفي النهاية لن تكون هناك مكافأة لها على تعبها وتضحيتها إلا زوجة ثانية ، فلماذا من البداية هذا الوضع الأعوج، ولماذا هذا التفكك الأسري لأجل جلب المال، والتعاسة معاً!

وهناك احتمالين لا ثالث لهما أختي الفاضلة، خاصة مع حدس المرأة الذي لا يخطيء غالباً، وهو أنه قد تزوج بالفعل، وسوف تعرفين عندما تمكثين معه ولا تفارقينه أبداً، أو أن يكون على علاقة غير شرعية، ووقتها أيضاً سوف تعلمين.

في الحالتين يجب أن تكوني بجانبه، إن تزوج، كوني عاقلة حكيمة خاصة إن كان له أبناء، أنت وافقتِ على الوضع فيجب أن تتحملي النتائج، وطلب الطلاق هو تدمير لأسرتك وظلم فادح لأبنائك.

وإن كان على علاقة غير شرعية، فاطلبي منه تقديم استقالته والعودة لبلادك فوراً، لتعيدوا تنظيم حياتكم وحياة الأبناء من جديد.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق

 للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com