الشروق العربي
صاحب "أيا بابا الشيخ" محمد علاوة لـ "الشروق العربي":

زوّروا التاريخ البربري لقسنطينة ولهذا السبب لن أشارك في تظاهرتهم !!.

الشروق أونلاين
  • 16925
  • 0

على هامش إحيائه للبرايم الافتتاحي من برنامج “ألحان وشباب6″، التقت مجلة “الشروق العربي” الفنان القبائلي محمد علاوة، حيث تمّكنا من اختراقعالمه الخاص، وهو المعروف بعزوفه عن الأحاديث الصحفية فطرحنا عليه أسئلة حول راهن الاغنية القبائلية،سبب رفضه المشاركة في “تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية2015″، وما النصائح التي قدمها لطلبة “عودة المدرسة” هذا العام؟ وغيرها من المواضيع فكان معه هذا الحوار:

 

** هذه أول مرة تشارك فيها ببرنامج “ألحان وشباب”، كيف وجدت الأجواء والطلبة؟.

– الأجواء كانت رائعة، والاستقبال كان أروع من قبل فريق إعداد البرنامج على رأسهم المنتج المنفذ للمدرسة عامر بهلول.أما بالنسبة للطلبة،فأنا أرى أن لديهم فرصة كبيرةهذا العام عليهم استغلالها كونهم سيكونون تحت تأطير أساتذة كبار على غرار الفنان الكبير رابح درياسة، السيدة نادية بن يوسف، والفنان الموسيقي محمد روّان.

 

** هل أنت من المتابعين لـ “عودة المدرسة”؟.

– نعم، وقد اكتشفت خلال الطبعات السابقة أصواتا مهمة جدا مثل أجراديوغرطة الذي يتميز بإمكانيات صوت استثنائية. كذلك أعجبتني المتسابقة القبائلية صونيا التي حصلت على لقب “ألحان وشباب5”. وما لا يعرفه الكثيرون أن صونيا أعرفها على المستوى الشخصي، حيث عملت معي ككوراليست (ضمن المجموعة الصوتية)، وهي مطربة تؤدي بشكل صحيح. أيضا رجاء مزيان من الأصوات المهمة التي اكتشفها البرنامج.

 

** خلال لقائك مع الطلبة في الكواليس، ما النصيحة التي وجهتها لهم؟.

– قلت لهم: مهما كانت النتيجة،سواء حصلتم على اللقب أم لا، فعليكم ألا تيأسوا وتستمروا بعد انتهاء المسابقة لأن هذه البداية الحقيقية لكم. وشخصيا سبق لي أن شاركت في “ألحان وشباب”،وربما هذه المعلومة لا يعرفها الكثيرون !!.

 

** في أي سنة كان ذلك؟.

– سنة  96، وكان وقتها الموسيقار الكبير شريف قرطبي -رحمه الله- مشرفا على البرنامج. ووصلت إلى النهائيات مع 12 صوت.

 

** من كان معك في نفس الدفعة من الأصوات المعروفة حاليا؟.

– مُغني الراي الشاب سعيدي الذي اعتزل الغناء منذ سنوات. وبالمناسبة سأقول لك شيئا مهما: سعيدي حصل على المركز الأخير في التصفيات، بينما حصلت أنا على المركز الخامس، مع ذلك استمرينا نحن الاثنين ونجحنا، بينما اختف أصحاب المراكز الأولى.

وهنا،أحب التأكيد على أن الصبر والاشتغال على النفس عنصران مهمان جدا في استمرارية الفنان،إلىجانب أن هناك شيء مهم جدا أريد أن أنصح به الأصوات الجديدة لمدرسة “ألحان وشباب” لو سمحتم لي.

 

** تفضل..

– أن يحافظوا على أصالة الأغنية الجزائرية ويمثلونها أحسن تمثيل في الخارج، وهذه النصيحة أتمنى لو يعملوا بها، لأن الطبعة التي تخرجت منها أنا والشاب سعيدي كانت الأصوات الأربعة الأولى فيها تغني “شرقي” لهذا لم تستمر.. بينما استمريت أنا وهو لإصرارنا على أداء الأغنية الجزائرية.

 

** لماذا يُصّر محمد علاوة على الابتعاد عن وسائل الإعلام؟.

– والله الأمر ليس مقصودا، إنما بحكم استقراري في فرنسا منذ أكثر 3 سنوات صرتُ   بعيدا بعض الشيء عن وسائل الإعلام الجزائرية. ثم هناك شيئا مهماالفنان يجب أن يكون لديه جديدا يتحدث فيه سواء كان ألبوم أو جولة فنية.

 

** مقارنة بدول الاغتراب حفلاتك في الجزائر، وخاصة فرنسا، تبقى قليلة جدا، لماذا؟.

– الجمهور دائما يطرح علياّ هذا السؤال بإلحاح. والسبب في غالبية الأحيان يعود إلى بعض الشروط التي لم يوفرها لي المنظمون و.. نقاطعه:

 

** تقصد شروط تتعلق بالأجر؟.

–هذا من بين الشروط وليس كلها، وحتى لا يذهب خيال البعض بعيدا أنا لم أطلب عُشر ما يحصل عليه كاظم الساهر واخوانه من الفنانين العرب. أو حتى أجر الشاب خالد “اللي يستاهلهم”. أنا مهما كان لملا أشترط الملايير-يضحك- “أنا مليار ما زال ما شفتوشكيفاه دايروما حسبتوش !!”.

 

** غير الأجر، ما هي شروطكالأخرى؟.

-اشترطت أن أغني في قاعة كبيرة تستوعب جمهور أكبر مثل القاعة البيضاوية، لكنهم وضعوا أمامي عراقيل، في حين أن أي فنان أجنبي أو عربي يفتحون له الأبواب.

 

** هل تعتقد أن اسمكقادر على استقطاب جمهور يملأ مقاعد “البيضاوية” بأكملها؟.

– إذا كانت قاعة “الزنيت”، وهي إحدى أهم القاعات في فرنسا بعد “الأولمبياد”، تمكنت من تحقيق”كامل العدد” فيها 5 مرات ألا استطيع جلب جمهورا للبيضاوية؟؟. ومع احترامي الشديد  لكل الفنانين الجزائريين والعرب فلم يتمكن أحد منهم ملأ “الزنيت” إلا أنا.

 

**لماذا اخترت الإقامة في فرنسا تحديدا؟.

– لأن جو العمل فيها أفضل.. هناك أنا أغني فقط، لديّمناجير ينظم كل أوقاتي وحفلاتي.أمافي الجزائر “يكسرولي راسي، وكي تقوللهممناجيريقولولك واش راك حاسب روحك؟؟”. ظف أنه في فرنسا هناك أستوديوهاتعلى درجة كبيرة من الاحترافية يمكن للفنان أن يطوّر من خلالها موسيقاه.

 

** شاركت الفنان لطفي دوبلكانو في أغنية ثنائية بعنوان “أفوسأفوس”، وأيضا الفنانة العالمية كنزة فرح، من هو الصوت الذي تطمح حاليا لبعث”ديو” معه؟.

– هناك مشروع أغنيةثنائية جديدة ستجمعنيبلطفي قريبا. أما بالنسبة للأصوات التي أرغب في الغناء إلى جانبها فأنا أرى أنني غنيت مع أهم الأصوات كلونيسآيتمنقلات والفنان إيدير على المسرح.كذلك “الديو” في تصوري يجب أن يحمل فكرة ومعنى جديد وإلا ما جدوى تقديمه؟؟.

 

** يرى البعض أن الأغنية القبائلية في زمن الفنان الراحل معطوب الوناس كانت أكثر تأثيرا من الآن، مارأيك؟.

– أنا معك أن معطوب -رحمه الله- مرجع من مراجع الأغنية القبائلية، وأكثر فنان ناضل لأجل القضية الأمازيغية، لكن في نفس الوقت، وبكل تواضع، لو ترجع لمجمل أغنياتي فهي ليست للترفيه والرقص فقط بل فيها من تحمل رسائل كثيرة تناهض الحقرةوالعنصرية.

 

** من هو قدوتك في الأغنية القبائلية؟.

– أكيد لونيس آيتمنقلات فهو حكيم في أشعاره وفيلسوف، وفي الموسيقى أحب إيدير.

 

** هل ترى أن القرصنة الفنية قضت على صناعة الموسيقى الجزائرية؟

.- كفنان يُنتج أعماله بنفسه،أؤكد لك أنني لا أعتمد على دخل الألبومات.فرزق الفنانين هو من الحفلات والأعراس. وأذكر مرة أن ألبوم واحد كلفني 20 ألف أورو ولم أجني منه إلا القليل، نحن نقدم الألبومات لمجرد أن نتواجد من خلالها.

 

 

** أثار اعتذارك عن تظاهرة “قسنطينة عاصمة للثقافة العربية” ردود فعل متباينة رغم الاغراء المادي الذي عُرض عليك، لماذا؟.

 – لستُ ضد التظاهرة كحدث، إنما أنا ناقم من تعنت البعض في الاعتراف بأصول قسنطينة البربرية. تصوّر أن كثيرون يجهلون أن الاسم القديم لقسنطينة هو “لاسيرتا”، 

وأن قسنطينة كانت قبل عدة قرون عاصمة البربر في بلاد المغرب العربي. وهي أيضا مسقط رأس ماسينيسا.. كان عليهم قراءة التاريخ وعدم تزويره قبل أن يعرضوا عليّا المشاركة.

 

** البعض قال أنك اعتذرت عن التظاهرة بعدما هوجمتمن خلال “فايس بوك”؟.

– غير صحيح، فأنا كما ذكرت لك من قبل القضية قضية مبدأ.. صحيح هاجمني عدد كبير 

من سكان منطقة القبائل لاعتقادهم أنني سأشارك في التظاهرة. لكني عدت ونشرت توضيحا عبر صفحتي الرسمية على “فايس بوك” قلت فيه أني رفضت المشاركة لأن “بربرية قسنطينة” قضية مبدأ بالنسبة لي. كما أنني رفضت أن أخذل جمهوري.

 

**كلمة أخيرة لمحبيك عبر مجلة “الشروق”؟.

– أتمنى أنني كنت ضيفا خفيفا على القراء.وصادق في ردودي، وأجبت على كل الأسئلة، وإن شاء الله “الشروق العربي” تكون مشرقة دائما على قرائها.

مقالات ذات صلة