هنري إيميل إداري سابق في المنتخب الفرنسي للشروق:
“زيدان لن يخلف وعده لـ”الخضر” وكان بكل جوارحه معهم في أنغولا”
الشروق أونلاين
-
-
43948
-
92
زيزو يفي بوعده
هنري إيميل هو العمود الفقري لمنتخب فرنسا الذي تسيّد الكرة العالمية والأوروبية في نهاية التسعينات، وظل لعقدين كاملين رقما مهما في المعادلة الإدارية للاتحادية الفرنسية لكرة القدم.. علاقته الخاصة بنجوم فرنسا الذين حازوا على كأس العالم في 1998 وفي مقدمتهم الجزائري الأصل زين الدين زيدان، جعلته اليوم العمود الفقري أيضا لجمعية “فرنسا 1998” التي يشغل منصب الأمين العام فيها، وهي الجمعية التي تنشط عدة دورات خيرية داخل القاعة، وتجلب في كل مرة الآلاف من عشاق “زيزو” وزملائه. الشروق إلتقت إيميل على هامش زيارته الأخيرة للجزائر وحاولت أن تعرف منه نوايا زيدان تجاه المنتخب الوطني بحكم العلاقة الحميمية التي تجمع الرجلين، والتي جعلت من محدثنا “أمين سر” النجم الجزائري الأصل.
-
بحكم العلاقة الحميمية التي تربطكم بزين الدين زيدان، هل لنا أن نعرف كيف عاش هذا الأخير كأس إفريقيا بأنغولا لهذه السنة؟
-
لست بجاجة لأن أقول بأن “زيزو” تفاعل كثيرا مع هذه الدورة، خاصة وأن الأمر يتعلق بعودة المنتخب الجزائري إلى الواجهة الإفريقية بعد عدة سنوات من الغياب. وكما تعلمون، فإن زيدان كان قد أصر على زيارة لاعبي الخضر خلال تواجدهم بالجنوب الفرنسي عندما كانوا يحضرون للتنقل إلى أنغولا، وهي الزيارة التي تحمل أكثر من مغزى حول تعلقه بفريق بلده الأصلي..وعليه، كان من الطبيعي جدا أن يتابع الرجل النهائيات الإفريقية هذه المرة باهتمام بالغ، وأن يكون بكل جوارحه مع المنتخب الجزائري الذي أدخل السعادة إلى قلوب شعب بكامله خلال التصفيات المؤهلة إلى المونديال.
-
وكيف كان رأيه حول مشوار المنتخب الجزائري في أنغولا؟
-
في الحقيقة لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال لأنني بصراحة لم تتسن لي الفرصة للحديث معه في الموضوع، ولكنني أتوقع أن يكون راضيا عن الوجه الذي قدمه منتخبكم، سيما وأن الأمر يتعلق بفريق عاد من بعيد بعد سنوات عجاف طويلة غابت فيها الجزائر عن واجهة الأحداث في القارة السمراء للأسباب التي يعرفها الجميع.
-
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مهمة خاصة قد تسند إلى زيدان مع الفريق الوطني، هل حدثكم “زيزو” عن هذا الموضوع؟
-
على الرغم من صلتي القريبة جدا منه، إلا أنه لحد الساعة لم يتحدث معي عن أي مشروع يخصه مع المنتخب الجزائري، فالمشروع الوحيد الذي نحن بصدد العمل عليه حاليا هو دورة الصداقة التي ستقام داخل القاعة يوم الفاتح من مارس القادم، وهي الدورة التي كان زيدان قد وعد الرئيس بوتفليقة شخصيا بتنظيمها خلال زيارتنا للجزائر في فترة سابقة، وها هو يفي بوعده، بل أنه سيقدم هدية جميلة إلى الشعب الجزائري من خلال جلب نجوم المنتخب الفرنسي الحائز على كأس العالم في 1998 معه حتى يتمتع الجزائريون بفنيات هؤلاء علما وأن نقل الدورة مضمون على القنوات التلفزيونية الجزائرية الأرضية منها والفضائية..ولكن دعني أسألكم عن المشروع الذي تنتظروه من زيدان ويخص منتخب بلادكم.
-
الأمر يتعلق باحتمال مساعدة زيدان للناخب الوطني تحسبا للمونديال خاصة وأنه وعد بمد يد العون لـ”الخضر” خلال زيارته الأخيرة لهم بفرنسا…
-
لست على علم بالموضوع، ولكنني متأكد من شيء واحد وهو أنه عندما يتقدم زيدان بوعد فإنه سيفي به مهما كان الحال، أنا أعرف “زيزو” جيدا ومن أهم صفاته أنه عند كلمته دائما..ومع ذلك، أظل أتساءل عن طبيعة العمل الذي يمكن له أن يقوم به مع الطاقم الفني للمنتخب الجزائري.
- تردد مؤخرا أنه سيقوم بمعاينة المنتخبات المنافسة لـ”الخضر” في كأس العالم لصالح الناخب الوطني..
-
لا أظن بأن زيدان سيفعل ذلك..أنا متأكد من شيء واحد وهو أنه سيقوم بمساعدة المنتخب الجزائري، ولكن بطريقة أخرى لا يمكنني أن أتكهن بها الآن، والمهم أن مهمة معاينة خصوم الجزائر ليست من اختصاصاته.
-
- هل يمكن أن نتنبأ بانضمام زيدان إلى الطاقم الفني في يوم من الأيام؟
-
أتقصدون المنتخب الجزائري أم الفرنسي؟
-
- الكلام عن الفريق الجزائري طبعا..
-
هذا السؤال يجب طرحه على زيدان نفسه، وحسب معرفتي الجيدة له، فإنه ليس من النوع الذي يعرض خدماته، إنه إنسان خجول لا يريد الظهور كثيرا، غير أنني أقول أنه بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب الجزائري وللكرة الجزائرية عموما، حيث أنه لن يتردد بالتأكيد في تقديم النصيحة لمن يهمه الأمر إذا ما طلب منه ذلك طبعا.
-
-
وماذا عن علاقة زيدان مع المنتخب الفرنسي؟
-
تعلمون أن زيدان يكن حبا كبيرا للمنتخب الفرنسي الذي قاده للتتويج بكأس العالم، وذلك وحده يكفي لأن يكون مستعدا دائما لمساعدته في كل مرة يتم فيها اللجوء إليه، لكنني أستبعد في الوقت الراهن أن يكون له دور مع “الزرق”.
-
- هل ذلك بسبب تواجد دومينيك على رأس الفريق الفرنسي؟
-
لا أريد الحديث عن دومينيك، ما يمكن قوله في هذا الصدد أن زيدان لن يتأخر في مساعدة الناخب الفرنسي القادم خاصة إذا كانت علاقته معه جيدة.
-
-
هذا يجرنا للحديث عن ما بعد دومينيك، من هو المدرب الذي ترونه الأقرب لاستلام العارضة الفنية لـ”الزرق” بعد المونديال؟
- آسف مرة أخرى، لا يمكنني الخوض في هذا الموضوع أيضا..الشيء الذي أنا متأكد منه هو أن عقد دومينيك لن يتم تجديده حتى ولو عاد من جنوب إفريقيا بكأس العالم.
-
لنعد إلى الحديث عن المنتخب الجزائري، كيف تقيّمون مشواره في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة؟
-
في الحقيقة لم تتسن لي الفرصة إلا لمشاهدة مباراة واحدة فقط لمنتخبكم في هذه الدورة، وكان ذلك أمام كوت ديفوار، لقد أعجبني مردود الجزائر كثيرا في تلك المقابلة وأنا متأكد من أنه لو لعب بنفس الطريقة في المونديال القادم فسيكون له شأن كبير، ولو أنني لا أزال مقتنعا بأن عملا كبيرا ينتظره، حيث لاحظت بأن أغلب لاعبيكم لا يعملون على استرجاع الكرة عند تضييعها، وهذه جزئية مهمة في كرة القدم الحديثة التي تعتمد على اللعب ككتلة واحدة.
-
-
وما هو تعليقك على هجرة الدوليين الجزائريين للبطولة الفرنسية وتفضيلهم للبطولات الأوروبية الأخرى؟
- لا أعرف السبب الحقيقي، ولو أن البعض يرجع ذلك إلى مشكلة الضرائب في فرنسا ويرون بأنها مبالغ فيها، وهو الطرح الذي لا أسانده شخصيا.
-
هل تتوقعون أن يلتقي المنتخبان الجزائري والفرنسي في المونديال القادم؟
- إذا حدث ذلك فإنه يعني أن الفريقين سيصلان إلى أدوار متقدمة في المنافسة، وهذا هو أملي طبعا سواء بالنسبة للجزائر أو فرنسا، على الأقل أن ذلك سيمحي الصورة القاتمة التي ميزت المباراة الودية التي جمعت الفريقين منذ بضعة سنوات بباريس..صدقوني، يومها رأيت بعض اللاعبين الجزائريين يبكون بعد توقف المقابلة لأنهم كانوا يأملون الذهاب بهذا الحدث إلى نهايته، لولا سلوك بعض الأشخاص الذين أفسدوا العرس باقتحامهم أرضية الميدان..وللأسف، فإن الفرصة التي أتيحت مؤخرا لتنظيم مباراة ودية أخرى بين الفريقين لم يتم استغلالها لأسباب قاهرة باعتبار أنهما كانا مجبرين على لعب مقابلة فاصلة للتأهل إلى كأس العالم.
