-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحلقة تضيق على رقبة رئيس الحكومة الإسبانية

سانشيز يتهم أكبر أحزاب المعارضة بدعم الجزائر

محمد مسلم
  • 5288
  • 0
سانشيز يتهم أكبر أحزاب المعارضة بدعم الجزائر
أرشيف

تتفاعل الأزمة السياسية في الداخل الإسباني بشكل مثير للانتباه، في سياق يدفع الحكومة الائتلافية التي يقودها الحزب الاشتراكي ورئيسها بيدرو سانشيز، نحو المزيد من العزلة، بسبب الأزمة المتفاقمة مع الجزائر إثر القرارات الأخيرة، والتي أبرزها تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار.

الصراع السياسي بين رئيس الحكومة الإسبانية وخصومه السياسيين وعلى رأسهم “الحزب الشعبي”، أخذ أبعادا جديدة باتهام سانشيز، للتشكيلة السياسية الأكبر في المعارضة، ممثلة في الحزب الشعبي، بـ”الضغط على إسبانيا”، في الأزمة التي تعاني منها بلاده مع الجزائر.

وقال سانشيز في خطاب له بمدينة “مالقة” إلى الجنوب من العاصمة مدريد: “إذا كان هناك طرف ثالث يمارس ضغوطا على إسبانيا، بينما الاتحاد الأوروبي يدافع عن إسبانيا، فهذا يعني أن هذا الطرف الثالث يساند الطرف الذي يضغط على إسبانيا”. واتهم سانشيز “الحزب الشعبي” المعارض بالحديث بـ”السوء عن إسبانيا في الداخل والخارج”.

ويأتي هذا التصريح من سانشيز بعد تراكم الضغوط السياسية عليه في الداخل الإسباني، وتعاظم التهديدات الجزائرية بتفعيل سلاح العقوبات على مدريد، ردا على التحول الراديكالي في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية، وهو الموقف الذي أدخل العلاقات بين الجزائر ومدريد مرحلة متقدمة من السوء.
وفي هذا الصدد، دعا الأمين العام للحزب الشعبي الإسباني، كوكا غامارا، الجزائر إلى عدم الخلط بين إسبانيا والشعب الإسباني من جهة وبين الحكومة الإسبانية من جهة أخرى، والتي يحملها الغالبية الساحقة من الشعب ومن نخبه السياسية والإعلامية والاقتصادية مسؤولية تدهور العلاقات الثنائية، وكأن لسان حاله يقول لا تحاسبوا إسبانيا وشعبها بسبب أخطاء حكومة سانشيز.

وأضاف الأمين العام للحزب الشعبي المعارض: “إسبانيا لا تتمتع حاليا بالسياسة الخارجية التي تستحقها، من أجل الحفاظ على علاقات جديدة مع جميع الدول المجاورة”، في اعتراف صريح من سياسي إسباني بفشل حكومة سانشيز في إدارة ملف علاقات بلاده مع الجزائر.

وتتمثل حالة التدهور التي تعاني منها السياسة الخارجية الإسبانية في عهد الحكومة الحالية، حسب الأمين العام للحزب الشعبي، في قرار سانشيز “تحطيم الإجماع، واتخاذ قرارات أحادية”، ودون الرجوع إلى مؤسسات المملكة الإسبانية، مشيرا إلى أن “الإسبان يتعاونون مع الجزائر ولهم علاقات جد ممتازة معها تجاريا”.

وفي خضم الاحتقان الحاصل بين الجزائر ومدريد منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، كشفت تقارير إعلامية عزم الجزائر رفع أسعار الغاز المصدر نحو إسبانيا بنسبة 400 بالمائة في العقود المبرمة بين البلدين، مستغلة التهاب أسعار هذه المادة الطاقوية الحساسة في الأسواق العالمية منذ إقدام روسيا الاتحادية على العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير المنصرم، وهو ما يرفع من تكلفة صادرات الغاز نحو إسبانيا إلى عشرة ملايير دولار، بعدما كانت في حدود ما يناهز ثلاثة ملايير دولار فقط.

وتتضمن عقود الغاز المبرمة بين الجزائر وإسبانيا، بنودا تسمح بمراجعة الأسعار، ولاسيما في ظل الأسعار الحالية غير المسبوقة، وفي هذا الصدد أشارت التقارير الإعلامية إلى أن سوناطراك بصدد توجيه إنذار أخير للشركات الإسبانية وعلى رأسها “إيناغاز”، التي تربطها بها عقود توريد الغاز، بسبب تهرب هذه الأخيرة من المطالب الجزائرية الداعية إلى مراجعة الأسعار لجعلها متوائمة مع الأسعار الحالية في السوق العالمية، وفق مقتضيات العقود المبرمة.

ووفق المصادر، فإن الطرف الجزائري يجد نفسه مضطرا للانتقال إلى المرحلة الأخيرة في الصراع الدائر مع الشركات الإسبانية، والمتمثلة في فسخ العقود إذا ما واصل الطرف الإسباني عدم التجاوب مع المطالب الجزائرية بمراجعة الأسعار.

وليست هي المرة الأولى التي تدخل شركة سوناطراك في نزاع مع الشركات الإسبانية، إذ سبق للشركة الجزائرية أن خاضت نزاعا قضائيا على مستوى التحكيم الدولي، ضد الشركة الإسبانية، “ريبسول” ورفيقتها “غاز ناتورال فينوسا”، وتمكنت من إلزامهما بدفع 1.7 مليار يورو، ونحو 514 مليون يورو، بمثابة أسهم لصالح الشركة الجزائرية في أصول الشركة الإسبانية “غاز ناتورال فينوسا” في العام 2016.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!