-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ناور بمسألتين في جدول أعمالها

سانشيز يفشل في تجييش قمة الأطلسي ضد الجزائر

محمد مسلم
  • 3454
  • 0
سانشيز يفشل في تجييش قمة الأطلسي ضد الجزائر
أرشيف

انفض اجتماع الحلف الأطلسي الذي احتضنته العاصمة الإسبانية مدريد من دون إشارة إلى المقترحات التي حاولت حكومة بيدرو سانشيز، إدراجها ضمن جدول أعمال هذه القمة، والتي يأتي على رأسها اعتبار توظيف ورقة الغاز تهديدا لأمن الدول الأعضاء في هذه الهيئة، فيما تمت الإشارة إلى الهجرة غير الشرعية، لكن من دون إجراءات عملية.

وفي اليوم الأول من أيام القمة الأطلسية، أقدمت الحكومة الإسبانية، على عكس تدفق الغاز باتجاه مملكة المخزن المغربي، عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، المتوقف عن النشاط منذ الفاتح من نوفمبر المنصرم، بعد قرار الجزائر عدم تجديد عقد توريد الغاز عبره، إلى إسبانيا مرورا بالأراضي المغربية.

وكانت الجزائر قد حذرت السلطات الإسبانية على لسان أكثر من مسؤول، من أن إعادة تصدير الغاز الجزائري نحو المغرب قد يعتبر إخلالا بالعقود المبرمة بين سوناطراك وشريكها الإسباني، ناتورجي، ما قد يفضي إلى فسخ العقود المبرمة، لترد مدريد بأنها لن تصدر ولو جزءا واحدا من الغاز الجزائري نحو الجارة الغربية، وأكدت تقديم المستندات اللازمة بكل شفافية، غير أن ذلك لم يبدد شكوك الطرف الجزائري.

وخلال القمة الأطلسية لم يصدر أي تصريح عن رئيس الحكومة الإسبانية، أو في بيانها الختامي ما يشير إلى التنديد بتوظيف الغاز كورقة سياسية في الخلافات بين الدول، وكل ما قاله سانشيز لم يتعد الحديث عن احتمال تدخل الحلف الأطلسي في مالي، باعتبارها منطقة عدم استقرار في منطقة الساحل تساعد على تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تشكل هاجسا حقيقيا لدول جنوب أوروبا، وعلى رأسهم إسبانيا.

ووفق ما ذكرته صحيفة “إل موندو” الإسبانية، فإن قادة الحلف الأطلسي عادوا إلى بلدانهم من دون أن يتجاوبوا عمليا مع مطلب بيدرو سانشيز، وقالت الصحيفة إن “القادة العسكريين يتأسفون لتجنب الحلف الأطلسي نشر قواته في منطقة الساحل بالرغم من الانفلات الحاصل هناك”.

وذكرت “إل موندو”، أنه وعلى الرغم من التزام حلف “الناتو” بمعالجة ملف حدوده الجنوبية، إلا أنه في الوقت الحالي، تبقى “مجرد توصيات على الورق ومن دون تفاصيل دقيقة عن الخطة التشغيلية، في الوثيقة الاستراتيجية التي تمت الموافقة عليها في القمة”.

ولم يكن ملف الهجرة غير الشرعية ليطرح في قمة الأطلسي لولا الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قوات أمن المخزن المغربي بحق المئات من المهاجرين الأفارقة على أسوار مدينة مليلية المحتلة أمام أنظار نظرائهم الإسبان، الأسبوع المنصرم، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول حقيقة مدى تلقائية الأحداث، والتي رسخت لدى الكثير من المراقبين والمتابعين فرضية تدبيرها من قبل حكومة مدريد ونظام المخزن المغربي، من أجل إدراجها في قمة حلف الأطلسي، وتصويرها على أنها خطر داهم يستهدف الحدود الجنوبية للحلف، والتي تبدأ من حدود جيب مليلية المحتلة، كما خلصت إليه مقررات قمة مدريد الأخيرة.

الأمر الآخر الذي يعزز من صدقية هذه الفرضية، هو إقدام حكومة سانشيز على عكس تدفق الغاز عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي باتجاه المملكة المغربية، في اليوم الأول من أشغال قمة مدريد الأطلسية، والهدف من هذا القرار واضح من خلال توقيته، وهو دفع الجزائر نحو اتخاذ قرار حاسم بقطع الغاز عن إسبانيا كما حذرت من قبل، في عز اجتماع القمة الأطلسية، وهذا من شأنه أن يسهل على سانشيز طرح مسألة توظيف ورقة الغاز للاعتبارات الجيو سياسية، على أمل الخروج بإدانة للجزائر، غير أن هذه الأخيرة تركت العاصفة تمر لتعامل بعدها مع مدريد في أريحية.

والسؤال الذي يطرح هنا بكل بساطة وموضوعية: هل المسألة تتعلق بصدفة جميلة؟ عندما تحدث مجزرة مروعة بحق الآلاف من المهاجرين الأفارقة، قبل ثلاثة أيام فقط من انعقاد القمة الأطلسية، ثم في اليوم الأول من القمة ذاتها، تضخ مدريد الغاز نحو مملكة المخزن بعد أشهر من الترقب، وهما ورقتان كانت قد حاولت حكومة سانشيز إدراجهما في اجتماع قادة الحلف الأطلسي، لكنها لم تنجح إلا في واحدة منهما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!