منوعات
حصاد الثقافة في 2019

سجن وفضائح وإقالات واستقالات

زهية منصر
  • 6318
  • 6
الشروق أونلاين

عرف القطاع الثقافي في سنة 2019 عدة هزات أدت إلى إعادة فتح الملفات القديمة وإسقاط رؤوس وإحالة مسؤولين على العدالة.

أنهى حراك 22 فيفري إلى الإطاحة بالوزير عز الدين ميهوبي من على رأس الوزارة وهو الذي رافقته قبل ذلك عدة انتقادات لطريقة تسييره للقطاع وخياراته في بعض الملفات مثل قطاع السينما وقطاع المسرح ودعم بعض الأسماء.

خيارات ميهوبي وطريقة تسييره أدت إلى اندلاع صراعات و”تحالفات” في الخفاء خرجت للعلن لاحقا وأدت إلى الإطاحة بعدد من مسؤولي القطاع مثلما حدث مع مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي الذي أبعد بعد قرابة ربع قرن من تربعه على رأس الديوان. خليفته في المؤسسة لم يطل به المقام وأنهيت مهامه قبل نهاية السنة من طرف الوزير الأول واستخلف بالنيابة من طرف إطار بوزارة الثقافة.

ديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة والذي منحه ميهوبي صلاحيات تنظيم الحفلات والقوافل الفنية بعد أن انتزعها من بن تركي، لم يكن بمعزل عن الهزات التي أطاحت بمديره سامي بن شيخ وأدخلته سجن الحراش بعد فضيحة حفل سولكنيغ وكارثة ملعب 20 أوت بالعاصمة سرعان ما أدى سجن بن شيخ إلى إبعاد الوزيرة الشابة مريم مرداسي بإقالة جاءت في ثوب استقالة.

الفضائح طالت أيضا المركز الجزائري لتطوير السينما وأطاحت بمديرته السابقة شهيناز محامدي. وهي الإقالة التي تبعها حديث عن تجاوزات وفضائح في تسيير ملفات بعض الأفلام على رأسها فيلم الأخوات للفرانكو جزائرية يمينة بن قيقي المقربة من الرئيس السابق.

إبعاد محامدي وتنصيب المكلف بحسابات المركز مصطفى معطوب بالنيابة لم يدم طويلا فسرعان ما برز حديث عن استمرار تجاوزات داخل مركز العاشور وتم الإطاحة بمعطوب بعد احتجاجات المنتجين عن بيع أفلامهم لمنصات إلكترونية وعرضها من دون موافقتهم. وقد رافقت تنحية معطوب من منصبه بتفجير فضيحة مريم مرداسي التي منحت والدها إنتاج وثائقي سينمائي عن الثورة وهو ما يتعارض صراحة مع منصبها الرسمي.
وقبل دفعها إلى الاستقالة أقدمت مرداسي على حركة تغيير في محافظات المهرجانات. بعض تلك التغييرات قيل إن مرداسي أقدمت عليها بدافع الانتقام مثلما حدث مع مدير معرض الكتاب السابق “حميدو مسعودي” الذي ربط البعض بين إقالته وبين حضور منشورات الفضاء الحر للوزيرة نفسها في الجناح المركزي للمعرض.

التغييرات التي أحدثتها مرداسي لم تمنح فرصة للمهرجان حيث تم تأجيل أغلبها إلى العام المقبل وهذا بسبب الظروف التي تشهدها البلاد منذ 22 فيفري الماضي حيث حرر الحراك الحناجر في قطاع الثقافة مثلما حرّرها في باقي القطاعات، ورفع مثقفون وفنانون عدة مرات لافتات أمام مبنى الوزارة يطالبون من خلالها بمحاسبة الفاسدين.

ورغم ما عرفه قطاع الثقافة داخليا من هزات وفضائح لكن الجزائر كانت هذه السنة حاضرة تقريبا في كل المحافل الدولية من خلال ممثليها كأفراد حيث حاز الكتّاب والمثقفون الجزائريون تتويجات عدة سواء كانت في الكتابة أو الفنون أو السينما.

شخصيات صنعت الحدث في 2019

عز الدين ميهوبي: كان أكثر الشخصيات الثقافية تعرضا للانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى قبل مغادرته لوزارة الثقافة بأشهر، وقبل انطلاق الحراك الشعبي خاصة بعد أن استقبل “ريفكا” وأعلن عن دعمه وهي الانتقادات التي تواصلت حتى بعد عودته كمرشح للرئاسيات الأخيرة.

مريم مرداسي: كانت طوال أشهر محل حديث وانتقادات واسعة على مواقع التواصل بسبب طريقة ظهورها وأسلوب تعاطيها مع الأحداث قبل أن تجبرها كارثة حفل سولكينغ على تقديم استقالتها وكانت بذلك أول المسؤولين يقدم على تقديم استقالته من منصب سام.

سامي بن السيخ الحسين: عاد الحديث عن مدير الديوان الوطني لحقوق التأليف السابق سامي بن الشيخ الحسين بعد إدخاله سجن الحراش بعد إدانته في حفل سولكينغ.

خليدة تومي: صنعت وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي الحدث في 2019 على إثر عودتها للظهور بعد سجن صديقتها لويزة حنون وهي التي التزمت الصمت منذ إبعادها عن الوزارة. انتهت خليدة إلى سجن الحراش وتنتظر المحاكمة بتهم الفساد واستغلال الوظيفة وتبديد المال العام.

لخضر بن تركي: أبعد من إدارة الديوان الوطني للثقافة والإعلام بعد 24 سنة من ترؤسه لديوان الثقافة والإعلام، فقد كان يوصف بن تركي برجل الثقافة النافذ والقوي واستخلفه ميهوبي بمراد وضاحي قبل أن تتم أيضا إقالة هذا الأخير من طرف الوزير الأول السابق نور الدين بدوي ويتم إسناد مهمة تسيير الديوان بالنيابة لإطار من وزارة الثقافة.

سولكينغ: صنع عبد الرؤوف الدراجي الحدث عندما أهدى أغنية “لاليبيرتي” لحراك 22 فيفري ولكن عودته إلى الجزائر التي غادرها حراقا وعاد إليها نجما انتهت بكارثة وطنية أدت إلى سقوط 5 قتلي وعشرات الجرحي.

مقالات ذات صلة