-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعتبر منطقة ظل بامتياز وينتظر تدخلا عاجلا للسلطات العليا

سكان دوار ناهية بالمسيلة يطالبون بأبسط ضروريات الحياة

أحمد عليوة
  • 234
  • 0
سكان دوار ناهية بالمسيلة يطالبون بأبسط ضروريات الحياة
ح.م

ناشدت أكثر من 32 عائلة تقطن في دوار ناهية، وهي منطقة ظل بامتياز في “الڨارصة” ببلدية سيدي هجرس بولاية المسيلة، السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية والوزير الأول، ووزير الداخلية والجماعات المحلية ووالي المسيلة، التدخل العاجل، للتكفل بمطالبهم المتعلقة بتوفير أبسط ضروريات الحياة، قبل دخول فصل الشتاء.

وتتمثل مطالب العائلات، حسب الرسالة التي وجهوها إلى السلطات العليا في البلاد، تلقت “الشروق” نسخة منها، في منحهم سكنات ريفية تشعرهم بالعيش الكريم، وهو المطلب الذي قوبل بالرفض كلما اتصلوا بالمسؤولين على حد قولهم، بالإضافة إلى توفير الكهرباء الريفية، حيث تبعد عنهم خطوط الكهرباء سوى 2 كلم، كما طالبوا بضرورة دعمهم بمسلك يفك عزلتهم، خاصة في فصل الشتاء، وتسهيل نقل أبناءهم المتمدرسين الذي يريدون حجرات دراسية كبقية أترابهم في المداشر المجاورة.

ومن أجل المحافظة على ثروتهم الحيوانية التمس القاطنون بالدوار تسجيل برامج لحماية أراضيهم، وهذا بإنجاز حواجز ترابية ومتاريس لحماية التربة من الانجراف، مع منحهم رخصا لحفر آبار تغنيهم عن جلب صهاريج المياه التي بالكاد يستطيعون تسديد تكاليفها الباهظة.

وباعتبار الدوار منطقة ظل بامتياز، يأمل السكان في تسجيل برنامج يخص صهاريج الغاز التي من شأنها رفع الغبن الذي طالهم جراء نقل قارورات غاز البوتان وجلب الحطب للطهي والتدفئة.

وأضاف السكان في شكواهم أنهم يقطنون هذه المنطقة غداة الاستقلال، ويمتهنون تربية الأغنام والدواجن، ووضعهم يعلمه القاصي والداني من المسؤولين الذين تعاقبوا على منطقتهم لكنهم لم يجدوا منهم أذانا صاغية لما يعانونه.

… عائلات تستنجد بالحطب للطهي والتدفئة

ويقع الدوار بمحاذاة الطريق الوطني رقم 8 في شطره الرابط بين بلديتي عين الحجل وبن نزوه، وتمر به أعمدة الكهرباء ذات الضغط المتوسط، غير أنهم لم يستفيدوا منه رغم أن أول شكوى تقدموا بها كانت سنة 1988، كما أنهم لم يغادروا منطقتهم حتى في العشرية السوداء، وقاوموا الإرهاب لكنهم بالمقابل لم يستفيدوا من برامج التنمية التي أقرتها الدولة، متسائلين في الوقت ذاته “إلى متى نظل نستعمل الخشب للطهي وللتدفئة؟”.

وقال قاطنو الدوار إنهم يعتمدون في معيشتهم على تربية الأغنام، وهم من أكبر ممولي الولاية بمادة اللحوم الحمراء، وهم يكافحون للحفاظ على المهنة من الاندثار بحكم أنها مصدر رزقهم، حيث يحوزون أكثر من 3000 رأس ماشية، تعبوا في توفير الماء لها، إذ يعتمدون في ذلك على شراء صهاريج المياه التي تصل إلى عشرة صهاريج يوميا في فصل الصيف، وتصل قيمة الصهريج الواحد إلى 2000 دج، يقتنونها من بلدية سيدي عامر التي تبعد بعشرات الكيلومترات، وهذا بسبب حرمانهم من تراخيص الحفر والكهرباء الفلاحية وقد تسبب هذا الأمر في تركهم لتربية الدواجن وكذا موت مئات الأشجار المثمرة.

.. التهميش يحرم أبناء الدوار من الدراسة

كما اشتكى السكان من التهميش الذي طالهم وتسبب في عزوف أبناءهم عن الدراسة، مؤكدين أنهم ضيعوا أجيالا بسبب عدم قدرتهم على ضمان نقلهم للمدارس، نظرا لغياب المسالك الريفية والنقل المدرسي، خاصة أن المسافة بين دوارهم وبين أقرب تجمع (قرية عين خرمام) هو 20 كلم، ما اضطرهم في الآونة الأخيرة إلى ترك أولادهم لدى بعض العائلات التي تقطن هاته القرية، حيث فاق عدد أبناءهم المتمدرسين 25 تلميذا يعانون الأمرين من أجل مزاولة الدراسة خاصة في فصل الشتاء.

وأضاف سكان دوار ناهية أنهم أقصيوا من قوائم السكن الريفي، فلم يستفيدوا منها أبدا رغم أولويتهم في الحصول عليها، حيث يعيشون في مساكن هشة قاموا بتشييدها منذ عشرات السنين، وملفاتهم التي أودعت لدى مصالح البلدية أغلقت عليها أدراج المكاتب ولم تحض حتى بالدراسة.

ولا تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد، فباعتبار “الڨارصة” منطقة سهبية رعوية، فقد تعبوا من أجل استصلاحها وحمايتها من عوامل تعرية التربة بمجهود خاص وقاموا بغرس الأشجار لحمايتها من التصحر، لكن جهودهم باءت بالفشل بسبب عدم قدرتهم على مجابهة العوامل الطبيعية، وقد قامت محافظة السهوب بإيفاد ممثلين منذ سنوات لكنهم لم يلمسوا شيئا من تلك الزيارة، وتركوا في صراع مع الطبيعة دون أي التفاتة من السلطات.

ويربط دوار ناهية بالطريق الوطني مسلك قاموا بشقه بوسائل بسيطة لكن الرمال ومياه الأمطار تقوم في كل مرة بطمره أو حفره ما يدخلهم في عزلة لعديد المرات، دون تدخل من أي جهة وصية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!