الرأي

سلسبيل وأخواتها!

رشيد ولد بوسيافة
  • 1508
  • 5
ح.م

على الرغم من الجرائم الفظيعة التي تُرتكب في حق الطفولة منذ سنوات اختطافا واغتصابا وقتلا وتنكيلا، ورغم المطالب المتكررة من النخبة السياسية والإعلامية ومن المواطنين بشكل عام بضرورة تنفيذ حكم الإعدام في حق المتورطين، إلا أن هؤلاء ما زالوا يتمتعون بحق الحياة في السجون على وما زالت قائمة ضحاياهم مفتوحة.
لقد أقدم قاتل سلسبيل على فعلته، لأنه لم ير أمامه تنفيذ حكم الإعدام في حق المجرمين من قتلة الأطفال وغيرهم، مع أن التشريع الإسلامي واضح فيما يتعلق بالقصاص، كما أن الكثير من التشريعات الوضعية تلتزم بحكم الإعدام، لأنه يشكل أقوى رادع لعتاة المجرمين من القتلة والمغتصبين.
والغريب أننا في الجزائر نتهاون في توفير أبسط حقوق العيش الكريم من عدالة ومساواة وتكافؤ الفرص بعيدا عن المحسوبية والرشوة والفساد بكل أنواعه، لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع الإعدام تستيقظ المعاني الإنسانية عند البعض ويصيحون رافضين للإعدام، لأنه سلب لحياة الإنسان حسب زعمهم، دون أن يدركوا أن هذا الموقف المتهاون مع عتاة المجرمين هو الذي يتسبب في زيادة أعداد الضحايا من الأطفال.
لقد وجهت والدة سلسبيل كلمات قوية لكافة الجزائريين عندما طالبت بالوقوف وقفة واحدة لإعدام قاتل ابنتها، وأقل عزاء لهذه الوالدة المكلومة أن يتم تنفيذ مطلبها لكي ترتاح مادام القاتل قد أخذ جزاءه كاملا، ولكي يكون إعدامه إنقاذا لضحايا آخرين يتربص بهم المنحرفون الذين كثر عددهم هذه الأيام جراء فشل المجتمع والمؤسسات بشكل عام مما أفرز جيلا بأكمله سقط في متاهات الإدمان والانحراف الأخلاقي.
فهل تتحرك النخبة السياسية والقانونية لتحريك مطلب تنفيذ حكم الإعدام، أم أن الأمر يتعلق بغضب ظرفي سرعان ما يخفت ويركن الجميع إلى الصمت وانتظار حدوث جرائم أخرى في حق الطفولة؟ ولماذا هذا الخوف والتردد في تنفيذ حكم الإعدام؟ وهل يعود ذلك إلى ما يصدر من تقارير عن المنظمات الدولية التي غالبا ما تضع الدول التي تنفذ أحكام الإعدام في ترتيبات غير مرضية فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان.
والسؤال المطروح: أين هذه المنظمات الإنسانية من الأخبار اليومية عن قتل الأطفال واغتصابهم من قبل منحرفين؟ أم أنها تدافع فقط عن المجرمين لتمنع إعدامهم مهما كانت خطورة الجرائم التي يرتكبونها؟

مقالات ذات صلة