سوبر.. متأخر جدا

مباراة كأس السوبر لكرة القدم هي مباراة سنوية تقام بين بطلي الدوري والكأس، في افتتاح الموسم لأي دولة.وتمثل المباراة نظريا أقوى المباريات في أي بلد، باعتبارها بين البطلين الكبيرين.. ويعتبرها الكثيرون بمثابة قطعة الكرز التي توضع على سقف التورتة لتلفت إليها الأنظار.وإقامة المباراة في افتتاح الموسم يمثل القيمة الكبرى وربما الوحيدة لتلك المباراة المشهودة.

وتابعنا جميعا خلال يومي السبت والأحد الماضيين تتويج أرسنال بطل كأس إنجلترا بكأس السوبر في بلاده إثر فوزه على تشيلسي 1-صفر.. وكذلك تتويج فولفسبورغ بطل كأس ألمانيا بكأس السوبر للمرة الأولى في تاريخه بعد تعادله مع بايرن ميونيخ ثم تفوقه بركلات الترجيح.. وسافر فريقا باريس سان جيرمان وليون بطلا الدوري والكأس في فرنسا إلى ملعب سابوتو في مدينة مونتريال في كندا لخوض مباراة السوبر للمرة الأولى في المدينة التي لم تر في تاريخها مباراة كبرى في دنيا كرة القدم.. وفاز الباريسيون بكل سهولة واحتفظوا بالسوبر للعام الثالث على التوالي.

وفي هولندا توج ايندهوفن بطل الدوري بكأس السوبر مكتسحا غرونينغن بثلاثية نظيفة تحمل بصمة النجم المغربي ادم ماهر.

مباراة السوبر الإسبانية ستقام كالعادة بنظام الذهاب والإياب بين برشلونة بطل الدوري واثلتيك بلباو وصيف الكأس (برشلونه البطل أيضا) وستكون الأولى ليلة 14 أوت في ملعب سان ماميس في اقليم الباسك.. والثانية مساء الاثنين 17 أوت في ملعب كامب نو قلعة البارشا.. وكلتاهما قبل انطلاق الموسم بالطبع.

والسوبر الإيطالي سيقام في مدينة شنغهاي الصينية بين يوفنتوس بطل الدوري والكأس ولازيو روما وصيف الكأس يوم السبت المقبل.. وفي نفس اليوم يعرف الاتراك بطل السوبر في مباراة غلطة سراي وبورصا سبور.. والأحد المقبل موعدا للسوبر البرتغالي في لشبونه بين بنفيكا بطل الدوري وسبورتنغ لشبونه الفائز بالكأس.

حتى خارج أوروبا.. السوبر السعودي سيقام في العاصمة الإنجليزية لندن بين النصر والهلال بطلي الدوري والكأس على التوالي على ملعب لوفتوس رود الخاص بنادي كوينزبارك رينجرز مساء الأربعاء 12 أوت.

كل مباريات السوبر في الدول المتقدمة كرويا أقيمت أو على وشك الانطلاق خلال الأيام القليلة المقبلة.. وحرصت على ذكرها بالمواعيد والأطراف والنتائج لتتابعوا معي المهزلة التي تنتظرنا في السوبر المحلية.

مباراة كأس السوبر الجزائرية بين وفاق سطيف بطل الدوري ومولودية بجاية بطل الكأس (وحدها دون بقية مباريات السوبر في العالم) ستتأخر إلى الأيام الأولى من شهر نوفمبر.. ولم تحدد رابطة الدوري الجزائري المنظمة للمباراة موعدا محددا لها وتركت الباب مفتوحا لأحد يومي 1 أو 8 نوفمبر وربما يطرأ أي جديد لتقام المباراة في يوم آخر أو شهر آخر.. أما ملعب المباراة فلا يزال سرا حربيا لن يتم الاعلان عنه الا بعد استطلاع وجهات نظر امنية او جماهيرية.

رابطة الدوري التي ركلت مباراة السوبر الى وسط الموسم لا تدرك المعنى الحقيقي للمباراة ولا الهدف من اقامتها.. وهو الامر الذي سيفقد اللقاء قيمته وبريقه.

اما حجة انشغال فريق وفاق سطيف بمبارياته في دوري ابطال افريقيا فهي حجة واهية لأن كل الفرق الكبرى لا يضيرها ابدا ان تلعب في بطولاتها المحلية اثناء انشغالها في البطولات القارية.. وشاهدنا برشلونه يشق طريقه الى لقب دوري الابطال الاوروبي وهو يخوض غمار بطولاته المحلية في اسبانيا بل ويتوج بكل الالقاب دون شكوى من ارهاق او من تداخل مباريات واكتظاظ الموسم بالمباريات.

شاءت الاقدار غير المواتية (لاسباب سياسية واجتماعية واقتصادية واستعمارية) ان تتأخر الكرة العربية طويلا وكثيرا.. وهو امر لم يترك بلدا عربيا الا وعصف به لاسيما على صعيد مسابقاته المحلية.

ولكن ان نسعى نحن وبأنفسنا ودون اي تدخلات خارجية الى التأخير فهو امر غريب ولا مبرر له.

لا يزال الوقت متاحا لاقامة مباراة كأس السوبر الجزائرية خلال شهر اوت الجاري في ملعب الخامس من جويلية في العاصمة.. ولتكون المباراة الافتتاحية مناسبة ممتازة لاعادة المباريات الكبرى الى الملعب الرئيسي بعد ان طال غيابه واغلاقه.

أما اذا صممت رابطة الدوري على تأجيل السوبر إلى مطلع شهر نوفمبر وأطاحت بكل المفاهيم الدولية الخاصة بتلك المباراة.. سيعرف الجميع لماذا لا تنجح بطولة الدوري الجزائري جماهيريا او تنظيميا او اقتصاديا او فنيا.