“سوناطراك” تهيمن على سوق الغاز الإسبانية في 2023

سيّطرت الشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك”، بالطول والعرض على إمدادات الغاز الإسبانية في العام 2023، مبتعدة بفارق كبير عن أقرب منافسيها وهما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بكميات بلغت 116 ألف جيغاواط/ ساعة ما يمثل نحو 30 بالمائة من واردات البلد الأوروبي.
وتُظهر وثيقة رسمية صادرة عن شركة “إيناغاس” الإسبانية المسؤولة عن تسيير وإدارة الشبكة الداخلية للغاز في البلاد، اطلعت “الشروق” على نسخة منها، تتعلق بواردات الغاز لعام 2023، أن الإمدادات الجزائرية بلغت خلال العام المنقضي 94 ألف و872 جيغاواط/ ساعة من الغاز الطبيعي، بينما قدّرت كميات الغاز الطبيعي المسال “جي.آن.آل” نحو 21 ألف و410 جيغاواط/ ساعة.
وبالنسبة لشهر ديسمبر، فقد غطت الجزائر ما نسبته 36.7 بالمائة من واردات إسبانيا الغازية، وهي كميات تقترب من أعلى مستوى لها في 3 سنوات (كانت عند 42 بالمائة)، إذ بلغت 9192 جيغاواط/ ساعة من الغاز الطبيعي، و815 جيغاواط/ ساعة من الغاز المسال.
وغطت الجزائر ما نسبته 29.2 بالمائة من واردات إسبانيا للغاز في العام 2023 (غاز طبيعي وغاز مسال)، بفارق كبير جدا عن أقرب منافس وهو الولايات المتحدة الأمريكية، التي بلغت إمداداتها لهذا البلد الأوروبي 83 ألف و898 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 21.1 بالمائة من واردات البلاد (فارق 8.1 بالمائة).
أما ثالث مورد لإسبانيا بالغاز، فكان روسيا من خلال كميات غاز مسال بلغت 72 ألف و690 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 18.3 بالمائة من إجمالي الواردات.
وبالنظر لهذه البيانات، فإن “سوناطراك” تكون قد أزاحت نهائيا منافسيها من السوق الإسبانية، على غرار الولايات المتحدة وقطر وروسيا، علما أن قطر والولايات المتحدة سبق وأن تخطّت إمداداتهما في عدة مرات صادرات الجزائر إلى إسبانيا، وخصوصا منذ العام 2020 وصولا إلى 2022.
وستكون هذه البيانات في صالح الميزان التجاري بين الجزائر وإسبانيا، بالنظر إلى أن صادرات إسبانيا إلى الجزائر ما تزال شبه متوقفة منذ جوان 2022، على إثر تعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار، في أعقاب انقلاب رئيس حكومة مدريد، بيدرو سانشيز، ودعمه لمقترح المخزن المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وبالمقابل، تواصل مبيعات الجزائر تدفقها نحو إسبانيا من غاز ونفط ومشتقات بترولية مختلفة.