-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منتجون يخوضون تحدي التصنيع وآخرون يكتسحون الأسواق العالمية

سيارات وسفن وأجهزة كهرومنزلية بحديد جزائري قريبًا

راضية مرباح
  • 7442
  • 0
سيارات وسفن وأجهزة كهرومنزلية بحديد جزائري قريبًا
أرشيف

تتسابق كبرى الشركات والمجمعات الرائدة في إنتاج الحديد بالجزائر، إلى تحويل هذه المادة محليا لتصنيع مختلف هياكل السيارات والسفن والأجهزة الكهرومنزلية والفلاحية، بعد نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي في تصنيع حديد البناء الذي بات فخر الصناعة الجزائرية، لتصديره لمختلف دول العالم وبات رقما هاما في الصادرات خارج المحروقات.
أجمع الخبراء والمتعاملون الذين التقتهم “الشروق” بالمعرض الدولي للحديد والصلب المقام مؤخرا، بقصر المعارض “صافكس”، على أن الجزائر باتت تتصدر قائمة الدول الإفريقية في إنتاج وتصنيع وتحويل هذه المادة، خاصة مع دخول غار جبيلات حيز الخدمة، في انتظار ولوج مستثمرين محليين لتصنيع أنواع أخرى من الفولاذ الخاص بالصناعات الميكانيكية وغيرها من الاختصاصات الأخرى للتخلص من الاستيراد نهائيا..
شركة “توسيالي ” “TOSYALI الجزائرية التركية، الرائدة في تصنيع الحديد على مستوى التراب الوطني والتي تركز منتجاتها المصنعة على حديد التسليح والخرسانة، الأسلاك والقضبان الحديدية، الأنابيب الحلزونية، تتطلع في القريب العاجل لإنتاج الحديد المسطح، لتصنيع الأجهزة الكهرومنزلية، صناعة السفن، تجهيزات فلاحية والذهاب في المستقبل القريب لصناعة المادة الأولية المتعلقة بحديد السيارات آفاق 2025 و2026 -حسب ما ذكره القائمون على خلية الإعلام والاتصال بالشركة في تصريح لـ”الشروق”، على هامش المعرض الدولي للحديد المنظم ما بين 14 و16 مارس الجاري، وهو المشروع الرائد الذي سيدخل السوق الجزائرية في منافسة قوية مع مختلف الدول التي سبقتنا في المجال.

شراكة جزائرية تركية للاسترجاع وتصنيع أعمدة البناء
وتمكنت الشركة الجزائرية التركية “صاف حديد” المعنية بجمع النفايات الحديدية ومعها شركة “لاموا “LAMOA المختصة بتصنيع أعمدة البناء الحديدية، والمتواجد مقرهما بولاية وهران، من اعتلاء الترتيب إفريقيا في هذا المجال حسب ما أكدته المساعدة الأولى لمدير الشركة، فاطمة لعروسي، التي التقتها “الشروق” بمعرض الحديد، مشيرة أن “صاف حديد” التي تشغل 260 عامل، تعمل على استرجاع النفايات الحديدية بما يقارب 10 آلاف طن شهريا، حيث يتم العودة إلى حظائر الشركة المشكلة عبر 58 ولاية المعنية بالتجميع، لتحول إلى حظيرة وهران من أجل الانتقاء والوزن ومن ثم الضغط عليه محولة إياه على شكل مكعبات، كآخر مجسم له قبل أن يباع للزبائن والشركات المهتمين بمجال حديد البناء حيث يمرر عبر عملية التذويب وتشكيله حسب الأنواع المعلومة للمجال.
أما “لاموا” الشركة المهتمة بتصنيع القطع الحديدية الموجهة للبناء، تشغل هي الأخرى 300 عامل في بداية انطلاقها، ينتظر منها بعد فترة من الإنتاج الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وبلوغ التصدير للخارج نهاية السنة باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية بعد الرفع من قيمة الإنتاج ومضاعفة برنامج العمل بنظام 24 سا/24 مقسمين على 3 مجموعات، تؤكد المتحدثة التي أبرزت أن الجزائر ستكون رائدة في المجال والذهاب إلى التصدير نحو إفريقيا وخارجها، إذا ما توفرت الإرادة والعمل الجاد من طرف المستثمرين والمتعاملين.

حديد البناء من الاستيراد نحو التصدير
ومن جهة أخرى، أكد كل من التقتهم “الشروق” بالمعرض الدولي للحديد من متعاملين وأصحاب شركات، أن الجزائر أصبحت تتمتع باكتفاء ذاتي في حديد البناء الذي ظلت لسنوات تستورده بالعملة الصعبة من الخارج، وهو ما شددت عليه مسؤولة الإعلام بشركة “توسيالي “TOSYALI الجزائرية، وقالت إن شركتهم ساهمت منذ تواجدها بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال حديد البناء مثل حديد الخرسانة، مؤكدة أن خام الحديد المستعمل، أغلبه مستخلص من الرسكلة والمسترجع من نفاياته والباقي مستورد، وذكرت أن الشركة التي تشغل 4 آلاف عامل تنتج ما يقارب 3 ملايين طن سنويا.
وطرح مسير شركة “لامينو” لمجمع عطية بعنابة عددا من التحديات التي تعترض نشاطهم وفي مقدمتها نقص بعض المواد الأولية التي تدخل في صناعة تخصصهم وهو ما وقف عليه، لصواوي فرحات، مسؤول التسويق بشركة K2 steel، هذا فضلا عن مشاكل مع البنوك والضرائب على المواد الأولية، مشيرا أن حديد الرسكلة في الجزائر يعرف تراجعا مع ما تشهده الجزائر من مشاريع البناء، ولفت من جهته إلى أن الجزائر لم تعد تستورد الحديد الموجه للبناء، معتبرا ذلك قفزة نوعية تحسب لرصيد الاقتصاد الوطني بعدما ذهبنا ـ كما قال ـ إلى حد التصدير للخارج.

الحديد الجزائري يستقطب الأجانب والليبيون في المقدمة
ولعل أبرز ما يشد الانتباه في المعرض ـ حسب تأكيدات المتعاملين المشاركين به، دخولهم في مشاورات مع الأجانب وعلى رأسهم الأشقاء الليبيين من أجل إيجاد فرص للتصنيع وتسويق منتجاتهم، ولم لا الشراكة، حيث قال في هذا الشأن مسير مجمع “القادرة” هارون بوخرباطة، إن من بين توسعات الشركة التي تنتج كل ما هو أنابيب تستعمل للترصيص وسلالم البناء الحديدية، صفائح الأسقف والشاليهات، بلوغ التصدير باتجاه إفريقيا وحتى أوروبا لا سيما كل ما يتعلق بأعمدة BA 13، لافتا إلى المشاورات التي تجرى حاليا مع جهات عديدة كزبائن دون تحديدها، مذكرا أن شركتهم تنتج من 7 إلى 10 آلاف طن سنويا.
من جانبه، ذكر مسير مجمع عطية، أنه تلقى عروضا من طرف زبائن ليبيين، أبدوا رغبتهم في اقتناء منتجات شركتهم المختصة في حديد البناء، حيث تجري حاليا مشاورات بين الطرفين -كما قال- من أجل الوصول إلى الموافقة النهائية والتفكير بعدها في التصدير وولوج أسواق خارجية أخرى مستقبلا.
أما الشركة الجزائرية لصناعة أنابيب نقل الغاز، البترول والماء التابعة لمجمع “اميتال” بفرعيها في عنابة وغرداية، فتتطلع لولوج سوق ليبيا بعدما تلقت الشركة طلب تصنيع 1000 كلم من الأنابيب، تقوم بموجب ذلك بمشاورات مع الطرف الآخر للوصول إلى نتيجة ترضي الجانبين–حسب ما أكده- المكلف بالتسيير وتنفيذ العقود بالإدارة العامة للشركة، أيمن بلقاسمي في تصريح لـ”الشروق”، مشيرا أن مؤسستهم تنتج سنويا 500 ألف طن من الحديد الصلب لزبائن أغلبهم شركات مثل سوناطراك، سونلغاز، كوسيدار، اناداركو، بريتيش بيتروليوم، الوكالة الوطنية للسدود وغيرها.
ولفت المتحدث أن الشركة استطاعت في الفترة الأخيرة إنجاز 600 كلم لنقل البترول، مؤكدا على إمكانية الشركة تحدي الرقم والوصول إلى التصدير للخارج، فإلى جانب المشاورات الحالية من الجنب الليبي -يضيف- مستعدون لإنجاز مشروع خط النيجر إذا ما تحققت المشاورات.

أول مصنع لمعالجة حديد خام غار جبيلات ببشار
وبدوره، أكد المدير العام المساعد لشركة “فيرال “، رضا بلحاج، في تصريح لـ”الشروق” أن الشركة الوطنية للحديد والصلب، المكلفة باستغلال وتطوير منجم غار جبيلات للحديد الخام، أعطيت إشارة استغلاله جويلية 2021، استخرجت كميات لازمة منه، لمواصلة الأبحاث كون حديده الخام يحتوي على نسبة مرتفعة نسبيا من الفوسفور، وبالتالي استلزم إيجاد حلول تساعد في التخفيض من كمية الفوسفور وتصفيته رفقة مخابر صينية وروسية، مضيفا أنه تم التوصل إلى بعض المنتجات لتصنيع الحديد الجزائري، باستغلال هذه المواد لتحويلها إلى حديد وصلب.
وأشار المتحدث أن الفترة الحالية معنية بالتأكد من النتائج المتحصل عليها في المخابر، كما يتم القيام بتجارب صناعية، للتأكد من النتائج المتحصل عليها والتي كانت نتائج جد مقبولة وحتى جيدة، وقد تم التوصل بمنجم غار جبيلات إلى منتجيْن، الأول مركّز الحديد والثاني كقوالب مخصص للتذويب.
وكشف المتحدث عن مشروع شراكة مع الأتراك، لإنجاز أول مصنع لمعالجة حديد خام غار جبيلات، اختير موقعه ببشار، بطاقة إنتاجية أولى تقدر بـ500 ألف طن، ينتظر أن تنطلق به الأشغال –حسبه- خلال السنة الجارية، على أن تنتهي في 2025، والتي ستكون سنة لانطلاق إنتاج مُركز الحديد، على المدى القريب سواء في تندوف أو ببشار، ما سيمكن من توفير مناصب عمل لخريجي الجامعات ومعاهد التكوين، في مناصب تصاعدية، وفي بشار لوحدها، ينتظر توفير ما لا يقل عن ألف أو ألفي منصب شغل، حسب تأكيداته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!