-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سياسة النعامة!

سياسة النعامة!

ما تنقله الصحافة يوميا من جرائم غريبة تحدث في المجتمع الجزائري لم نكن نسمع بها، وبغض النظر عن الانتقادات الموجهة بهذا الخصوص على أساس أن نقل هذه الأخبار هو فضح للناس وكشف للمستور..

فإن أسلوب غض الطرف وغرس الرأس في الرمل وفق نظرية “تخطي راسي”، أصبح هو الآخر واحد من بين الأمراض التي تنخر المجتمع.
اعتداء للفروع ضد الأصول أصبح جريمة مألوفة لدى الناس، فهذا شاب يضرب والده ويعنفه، وذلك منحرف مدمن على المخدرات يخنق والدته برباط سرواله، وقصص أخرى لا تنتهي وتكاد تكون متشابهة في غرابتها وفظاعتها، لدرجة أصبحت قاعات المحاكم ملآى بالأقارب المتخاصمين.
وعليه فإن الطرف الملام في هذا الانحراف الخطير ليس الصحافة التي تقوم بواجبها في نقل ما يحدث في المجتمع سواء كان إيجابيا أو سلبيا ـ دون الدفاع على الانحرافات والمبالغة ـ وإنما هي المؤسسات التي لها علاقة بكل ما يحدث.
المجتمع يتغير نحو الأسوأ، بسبب الخلل الواقع في منظومة القيم التي يحملها وبسبب ضعف الحصانة إزاء الكم الهائل من الثقافات والسلوكات التي تنتقل إليه عبر وسائل الاتصال الحديثة، من أجهزة استقبال رقمي ووسائط متعددة، وكل ذلك يحدث في غفلة منا.
هذا التغير لم يقابله تغير آخر في عمل المؤسسات ذات العلاقة بالمجتمع من مدرسة ومسجد ومصالح أمن وجمعيات… وغيرها. ويكفي همّا التذكير بأن عددا قليلا جدا من كل هذه المؤسسات موصول بشبكة الانترنت، بينما لازال أغلبها يعتمد الطرق البدائية في الاتصال، وهنا يتضح السر وراء عدم تأثير هذه المؤسسات في محيطها.
إن سياسة النعامة التي تغرس رأسها في التراب، لا يمكن أن تنجح في قلب الصورة الحالكة لمجتمعنا، لذلك فإن الجميع مدعو للنظر في أمراض المجتمع والتفكير في حلول واقعية.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!