-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خوفا من سخط المجتمع

سيدات تختبئن في المراحيض لتدخين سيجارة

نادية شريف
  • 9627
  • 9
سيدات تختبئن في المراحيض لتدخين سيجارة
ح.م

ليس بالضرورة أن تكون المرأة المدخنة في الجزائر تنتعل حذاء رياضيا وسروال جينز ويغطي رأسها شعر بقصة الذكور ولا بالضرورة أن تكون فتاة منحلة الأخلاق، تمردت على كل الضوابط تظهر في الملاهي تعبث بسيجارة بيمين وكوب خمر بالشمال.

قد تكون المرأة المدخنة في الجزائر تلك الجميلة في رداء الحشمة قد يكون حجابا أو جلبابا وحتى بوجه يغطيه نقاب أو سيدة متزوجة وأم لأطفال لاتبرح المنزل إلا عند الحاجة، فالسيجارة تسحر السيدات من كل الأعمار ومن كل المستويات الاجتماعية والثقافية، فلم تعد تقتصر على النساء “الشيوعيات ” والمناضلات في الحركات السياسية والنقابية زمن سجائر “أفراز”و”هقار” ولا على  صاحبات الفكر اليساري بل أصبحت السيجارة تتسلل إلى حقائب سيدات لاتظهر على الكثير منهن علامات التدخين حرصا على أنوثتهن كجمال الوجه ورائحة النفس والثياب والأهم نظرة الآخرين إليهن وهنا ما يجعل المرأة المدخنة تحرص على أن تنفث سيجارتها خلسة وفي أماكن معزولة عن الناس وتتجنب نظرات قد تلاحقها بالإحتقار أو بالاشمئزاز وتتفادى عبارات الشتم وقلة الاحترام فهي في الأول والأخير امرأة والسيجارة في المجتمع الجزائري تنقص الكثير من سمعتها وأدبها وصورتها أمام أي شخص يعجب بها من العائلات المحافظة، فتنطوي المرأة المدخنة في بيتها داخل غرفة محكمة الاغلاق لتسحب أنفاسا من النيكوتين تفتح بعدها النافذة أو الشرفة وتبخ كل ما لديها من عطور في زوايا البيت وتحرص على فرش أسنانها بأقوى معجون حتى لا تفوح منها رائحة السجائر القوية، وتحاول تغيير هواء الغرفة بواسطة منشفة كما تفعل عندما تهش بعوضا أو ذبابا حتى لا ينفضح أمرها أمام زوجها أو أسرتها، أما خارج المنازل فالمرأة المدخنة سواء في العمل أو في الدراسة فتلجأ دائما الى “المراحيض “لـ”تكمي”سيجارة بسرعة بعيدا عن أعين الرجال فهو المكان الوحيد المنفصل بين الذكور والإناث، فالمراحيض في أماكن العمل وفي الفنادق الفاخرة أو في المراكز التجارية والمطارات والجامعات والمدارس هو أكثر مكان تلجأ إليه المرأة المدخنة لأخذ سيجارة، وهو المكان الذي نكتشف فيه عدد النساء المدخنات في الجزائر كم هو كبير.

ففي المقرات الادارية والحكومية والوزارات من أبسط مصلحة الى الديوان دائما هناك بقايا سجائر ملقاة في مراحيض السيدات فالمرأة المدخنة حتى وإن كانت إطارا في الدولة فهي تنعزل داخل زاوية لتدخن سيجارة.

أما الأماكن الأخرى التي تسمح أو تتجرأ المرأة أن تخرج من حقيبتها علبة السجائر وتطلب من أي شخص أن يشعل سيجارتها هي صالونات الشاي والمطاعم، وقاعات الحفلات، حيث تستبيح الكثير من النساء لأنفسهن  تصرفات  تصنف ضمن خانة المحرمات و”التابوهات الاجتماعية»، التي لا تقوى على الجهر بها ، فتختلي إلى القاعات المنعزلة تجنبا للانتقادات والمواعظ ! وتتلذذ بالسجائر التي تجد فيها “نوعا من التحرر النفسي والاجتماعي”.

وتسمح المدخنة لنفسها في المجتمع الجزائري أن تشعل سيجارة داخل سيارتها في الطرقات خارج المدينة وتنفث دخانها من الفم ومن الأنف  كما يفعل الرجال ثم تدلي يدها خارج الزجاج لتلقي ببقاياها وكلما رأى رجل إمرأة تقود سيارة وتدخن إلا وطاردها بنظرات غضب واشمئزاز وعبارات النبذ والاحتقار،  لكن المرأة المدخنة تعتبر سيارتها ملكية فردية وشخصية بإمكانها أن تفعل بداخلها ما تشاء فهي لا تخدش الحياء حسب رأيها.

فلا تزال هناك حواجز نفسية تحول دون الجهر بتعاطي السجائر وسط السّيدات أمام الملأ أو في الأماكن العمومية  فنادرا ما تتجرأ فتاة جزائرية على إشعال سيجارة في الشارع أو في الساحات أو أمام زملاء العمل على الرغم من أن  منظر الفتاة  وهي تدخن داخل قاعة شاي صار منظرا جد مألوف ورائج ومتوقع فلا يندهش المترددون على هذه الأماكن من العثور على سيدات من كل الاعمار تتمايلن مع دخان سيجارة تسحبه بعمق ثم تنفثه في الأعلى ليلف وجهها كالسحب الداكنة الممطرة، إلا أن حملهن للسيجارة وسط الشارع يبقى مرفوضاً، ويعرضهن للتعليقات والسب والشتم وأغلظ الألفاظ.

ويرى مختصون في علم الاجتماع أن ظاهرة التدخين في المجتمع الجزائري تعبير عن الرجولة ووسط السيدات هو تحرر- حسب ما صرح لنا به المختص في علم الاجتماع يوسف حنطابلي- بأن لجوء المرأة الى الأماكن المنطوية لتدخين سيجارة دليل على أن الفضاء العمومي في المجتمع الجزائري ما زال تقليديا وملك للضمير الجماعي على الأقل على المستوى الرسمي لكن على مستوى الوعي فالمجتمع خلق فضاءات مغلقة تلجأ إليها المرأة لممارسة سلوكها وهو نوع من “التحرر”.

المثير في ظاهرة التدخين وسط السيدات ليست وليدة  التطور ولا التحرر، فهناك نماذج من المدخنات في الأرياف وهن سيدات وعجائز طاعنات في السن يدخن أمام أزواجهن وأبنائهن وعادة هن سيدات عملنا في حقول التبغ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • amma

    سلامي للجميع الحقيقة هده ظواهر نعيشها خاصة في المجتمع الجزائري ربي يسرنا و يهدنا و يا من قلت /مش رح نتزوج ...../ أقول مازالت الدنيا بخير و ما زال باقي بنات الأصل و الشرف و العفة حوس أنت برك و ربي يجيب الخير

  • جزايري

    التدخين حرام سواء على الرجل او المراة و ذنبهما واحد عند الله جل و علا فلماذا نرى السلبية الا عندما تدخن المراة كل واحد حر في نفسه و صحته علاه كي الراحل يتكيف نقولولو بشوية على صحتك اما المراة نقولولها يا لطيف تتكيفي ؟ عاهرة انت كاين مفارقة خوتي .. انا نديرها بصح كي نخمم نلقى المجتمع زايدها شوية من جيهت النسا و المشكل علابالنا بلي كاين حوايج كتر من هادو و ما خفي اعظم

  • سميرة

    أقول لصاحب التعليق رقم 05 لا تقنط من رحمة الله فما يحدث حليا سواء من الر جال أو النساء شاذ يحفظ ولايقاس عليه
    ولا يجب التعميم فالرجال الصالحين والبنات الصالحات يوجدون في كل زمان ومكان .......................
    يا أخي هل تطبق ما تقول على أخواتك وبنات عائلتك ............................................

  • عمر

    كل هذا بسبب قوانين طاب جنانوا التي تدعوا المرأة إلى التعري و الفساد الأخلاقي تحت وهم حرية المرأة و التحرر من القيود الظالمة لهن في نظرهن و في نفس الوقت قوانين تعسفية و جائرة على الرجال فتخلط الموازين و ينحل المجتمع أخلاقيا و الله العظيم و بصدق إني حزين جدا جدا لم أجد بصيص أمل أتشبث به لكي تهدأ نفسي و تسكن روحي انا حزين على الرجل الذي ظلم و اضطهد بقوانين جائرة و حزين على المرأة بنت بلد التي تحررت بقوانين تفسد اخلاقها و انا اغار على عرض بنت بلدي خاصة و المسلمات عامة و الله العظيم انا حزين

  • مواطن كاره للوضع

    خـــلاص يا بنــات , , , , , , بـطـلت مـا نـتـزوجـش , , , , , , نـهار عـلى نهار نزيـد يقـيـن بلّـى مابـقاوش نسـاء اللّـي تـقدر تديـر معاهم دار , , , , , , , , , , , , وهذا رأي جميـع الرجال

  • كالصاعقة

    لسان حالها يقول موتوا بغيظكم والله أغضب غضبا لايعلمه الا الله ولكن الصبر المرير الجميل أوووووفففففففففف

  • محاربة الصحراء

    ربي يحمينا برك ويسترنا الله يهدي ماخلق

  • سمية

    اخبار تخلي الواحد مشوكي في هاد الزمان الله يهدي ما خلق

  • imen

    ياربي تسترنا