العالم
كاميرون ينسحب.. "أوباما" يلجأ للكونغرس و"هولاند" يعد بعدم إسقاط الأسد:

سيناريو العراق لن يتكرر في سوريا

الشروق أونلاين
  • 13352
  • 54
ح.م
باراك أوباما - دافيد كامرون

بدأت حقيقة التدخل العسكري الغربي في سوريا، وأهدافه الخفية تتجلى وتتضح أكثر بعد أن أربّك رفض مجلس العموم البريطاني، مشاركة بلاده في التحالف الغربي لضرب سوريا، ما أرجأ موعد الهجوم إلى ما بعد اجتماع الكونغرس الأمريكي الأسبوع المقبل، وأسفر عن خطة التحالف الأمريكي ــ الباريسي لهجمة تضعف نظام الأسد، لا إسقاطه حسب ما كشفته حملة التصريحات المتتالية لأوباما، ما يطرح تساؤلات حول طبيعة الحرب الغربية القادمة في بلاد الشام.. هل هي لإطالة الصراع في المنطقة، أم لإنهائه ومن الرابح والخاسر في كلا الحالتين؟

يختلف المتابعون لحملة التصريحات التي شهدتها نهاية الأسبوع الساخن سياسيا في الغرب، بالتصريحات والتصريحات المضادة بين القوى الغربية والمشتعّل ميدانيا بين طرفي الصراع في الأراضي السورية حول الأهداف الحقيقية للتدخل العسكري الغربي في سوريا، إلا أنهم يتفقون على أن رفض مجلس العموم البريطاني لمشاركة بلاده، وبحث “أوباما” عن دعم الكونغرس، وتريث “هولاند” الباحث عن ضربة محدودة لتأديب الأسد لا لإسقاطه، أجّل موعد الهجمة على الأقل بأيام ما يمنح طرفي النزاع في سوريا مهلة إضافية لتفويت الفرصة على الغرب، بتنحي الأسد حماية لشعبه وحقنا للدماء، وهو السيناريو الأبعد والأقل احتمالا لتبقى سيناريوهات حرب إقليمية بأبعاد عالمية قائمة ومتعددة. 

 

لماذا لجأ أوباما لـ”الكونغرس” في الربع ساعة الأخير؟  

أربك تصويت النواب البريطانيين بالرفض لمقترح كامرون، بالمشاركة في الهجوم على سوريا التحالف الأمريكي الفرنسي، ليبحث “أوباما” عن دعم داخلي من الكونغرس في ظل التردد الألماني البريطاني من جانب، ويحميه مستقبلا من أي مفاجآت في المستنقع السوري، كما حصل مع سالفيه في مستنقعات العراق وأفغانستان، إلا أن الكونغرس الأمريكي لن يجتمع قبل التاسع سبتمبر، ما يؤجل سيناريوهات الحرب ويرفع علامات استفهام إضافية حول التردد الغربي في الربع ساعة الأخيرة، حيث يتساءل مراقبون إن كان الشرّخ بين القوى الغربية المؤيدة والمعارضة لضرب سوريا، زاد من تخوف المجتمع الدولي من مفاجآت المستنقع السوري، وتكرار سيناريو أفغانستان والعراق وليبيا في ظل تهديدات التحالف الإيراني ـ السوري ـ الروسي بانقلاب الحرب من إقليمية إلى عالمية.

 

مصالح الكيان الصهيوني تحدد أهداف الضربة

وتناول إعلام الكيان الصهيوني، بإسهاب تفاصيل دقيقة حول الضربة العسكرية المرتقبة ضد سوريا، رغم أنه أخطأ في تحديد توقيتها بتوقعها ليلة أمس، أو اليوم حسب السيناريو المعّد قبل انسحاب بريطانيا من التحالف الغربي المؤيد للحرب، إلا أنه حدّد 50 هدفا داخل الأراضي السورية يستهدفها 100 صاروخ “توماهوك” لتدمير كل المواقع العسكرية المشتبه في احتوائها على مخزون من أسلحة كيماوية محظورة، بالإضافة إلى استهداف مراكز قيادة عسكرية لإضعاف نظام الأسد عسكريا دون إسقاطه، ما يشكك في حقيقة الأهداف الغربية من وراء ضرب دمشق، حيث يرى المراقب العربي الأسبق في سوريا، أنور مالك، أن مصالح الكيان الصهيوني هي من تحدد طبيعة الضربة وأهدافها الحقيقية، فالعلاقة بين نظام الأسد من الأب إلى الابن مع سوريا أعمق وأقوى مما يتصوره الكثيرون، حيث بقيت جبهة الجولان الأكثر هدوءا طيلة الصراع العربي الإسرائيلي على مدار أكثر من خمسة عقود من الزمن، فليس من مصلحة الكيان إسقاط النظام السوري ولكنه متخوف أيضا من وصول الكتائب الإسلامية لمخزون الأسلحة الكيماوية المتواجدة على مرمى حجر من الكيان، خاصة في ظل طول أمد الحرب السورية.

 

الهجوم على سوريا.. إطالة للحرب أم إنهاؤها!  

وتحدد أهداف التدخل العسكري الغربي في سوريا والأهداف الحقيقية لتأجيل موعد الهجوم معالم طبيعة الضربة المرتقبة ضد سوريا، والتي تصفها التصريحات السياسية لهولاند وأوباما بأنها ضربة عسكرية محدودة لترويض الأسد لا لإسقاطه من عرينه، ما يطرح تساؤلات إن كان الهجوم على سوريا هو إطالة للحرب والصراع بين طرفي الأزمة السورية أم لإنهائها، ففي حين يقرأ البعض تصريحات كبار المسؤولين في باريس وواشنطن، بضرورة إعادة توازن القوى بين النظام والمعارضة عقب تدخل حزب الله ميدانيا في الصراع السوري، على أنها محاولة لإطالة عمر الأزمة السورية لمصالح غربية سياسية اقتصادية خفية.

ويعتبر البعض الآخر أن ضرب الغرب لدمشق هو الحلقة الأخيرة من مسلسل الحرب السورية التي طال أمدها، وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار الكيان الصهيوني الجار للأراضي السورية المشتعلة لأكثر من سنتين ونصف، ما أدى إلى تشعب الأزمة وتدخل عدة أطراف يخافها الكيان من جماعات مسلحة تابعة للقاعدة وحزب الله، ما يضع المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات وأمن واستقرار الكيان مرهون بأمن واستقرار سوريا.

 

مقالات ذات صلة