سي إن إن: كبرى مواقع التجارة الإلكترونية تبيع كريمات تبييض سامة!

كشف تقرير جديد لشبكة سي إن إن الإخبارية العالمية أن كبرى مواقع التجارة الإلكترونية تبيع كريمات تبييض بشرة سامة، نظرا لاحتوائها على مستويات عالية من الزئبق.

وشاركت مجموعة العمل صفر زئبق (ZMWG) حصريا شبكة ” سي إن إن” تقريرا يفيد أن مواقع “”eBay و”أمازون” و”علي بابا “من بين الشركات التي تعرض هذه المنتجات.

وأشار التقرير الذي يعتبر الثالث الذي تصدره مجموعة ZMWG إلى المستويات المرتفعة من الزئبق في صابون وكريمات تبييض البشرة، ويعد هذا التقرير الأول للمجموعة التي يركز فقط على بيع هذه المنتجات عبر الانترنت.

https://twitter.com/walterclemmons/status/1501566557494943748

من أجل أبحاثها، قامت ZMWG بشراء واختبار 271 منتجا لتفتيح البشرة من أكثر من 40 موقعا للتجارة الإلكترونية في 17 دولة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا والأمريكتين.

ومن بين هذه المنتجات، وُجد أن 129 منتجًا في 16 دولة تحتوي على مستويات عالية من الزئبق وتم بيعها في أكثر من 30 موقعا مختلفا.

وقال مايكل بندر، المدير التنفيذي لمشروع Mercury Policy Project ومنسق ZMWG “عندما بدأنا البحث عن هذه المنتجات عبر الإنترنت، اكتشفنا أن هناك استخدام واسع لها”. وقال لشبكة CNN “كان الأمر بمثابة انفجار مقارنة بما نشهده في الأسواق المحلية”.

ويعتبر استخدام الزئبق في مستحضرات التجميل مقيدا في معظم البلدان بسبب آثاره السامة وفي عام 2013 وضعت اتفاقية “ميناماتا” بشأن الزئبق حدًا دوليًا لمستحضرات التجميل يبلغ 1 مجم / كجم من الزئبق، أو جزء واحد لكل مليون (جزء في المليون) والذي دخل حيز التنفيذ في عام 2021، على الرغم من أن هذا لا يشمل مستحضرات تجميل منطقة العين.

كما يحظر تصنيع واستيراد وتصدير مستحضرات التجميل التي تحتوي على أكثر من 1 جزء في المليون من الزئبق بموجب المعاهدة العالمية غير أن 47٪ من منتجات تبييض البشرة التي تم اختبارها بواسطة ZMWG تحتوي على أكثر من المستوى المسموح به من الزئبق، مع احتواء العديد منها على أكثر من 10 آلاف جزء في المليون من الزئبق وبعضها يزيد عن 50 ألف جزء في المليون، وفقًا للتقرير.

وتدعو مجموعة ZMWG، وهو تحالف دولي يضم أكثر من 110 منظمة غير حكومية معنية بالصالح العام والبيئة والصحة من أكثر من 55 دولة ، إلى جعل مواقع التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت مسؤولة عن المنتجات التي يتم بيعها عبر منصاتها ويطلب منها الامتثال الكامل للصحة وقوانين السلامة في البلدان التي يبيعون فيها.

قال بندر لـ” سي أن أن” إنه من غير العدل أن “يتعين على الشركات الموجودة فعليًا الالتزام بالقوانين الوطنية, بينما لا تلتزم شركات الإنترنت بذلك”. مشددا “إذا كان غير قانوني محليًا، فيجب أن يكون غير قانوني عبر الإنترنت”.

وأفاد التقرير الذي نشر، الخميس 10 مارس، أن الأطر التنظيمية القانونية الحالية في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم تفشل في حماية المستهلكين بشكل كاف من المنتجات الخطرة والمزيفة وغير القانونية التي يتم بيعها عبر الإنترنت.

وجدير بالذكر، أن صناعة تبييض البشرة تقدر بنحو 8 مليارات دولار في جميع أنحاء العالم ومن المتوقع أن تصل إلى 11.8 مليار دولار بحلول عام 2026. وتشير الدراسات إلى أن النساء يمثلن ما يقرب من 80٪ من المبيعات في جميع أنحاء العالم.

لطالما استخدم الزئبق في منتجات تبييض البشرة نظرًا لقدرته على منع إنتاج الميلانين في الجلد – الصبغة التي تعطي لونًا للبشرة. إنه شديد السمية للصحة عند مستويات عالية ويمكن أن يؤثر على الجسم بطرق مختلفة.

يُمتص الزئبق بسهولة عن طريق الجلد ويمكن أن يسبب طفح جلدي وردود فعل تحسسية وحتى تلف الكلى واضطرابات الجهاز العصبي.

وقد يؤدي أيضًا إلى تغيرات ضارة في المشيمة، مما يتسبب لاحقًا في تلف الجنين أثناء الحمل، ويمكن أن ينتقل إلى الأطفال من خلال ملامسة الجلد للجلد.

سحب المنتجات ثم إعادة عرضها

وأوضح كل من بندر ولمبريدي، أنه غالبا ما توقف المنصات المنتجات عند إبلاغها ببيعها، إلا أنها تظهر مجدّدا في وقت لاحق.

وعلى سبيل المثال، اتصلت “سي إن إن ” بـ “eBay” في ديسمبر لتسليط الضوء على توفر مرهم التجميل “شاندني”، ومرهم “غوري” للاستخدام الليلي والنهاري على موقعها الإلكتروني، استنادا إلى نتائج تقرير “ZMWG” عام 2019. وأزيلت المنتجات، التي عادت لتظهر مجددًا في فيفري من خلال بائع مختلف.

وقالت “eBay” لـ” سي أن أن” إنها تستخدم “مزيجًا من أدوات المراقبة الرقمية واليدوية لإزالة المنتجات التي لا تتوافق مع قوانين الصحة والسلامة المعمول بها، ضمن منتجات تفتيح لون البشرة التي تحتوي على مكونات محظورة من الهيدروكينون والزئبق”.

وأوضحت الشركة أنها منعت أكثر من 10 آلاف محاولة إدراج لمنتجات تفتيح البشرة المحظورة، لكن عندما سُئلت عن سبب عدم نجاح هذه الإجراءات، نظرًا لاستمرار توفر المنتجات على منصتها، امتنعت “eBay” عن الرد.