الرأي

شائعات ضد تونس!

قادة بن عمار
  • 4085
  • 8
ح.م

هنالك من يحاول إطلاق شائعات بخصوص وضعية السياح الجزائريين في تونس معتقدا أن ذلك هو السبيل الوحيد من أجل إقناع المواطنين بالعودة إلى بلدهم لقضاء الصيف هنا، وصرف ما لديهم من أموال بالداخل.. فالقريب أولى من الغريب!!
هذا الأسلوب لم يصمد طويلا والجهات التي أطلقت شائعة طرد سيّاح جزائريين من فنادق تونسية سرعان ما انهارت روايتها وأدركت أن هذا الشكل من المنافسة “غير الشريفة” ليس مجديا بدليل أن تونس اتخذت في السابق إجراءات تعسفية ضدّ السياح الجزائريين ومع ذلك لم ينخفض عدد الوافدين عليها والمقدر بالملايين سنويا!
حتى الديوان العام للسياحة ومن يمثله بالجزائر يبدو أكثر إتقانا لعمله من جهات رسمية في البلاد، وأكثر احترافية من الوزارة التي سوّقت في المدة الأخيرة لأسعار تنافسية بالفنادق الجزائرية لكن سرعان ما تبين أن ما يتم صرفه في تونس وتركيا مثلا أقل بكثير مما تصرفه عائلة جزائرية اختارت تمضية العطلة بفندق في شرق أو غرب البلاد، وبخدمات أفضل لأن السياحة ليست مجرد إستراتيجية أو أرقام وبرامج رسمية وإنما هي “ثقافة جمعية” بالمقام الأول!
تغيّر عدد كبير من وزراء السياحة في الجزائر ولم تتغير العقلية البالية في التعامل مع القطاع، كما لم نتخلص من نظرة اختزاله في “سرير ومسبح” ، دون الانتباه لأهمية توفر معاملة حيدة ورقيّ في الخدمة وعقلانية في الأسعار، وعليه، بدلا من إطلاق الشائعات على جيراننا التوانسة من أجل استعادة السائح الجزائري لابد من مراجعة طريقة عملنا بالداخل، فنحن ما زلنا، حتى الآن، بعيدين تماما عن إقناع أنفسنا بالبقاء هنا “صيفا وشتاء”، فما بالك بالسائح الأجنبي؟!

مقالات ذات صلة