شاب يصور الفتيات خلسة ويشهّر بهن على “تيك توك”

تمكنت مصالح أمن ولاية سطيف، الأربعاء، من توقيف شخص يقوم بالتقاط صور وفيديوهات للفتيات بحديقة التسلية، ونشرها عبر منصة التواصل الاجتماعي تيك توك دون علم أصحابها.
الشاب اشتهر بهذا العمل منذ مدة، فكان يركز على جلب أكبر عدد من المشاهدات عبر منصة “تيك توك” التي اشتهرت بالفيديوهات المثيرة للجدل.

وواكب الشاب هذا التوجه باختيار حديقة التسلية بوسط مدينة سطيف لممارسة نشاطه، حيث يتعمد تصوير الناس من دون علمهم، ويركز على الفتيات والمراهقات فيصورهن خفية بهاتفه النقال، كما يترصد الأزواج العزاب وكذلك العائلات من دون احترام الخصوصية. ما يعني أن أي فتاة خرجت من دون علم أهلها قد تجد صورتها في صفحة الشاب الذي لا يحترم أي ضوابط، ويتجرأ حتى على توضيح صور الأشخاص بتقنية الزوم من دون تغطية ملامح الوجه.

وهو النشاط الذي مارسه المعني للترفيه وجلب مشاهدات عبر تيك توك من دون إدراك حجم هذه الجريمة التي يعاقب عليها القانون، لينتهي به المطاف إلى الامتثال أمام العدالة بعد ما تحركت مصالح الأمن ممثلة في فرقة مكافحة جرائم المعلوماتية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية سطيف، والتي تابعت في البداية الصور والفيديوهات المنشورة على صفحة المتهم، ليتم بعد التنسيق مع النيابة المحلية استصدار إذن من النيابة المحلية بتمديد الاختصاص، وتوقيف المشتبه فيه خارج مدينة سطيف. وكان ذلك ببلدية بيضاء برج شرق الولاية، أين تم التعرف على هوية الشاب، ومصادرة هاتفه الذكي وإخضاعه لعملية تفتيش الكتروني، وهي العملية التي تمت هي الأخرى بموجب إذن صادر عن وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف.

وفور تصفح الهاتف عُثر على ما يزيد عن 2700 صورة لأشخاص كانوا بحديقة التسلية لمدينة سطيف وما جاورها من مرافق، مع العثور على فيديوهات تمس بخصوصية الناس، الأمر الذي دفع بالفرقة المختصة إلى توقيف الشاب وإحالته على التحقيق، وإخضاعه للإجراءات القانونية مع فتح ملف له بتهمة المساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص، بالتقاط ونقل ونشر صور من دون إذنهم أو رضاهم ووضعها في متناول الجمهور مع نشر عبر موقع التواصل الاجتماعي “تيك تو”ك أخبارا وأنباء كاذبة ومغرضة من شأنها المساس بالنظام العام، وهي التهمة التي أحيل بموجبها على وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف.

يذكر أن هذه القضية ليست الأولى من نوعها، بل بدأت تعرف انتشارا تزامنا مع اتساع رقعة مستعملي “تيك توك” الذي يعد أحد أكبر مواقع التواصل في العالم، لكن في البلدان العربية ومنها الجزائر تحول إلى منصة للتفاهات والفيديوهات المخلة والمثيرة للجدل، والتي ساقت العديد من الأشخاص إلى العدال، خاصة عندما يتعلق الأمر بتصوير الناس والتشهير بهم من دون علمهم، ولذلك تكتسي العملية التي قامت بها فرقة مكافحة جرائم المعلوماتية بأمن ولاية سطيف أهمية كبيرة، ومن شأنها أن تضع حدا لمثل هذه الممارسات التي تتنافى مع الدين والعرف في الجزائر.