-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شاوشي بابوش ومناد.. الرجال خذلوكم

ياسين معلومي
  • 1671
  • 3
شاوشي بابوش ومناد.. الرجال خذلوكم

نحن الجزائريين يصيبنا تارة مرض النسيان ويؤثر فينا لسنوات، ولا نتذكر من صنع أمجادنا وفخرنا إلا بعد فوات الأوان.. نتشبث بقراراتنا، حتى وإن كانت خاطئة وتجاوزها الزمن. ونطبق أفكارنا، حتى وإن كانت بدائية وقديمة. ولا نعيد النظر فيها، حتى نظهر للجميع صرامتنا وقوتنا. ونضرب عرض الحائط طلبات الجماهير الغفيرة والمحبين. ولا ننهزم إلا بقرارات فوقية، حينها نجد تبريرات وشروحات، تجعلنا نفتقد المصداقية التي طالما بحثنا عنها.

لقد تهاطلت على مكتب “الشروق اليومي” مكالمات هاتفية عديدة، منذ أن نشرنا خبر إعادة فتح المكتب الفيدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي يترأسه محمد روراوة، ملفَ قضية المدرب مناد، اللاعب بابوش والحارس فوزي  شاوشي، بسبب رفضهم تسلم الميداليات من يد الوزير الأول، عبد المالك سلال، في نهائي كأس الجزائر في طبعته التاسعة والأربعين، بعدما أحسوا بظلم الحكم الدولي جمال الدين حيمودي، الذي أدار مباراتهم أمام اتحاد العاصمة. ورغم محاولات البعض وإلحاح البعض الأخر، إلا أن المسؤولين على الكرة في الجزائر طووا الملف نهائيا، ورفضوا إعطاء فرصة أخرى لثلاثي المولودية المعاقب للدفاع عن أنفسهم، والعودة إلى الميادين التي هي في أمس الحاجة إلى خدماتهم.. فهل يستحق الثلاثي هذه القسوة من طرف المسؤولين على الكرة الجزائرية، وهم الذين صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية، كلٌّ بطريقته الخاصة؟

لقد قدم الثلاثي المعاقب اعتذاراتهم للوزير الأول، عبد المالك سلال، وطاقمه، وإلى وزارة الشباب والرياضة وإلى اللجنة الأولمبية وإلى الاتحادية الجزائرية وإلى الرابطة المحترفة، عما بدر منهم في النهائي، وإساءتهم إلى التقاليد الكروية في الجزائر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، خاصة وأن قضيتهم دخلت طي النسيان، بعد نشوة التأهل إلى مونديال البرازيل.

أتذكر جيدا أنه بعد عقوبة الحارس الدولي السابق لوناس قواوي في مباراة القاهرة أمام المنتخب المصري، انتابنا خوف شديد من إقحام الحارس فوزي شاوشي، الذي سيكون أساسيا في معركة أم درمان، لقد كنا يومها قيادة وشعبا، لا نأكل ولا نشرب ولا ننام، خوفا من هزيمة وإقصاء يعيدنا سياسيا ورياضيا إلى الوراء، لكن ابن مدينة برج منايل، أوقف زحف الفراعنة وصد هجوماتهم وأوقف محاولاتهم، وأعاد الفرحة إلى ملايين الجزائريين، الذين جابوا الشوارع لأيام  وأسابيع. وشاركنا في مونديال غبنا عنه لمدة أربع وعشرين سنة.. وأدخلنا الأشقاء المصريين إلى بيوتهم، وقضينا على جيل أبو تريكة وعماد متعب والحضري… وغيرهم من اللاعبين.

ألا يستحق هذا البطل عفوا من طرف المسؤولين في هذا الظرف بالذات، خاصة بعد تأهلنا إلى كاس العالم للمرة الثانية على التوالي؟ ألا يحق لنا الوقوف بجانبه، ومساعدته وإخراجه من وحدته؟ أم نتركه يصارع همومه بعيدا عنا، وهو الذي جعل الجزائريين يفتخرون أمام الأعداء والأصدقاء؟

هل يعرف الوزير تهمي والرئيس روراوة ورئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف وكل المسؤولين على الرياضة والكرة في الجزائر، أن العفو عن الثلاثي المعاقب والسماح لهم بالعودة إلى الميادين، سيزرع في كل الجزائريين أملا جديدا في الحياة، وأن البلد الذي ترعرعنا فيه ونعيش فيه، يصفح عن أبنائه ويحتضنهم، حتى وإن كانوا مخطئين لسنوات، ولم يبق إلا “قانون المصالحة الوطنية” الذي أعاد السكينة والطمأنية للبلد سياسيا واجتماعيا، وأعاد للجزائريين حلاوة العيش لإعادة هؤلاء “المغضوب عليهم” إلى الميادين.

قد لا يجد كلامي آذانا صاغية ويضرب عرض الحائط، ويسخر منه البعض ويستحسنه البعض الآخر… مناد وبابوش وشاوشي مظلومون… التاريخ أنصفهم والرجال خذلوهم…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بلحاج بوجوراس

    كنت أتمنى شخصيا أن يتقلد ماجر أو مناد مهام تدريب الفريق الوطني لعدة إعتبارات منها : قوة الشخصية ، و المعرفة بخبايا الكرة ... نطلب العفو عن هؤلاء ( مناد ، بابوش ، شاوشي ) ... لقدج إنتهى وقت الضغائن ، لا نأخذ الأمور على أنها شخصية ن لقد إعتذر الثلاثة ، إذن إنتهى الأمر.

  • نجيب

    تريدون ان يكون بعض الرياضين فوق القانون يتدكر الكل كيف كان يتصرف بلومي سنوات التمانينات فقط لانه لاعب موهوب فاصبح هو الكل و كل ما يقوم به مقبول وماد كانت النتيجة ،زاد غرور الاعب و ظاع مستقبله و خسر شعبيته فبالله عليكم ان كنتم تريدون مساعدة هؤلاء فساعدوهم للاحتراف و اللعب خارج الجزائر واتركوا اصحاب الاختصاص يطبقون القانون وتنقية الكرة الجزائرية من العفن

  • نجيب

    اين شاوشي من بول قسقون و اين بابوش من مرادونة و اين مناد من ستنكوفيتش الاعب البلغاري ولاعب برشلونة القانون هو القانون ونهائي كاس الجمهورية ليس نهائي كائس ما بين الاحياء الشعبية وعلي الجميع ان يدافع عن القانون و ليس عن فلان او علان و عجبي من من يدافع عن شاوشي لانه انقض هدف محقق لابوتريكة سنة 2009 متناسيا هدف سلوفينا في النهائيات تم الم تجعل تلك المقابلة الشهيرة لشاوشي اسما و جني منها اموالا و دهب للمنديال اساسيا تم هل 90 دقيقة تشفع له ان يلوت الكرة الجزائرية ويهين الحكومة و رئيسها لماد تدافعون