الرأي

شباب الكرة و”عجز” السياسة

رشيد ولد بوسيافة
  • 3911
  • 11

الإنجاز التاريخي الذي سجله الخضر بالتأهل للمونديال، وما أعقبه من هبّة وطنية جعلت الجزائريين يخرجون عن بكرة أبيهم احتفالا بالنصر الكروي الذي حققه أشبال خاليلوزيتش، ومن ورائهم آلاف الشباب الذين ناصروا الفريق الوطني خلال التصفيات.. هذا الإنجاز لا يمكن أن يحسب لصالح “عواجيز ” السياسة الذين فشلوا إلى الآن في تحقيق أي إنجاز يُذكر.

الجزائر بلد فاشل اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وثقافيا وحتى رياضيا، ولا يمكن للإنجاز الكروي الذي حققه لاعبون محترفون في الفرق الأوروبية، ويقودهم مدرب أجنبي أن يغطي هذه الحقيقة المرة التي تقول أن الجزائر ورغم ما تملكه من ثروات ومؤهلات وموقع جغرافي، إلا أن مسؤوليها حوّلوها إلى بلد فقير يعيش مواطنوه أوضاعا اقتصادية واجتماعية مأساوية.

إخفاق شامل وتراجع خطير رغم المداخيل الخيالية المحصلة من البترول، والتي تحولت من نعمة إلى نقمة، حيث عجز المسؤولون عن تسيير هذه الأموال وارتكبوا الموبقات وهم بصدد توزيعها على القطاعات الحيوية للبلاد، بل وكان للشباب نصيب منها ولكن بأي طريقة؟.. شباب غير مؤهل يحصل على قروض بنكية يستلمها دون أن تكون له نية لإعادتها على أساس أنها حقه من الريع!!

إن قضايا الفساد التي تعج بها العدالة، والتي كلفت خزينة البلاد ملايير الدولارات خير دليل على حالة الإفلاس التي تعيشها السلطة، لذلك لجأت إلى الاستثمار في الرياضة لصنع انتصار تغطي به الإخفاق الشامل لسياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وإلهاء الشباب “الضائع” بكرة القدم علّه ينسى واقعه الكارثي.

إن سياسة شراء السلم الاجتماعي التي تنتهجها السلطة، تارة بالقروض البنكية وتارة بالسكنات، وتارة بمثل هذا الاهتمام الزائد بالمواعيد الرياضية.. هذه السياسة لا تخدم مستقبل الجزائر في ظل التراجع المسجل في كل القطاعات بشهادة التصنيفات الدولية، التي تضع الجزائر في مؤخرة الترتيب العالمي إذا استثنينا ترتيب “الفيفا” الذي يضع الفريق الوطني الجزائري في المرتبة الـ32.

نعم، من حقنا جميعا أن نفرح ونحتفل بتأهل فريقنا الوطني إلى المونديال، لكن لا يحق لنا ونحن نعيش نشوة هذا الانتصار أن ننسى واقعنا المزري جراء السياسات الجوفاء للحكومات المتعاقبة، والتي خلّفت مآسي في كل القطاعات ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن.

مقالات ذات صلة