-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شباب الكرة و”عجز” السياسة

شباب الكرة و”عجز” السياسة

الإنجاز التاريخي الذي سجله الخضر بالتأهل للمونديال، وما أعقبه من هبّة وطنية جعلت الجزائريين يخرجون عن بكرة أبيهم احتفالا بالنصر الكروي الذي حققه أشبال خاليلوزيتش، ومن ورائهم آلاف الشباب الذين ناصروا الفريق الوطني خلال التصفيات.. هذا الإنجاز لا يمكن أن يحسب لصالح “عواجيز ” السياسة الذين فشلوا إلى الآن في تحقيق أي إنجاز يُذكر.

الجزائر بلد فاشل اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وثقافيا وحتى رياضيا، ولا يمكن للإنجاز الكروي الذي حققه لاعبون محترفون في الفرق الأوروبية، ويقودهم مدرب أجنبي أن يغطي هذه الحقيقة المرة التي تقول أن الجزائر ورغم ما تملكه من ثروات ومؤهلات وموقع جغرافي، إلا أن مسؤوليها حوّلوها إلى بلد فقير يعيش مواطنوه أوضاعا اقتصادية واجتماعية مأساوية.

إخفاق شامل وتراجع خطير رغم المداخيل الخيالية المحصلة من البترول، والتي تحولت من نعمة إلى نقمة، حيث عجز المسؤولون عن تسيير هذه الأموال وارتكبوا الموبقات وهم بصدد توزيعها على القطاعات الحيوية للبلاد، بل وكان للشباب نصيب منها ولكن بأي طريقة؟.. شباب غير مؤهل يحصل على قروض بنكية يستلمها دون أن تكون له نية لإعادتها على أساس أنها حقه من الريع!!

إن قضايا الفساد التي تعج بها العدالة، والتي كلفت خزينة البلاد ملايير الدولارات خير دليل على حالة الإفلاس التي تعيشها السلطة، لذلك لجأت إلى الاستثمار في الرياضة لصنع انتصار تغطي به الإخفاق الشامل لسياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وإلهاء الشباب “الضائع” بكرة القدم علّه ينسى واقعه الكارثي.

إن سياسة شراء السلم الاجتماعي التي تنتهجها السلطة، تارة بالقروض البنكية وتارة بالسكنات، وتارة بمثل هذا الاهتمام الزائد بالمواعيد الرياضية.. هذه السياسة لا تخدم مستقبل الجزائر في ظل التراجع المسجل في كل القطاعات بشهادة التصنيفات الدولية، التي تضع الجزائر في مؤخرة الترتيب العالمي إذا استثنينا ترتيب “الفيفا” الذي يضع الفريق الوطني الجزائري في المرتبة الـ32.

نعم، من حقنا جميعا أن نفرح ونحتفل بتأهل فريقنا الوطني إلى المونديال، لكن لا يحق لنا ونحن نعيش نشوة هذا الانتصار أن ننسى واقعنا المزري جراء السياسات الجوفاء للحكومات المتعاقبة، والتي خلّفت مآسي في كل القطاعات ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • hassan lachhab

    اما عن ازمة الشباب السياسي الجزائري او العربي بصفة عامة فهي تحتاج فقط لتطبيق و تفعيل المقولة السياسية لرئيس ماليزي سابق حبث قال .عندما ارادا الشعب الماليزي ان يقوم للصلاة توجه نحو القبلة ،وعندما اراد التحضر و التطور توجه الى اليابان. وربما نفس الفكرة التي يخطط لها السياسي الجزائري كونه التفت الى دستور جديد دو تجربة امريكية ،وكما هو معروف ان الديموقراطية الامريكية خصوصا الديموفراطية الوطنية،يشهد لها التاريخ بالتفوق و الازدهار و العيش الكريم خصوصا من حبث الدخل الفردي المحترم .مع ضرورة الاخلاق

  • hassan lachhab

    اريد ان اعبر عن رأي كمواطن عربي ،ودالك بالرد على الكاتب المحترم ،الدي تناول موضوع في غاية الاهمية الدي هو ،نجاح شباب الكرة و فشل شباب السياسة ،لاقول له ان هدا الانجاز الكروي ،بحيث الحماس و التضامن الشعبي الجزائري الدي ابان به مع الحدث بشكل تلقائي و مطلق ، انما يعني توفر ابناء الشعب على روح وطنية عالية و الحمد لله لان هدا افضل كنز تفتخر به الامم ،اما عن الخروج من الازمة السياسية فهي ليست مستحيلة ،خصوصا مع التفاتة الحكومة الى مشروع تجديد الدستور ثم كدالك مشروع الرفع من الاجور الدي .والله ولي

  • ابن الجنوب

    كل المؤشرات التي أمامنا توحي أن الجزائركدولة مستقلةذات سيادة على المستوى السياسي بكل أبعاده الإقتصاديةالثقافية والاجتماعية والحضاريةوحتى على مستوى ممارسة الرياضةوعلى رأسهاكرة القدم قدذهبت إلى غيررجعة والجزائركدولة انتهت فعليا في إنتظار أن تنتهي كفضاء جغرافي يتحرك ضمنه الجزائريين بنوع من الفوضى والعنتريات الفارغة بهتافات تافهة لاتسمن ولاتغني البلدفي شيء وهل الفرحة المصطنعة التي أبداهاالجزائريين تجاه الفريق الرياضي ولا أقول الوطني تختلف عن فرحتهم في مناصرة الفرق الاسبانية مثلا لاأعتقدأنهاتختلف؟

  • فايق

    يسلم لسانك و الله اسمعتنا كلام جميل و رائع لاول مرة لانهم دوخونا بخلط الكرة مع الشهداء تارة و بالعهدة الرابعة تارة اخرى ثم بالبوليزاريو شكرا جزيلا

  • omar

    جيد

  • انس

    لم تكن كرة عن طريق بناء هجوم، ولا عن طريق كرة ثابتة ولا ضربة جزاء، وإنّما هي قوانين الكرة التي لا تؤمن أحيانا باللعب السديد بقدر ما تؤمن بالحظ السعيد. لا أحد يعلم كم هو مبلغ تسريح اللاعبين المغتربين بالدولارات؟ ولا أحد يعلم كم أنفقت الدولة عن مصاريف تنقلاتهم وإيوائهم وإقامتهم بالجزائر؟ ولا أحد يعلم كم هو ثمن عقودهم في حال الإصابة مع الشركات المختصة في الضمان الاجتماعي؟ تمخض الجبل فولد فأرا، إلا أنّ هذا الفأر أصبح بقدرة قادر أسدا ضخما. ما حان لعلمائنا في الاجتماع والنفس أن يدرسوا هذه الظاهرة

  • سمعون

    يا اخي دع الشعب يرقص و يستمتع على انغام ريو دي جانيرو و اتركونا ناكل بسلام

  • الزبير

    ا نت حقيقة جزا ءري قح. تعبر بدقة و صدق عن الواقع

  • معز الساموراي

    النضام والنضافة والهدوء هي من اهم النعم المغبون فيها هذا الشعب

  • الجزائرية

    كلنا نستطيع أن نقول ما قلت وأكثر،لكن عليك اقتراح موضوع معين في وجه من أوجه الحياة للجزائريين وإثراءنا بمعارف وقدرات فكرية تصل بنا إلى اقتراح الحلول بعد معالجة علمية دقيقة ووضع الأيدي على الجرح.و نحن كمواطنيين نثمن هذا الإنجاز ليس كفعل معزول بل لأنه ادخل الفرحة على نفوسنا جميعا و بين أين وصل مؤشر حب الوطن في نفوس الشباب والشعب عامة نكاية فيمن دنس علمنا فمرة أخرى جزيل الشكر لمنجزي مفخرة العلم الوطني في هذا الظرف بالذات و أقول كمواطنة بالصوت العالي "معاك يا الخضرة ،معاك يا دزاير" مهما كانت الأحوال.

  • salim

    بارك الله فيك