-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شباب يسهر على وقع نتفلكس في ليالي رمضان

فاروق كداش
  • 831
  • 0
شباب يسهر على وقع نتفلكس في ليالي رمضان

قد تختلف الطباع، ولكن الطبع واحد لا يتغير، والشباب بطبعه لا يطبع مع ما وجد الأجداد عليه، التمرد واحد ولو بعد أربعين سنة… ولا يجد الكثير من الشباب سوى رمضان الكريم، لتكريس فلسفة حياة زيفتها لهم وسائل التواصل الاجتماعي، زكاها تيكتوك ووثقها فايسبوك وشهد عليها إنستغرام… الشروق العربي تدون يوميات مراهقينا، ما بين عهدين وجيلين، خلال شهر التوبة، عفوا شهر نتفلكس.

طريق الاستقامة في حياتنا صعب ومحفوف بالمغريات منذ الأمد. قديما، كان الشباب يسهر على وقع الدومين والدامة والكارطة، يرتشفون الشاي ويدخنون السجائر.. كان هذا أقصى مجونهم.. ثم جاء جيل الكاسيت والناستاس وسروال اللوبيا، لم تتغير السهرات بل تغير الأسلوب، موسيقى، حفلات وصخب، في شهر تهدأ فيه النفوس عادة. وتوالت الأجيال والحقب، وبقي نهار رمضان سباتا وليله انغماسا في ما لا ينفع.

وزمننا هذا، قد يكون الأكثر جللا، فقد انحصرت فيه يوميات الشباب خلال الشهر الفضيل، في تصفح السوشيال ميديا. أما الليل، فلقاء بين أصدقاء، لا يتحدثون إلا عبر المسنجر أو الواتساب، وأجسادهن في مكان واحد.

ناهيك عن آفة مشاهدة المسلسلات، ليست الجزائرية أو العربية منها التي تحترم خصوصية رمضان في معظمها، بل حديثنا عن المسلسلات التركية والهندية والفرنسية والألمانية والأمريكية والكورية، التي تتجند تحت راية نتفلكس، المنصة التي أريد بها الباطل، وغايتها نسف العقائد وزعزعة المعتقدات.

قد يجهل الأولياء حجم الضرر الناجم عن هذه المسلسلات، التي لا تعرف مصطلح الحدود في الأخلاق والدين، ناهيك عن ضررها في شهر الرحمة والغفران، شهر تجديد العهد مع الله.

الكثير من الشباب، قبل نزول رمضان ضيفا علينا، يعمدون إلى تحميل قدر كبير من مسلسلات نتفلكس، لمشاهدتها نهارا جهارا.. وعادة، تحمل هذه الأخيرة كمّا لا يستهان به من الأفكار الشيطانية التي تصيب أخلاقنا في مقتل. فلا تخلو حلقة من حلقات هذه المسلسلات من كفر وازدراء بالأديان، بتشويه الدين الإسلامي خاصة.. بالإضافة إلى تشجيع الانحراف والشذوذ.. فرؤيتها في باقي الشهور، قد تذهب الملة والدين وتضعف أعتى الزهاد، فما بالك في شهر غايته عبادة وصيام وقيام وتصدق.

شباب نتفلكس يفتي نتفلكس

سمير، عاشق مسلسلات، يقول إنه حضّر ثلاثة مسلسلات من إنتاج نتفلكس، لمشاهدتها في سهرات رمضان مع أصدقائه، بالإضافة إلى العديد من الأفلام، كما قام مع أصدقائه بتبادل بعض المسلسلات التي لم يتسن له مشاهدتها قبل رمضان. ويعتقد أن رمضان فرصة ثمينة لتعويض الوقت الضائع.

مروى، طالبة في الثانوية، تقول إنها اشتركت مع صديقاتها لدفع اشتراك نتفلكس في رمضان، لأنها تفضل مشاهدة المسلسلات الغربية بدل المحلية والعربية، رغم كثرتها في رمضان، “نلتقي، مع صديقاتي، في بيت إحدانا، في سهرة للدردشة ومشاهدة مسلسلاتنا المفضلة”. وتنوه إلى أنها تشاهدها في السهرة فقط بعد التراويح..

نتفلكس، ليست سوى رمز للمنصات التي تروج للانحلال الخلقي وفساد العقائد، والقائمة طويلة.. هناك أمازون وأيتش بي أو أي أم سي وغيرها.. هذه القنوات، تتسلل في أطراف النهار وجنح الليل، إلى البيوت في غرف المراهقين وموبايلاتهم والآباء غافلون، وكيف تحارب عدوا جند أولادك لمحاربتك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!