العالم
الجنرال تجنّب استخدام طائرته الخاصة بسبب مخاوف متزايدة على أمنه الشخصي

شبكة جواسيس بمطار بغداد مرتبطة بقتل سليماني

عبد السلام سكية
  • 3208
  • 3
أسوشيتد برس
قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني

كشف مسؤول أمني عراقي، أن التحقيق الأولي يشير إلى تورط شبكة جواسيس داخل مطار بغداد، في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. ونقلت “رويترز” عن مسؤول أمني، لم تكشف عن هويته، أن المشتبه فيهم، هم أربعة موظفين من أمن مطار بغداد، وآخران بشركة طيران بمطار دمشق.

ووصل اللواء الإيراني قاسم سليماني إلى مطار دمشق في سيارة بزجاج داكن، وكان في صحبته أربعة جنود من الحرس الثوري الإيراني،

وتوقفت السيارة قرب درج يقود إلى طائرة “إيرباص أي320” تابعة لشركة “أجنحة الشام” للطيران متجهة إلى بغداد.

ولم يُدرج اسم سليماني ولا جنوده على قوائم الركاب، حسبما أفاد به موظف من شركة الطيران وصف لرويترز مشهد مغادرتهم للعاصمة السورية.

في المقابل، أكد مصدر أمني عراقي مطلع على الترتيبات الأمنية الخاصة بسليماني، أن القائد العسكري الإيراني تجنب استخدام طائرته الخاصة بسبب مخاوف متزايدة على أمنه الشخصي.

وركزت التحقيقات على كيفية تعاون أشخاص يشتبه في كونهم مخبرين داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأميركي لمساعدته على تتبع وتحديد موقع سليماني. ويقود التحقيق فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي التي تحظى بدعم إيران ولها علاقات وثيقة بسليماني.

وأكد أحد المسؤولين أن لدى محققي جهاز الأمن الوطني مؤشرات قوية على ضلوع شبكة من الجواسيس داخل مطار بغداد في تسريب تفاصيل أمنية بالغة الأهمية للولايات المتحدة عن وصول سليماني.

وأضاف المسؤول أن محققي جهاز الأمن الوطني يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة الذين لم يُعتقلوا، عملوا ضمن مجموعة أوسع من الأشخاص على إمداد الجيش الأميركي بالمعلومات.

يذكر أن الولايات المتحدة اغتالت سليماني فجر الجمعة الماضي، برفقة نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وآخرين، بعد لحظات من خروجهم من مطار بغداد الدولي.

ورد الحرس الثوري على عملية الاغتيال الأمريكية، بإطلاق أكثر من 10 صواريخ باليستية تجاه قاعدة “عين الأسد”، التي تستضيف قوات أمريكية في العراق، ولم تعلن واشنطن عن وقوع خسائر بشرية، ويؤكد المتابعون أن الرد الإيراني لم يكن في مستوى ما حصل، خاصة أن الأمر يتعلق بأشهر جنرال في إيران.

ويعلق الباحث في العلاقات الدولية، محمد ثابت حسنين، عن الوعيد الذي أطلقته إيران ضد واشنطن، بالقول “عَقِب مَقْتَل الجنرال قَاسِم سُلَيْمانِي بَات الْحَدِيثِ عَنْ الِانْتِقَامِ وَرَد الْفِعْل الْقَوِيّ مِنْ جَانِبٍ إِيران، وَهُوَ مَا جَعَلَ المراقبين يُرَجِّحُون احْتِمَالا كَبِيرا لنشوب الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الثَّالِثَة، غَيْرِ أَنْ تعقيدات الْمَشْهَد فِي مَنْطِقِة الشَّرْقِ الأوْسطِ واحتمالية تَشْكِيل تحالفات كُبْرِى يسعى لَهَا العَدِيدِ مِنَ الدُّوَل بِهَدَف إنْهَاء الهيمنة الأَمْرِيكِيَّة، وَأَيْضًا عَلى الْجَانِبِ الْآخَرِ تَخَوّف الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة وإسْرَائِيل عَلى مُسْتَقْبِل الكِيانَ الصُّهْيونِيَّ، لِذَا لَجَأَت الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة مِنْ خِلَالِ أَطْرَاف أَخِّرِى، خَلْف الكواليس، إلَى فَرْض حُزْمَة تعويضية تُرْضِي إِيران لِتَجَنُّب نَشُوب حَرْب ضَرُوس، وَهُوَ مَا يُعَدُّ فِرْصَة سانِحَة لإيران لِتَعْظِيم مكاسبها”.

وينبه الأكاديمي ثابت حسنين في حديث للشروق، إلى إمكانية وجود اتفاق مسبق بين واشنطن وطهران، تكون هذه الأخيرة قد وفرت معلومات عن الأماكن التي استهدفتها على الأراضي العراقية “من الْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ اتِّفَاق مُسْبَق عَلِى الضَرَبَات لِحِفْظ مَاءِ الْوَجْهِ لإيران وتهدئة الدَّاخِل الإيراني، وَمَا يُعَزّز زّعْم احتمالية سحب القُوَّات الأَمْرِيكِيَّة مِنْ الْعِرَاقِ وَالْإِعْلَان عَن سحب القُوَّات الأَمْرِيكِيَّة مِن الكويت، غَيْرَ أَنَّهُ مَا تَمَّ عِرْضه بِمَثَابَة مسكنات وَتَأْجِيل لِلْحَرْب القَادِمَة لَا مَحَالَةَ، وسيشتعل الْأَمْرِ تَارَةً أَخِّرِى نَظَرًا لِعَدَمِ وُجُودِ سَقْف للطموحات الإيرانية وَهُوَ مَا يَتَعَارَض مَع الْمَصَالِح الأَمْرِيكِيَّة وحلفائها فِي مَنْطِقِة الشَّرْقِ الأوْسطِ”.

مقالات ذات صلة