-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدفوعة بإرادة مشتركة من قيادتي البلدين

شراكة السيارات مع إيطاليا تصل مرحلة التجسيد

حسان حويشة
  • 2603
  • 0
شراكة السيارات مع إيطاليا تصل مرحلة التجسيد
أرشيف

بتحديد موعد تدشين مصنع “فيات” للسيارات بطفراوي بولاية وهران، والمرتقب الاثنين المقبل، تكون الشراكة الجزائرية -الإيطالية قد مرت فعلا إلى مرحلة التجسيد، وتحققت في ظرف عام فقط، في انتظار أخرى سترافق هذا المشروع الصناعي من خلال شركات المناولة لإنتاج قطع غيار المركبات.
في نهاية ماي 2022، كانت زيارة العمل الرسمية التي قادت رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى إيطاليا، والتقى خلالها بعدة مسؤولين سامين بهذا البلد الأوروبي، على غرار الرئيس سيرجيو ماتاريلا ورئيس مجلس الوزراء السابق ماريو دراغي، وكانت الرغبة واضحة لدى الطرف الجزائري في إقامة شراكة في المجال الصناعي وفق مبدأ “رابح-رابح”.
وأعقب ذلك توقيع أولي على اتفاق بين وزارة الصناعة وشركة “فيات” فرع مجموعة “سيتيلانتيس” في 13 أكتوبر 2022، يقضي بإقامة مصنع للعلامة الإيطالية بولاية وهران، وبين هذا التاريخ وموعد تدشين مصنع “فيات” بطفراوي، يكون قد مضى عام وشهران فقط لتتجسّد هذه الشراكة على أرض الواقع.
وكان واضحا أن رغبة الشراكة الصناعية المدفوعة بدعم من قيادتي البلدين، وخصوصا بعد الزيارات الرسمية المتبادلة وعلى أعلى مستوى بين الطرفين، قد لعبت دورا حاسما في تجسيد هذا المشروع الصناعي في ظرف وجيز.
وسبق تجسيد الشراكة الصناعية، شروع العلامة الإيطالية منذ 19 مارس 2023 في تسويق المركبات الجديدة، وكانت بذلك أول وكيل سيارات يحصل على اعتماد النشاط رسميا في إطار دفتر الشروط الجديد، ولكن أيضا الأول منذ 2017 وهي السنة التي شهدت اندثار وكلاء السيارات جراء وقف الاستيراد حينها.
وحسب مصادر على صلة بملف السيارات، تحدثت إليها “الشروق”، فإن محادثات جد متقدمة تجري حاليا بين عدد من المتعاملين الإيطاليين ونظراء لهم من الجزائر، للمضي قدما لتجسيد شراكات جديدة سترافق مصنع “فيات” بوهران، وتتعلق بتصنيع أجزاء من المركبات محليا إضافة إلى قطع غيار، ومن المرجّح الكشف عن عدد منها عقب تدشين وحدة طفراوي لعلامة “فيات”.
وحسب مصادرنا، فإن هذه المساعي جاءت بالنظر لقناعة مسؤولي الجمعية الإيطالية لصناعة السيارات من أن الجزائر يمكن أن تكون قطبا للسيارات في القارة الإفريقية وخصوصا ما تعلق بالأجزاء وقطع الغيار، بالنظر للتنافسية الكبيرة للمصانع التي ستقام على الأراضي الجزائرية، خصوصا ما تعلق بالتكاليف المنخفضة جدا للطاقة وأيضا اليد العاملة.
وكان رئيس نفس الجمعية باولو سكودييري قد شدّد، خلال منتدى اقتصادي عقد نهاية ماي الماضي بمدينة تورينو وخصص لآفاق تطوير صناعة السيارات في الجزائر، على أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعززت منذ عدة عقود، مشيرا إلى أن الجزائر توفر فرصا في غاية الأهمية، وبالتالي، فهي المركز “Hub” الأنسب لتصدير السيارات نحو القارة الإفريقية وأيضا نحو البلدان العربية.
واعتبر سكودييري، حينها، أن السوق الجزائرية تتوفر أيضا على ظروف جيّدة وتنافسية للغاية بفضل تكلفة الطاقة الأقل انخفاضا مقارنة بما هو في أوروبا وبقية بلدان شمال إفريقيا، وخصوصا ما تعلق بالكهرباء والغاز اللذين يعتبران موردين أساسيين لقطاع النقل والمواصلات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!