شهر للرحمة ام للزحمة ؟
شاء الله أن يصادف شهر رمضان لهذا العام العطل السنوية للموظفين الذين يحبون النوم و الراحة حبًا جمًا و يأكلون ما لذ و طاب في الإفطار أكلا لمًا ثم يغشاهم النعاس فيعودون إلى النوم مرة أخرى..
المتتبع للصائمين هذه الأيام يضع يده على فمه حيرة و إستغرابًا ..فكل شيء يباع و أمامه الطوابير و الزحمة..فبائع الخبز و قلب اللوز و حشائش الشربة ،تسمع فقط صوته و لا ترى جسمه من كثرة المشترين حوله..و إذا قصدت المساجد تجدها تعج هي الأخرى بالزحمة أمام مدخل الباب و لا حديث عن بيت الوضوء الذي يدخله الصائمون بكثرة بعد وجبة السحور .
إن سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام حين أخبر أمته بأن أول رمضان رحمة ووسطه مغفرة و آخره عتق من النار ،لم يأخذ المسلمون من وصيته شيئا،فلا أثر هذه الأيام لمعاني الرحمة بين الصائمين الذين يضربون بعضهم بعضًا و يسبون بعضهم بعضًا بذريعة أنهم صائمون.. ! و آخرون في الطرقات و أمام إزدحام المرور ينزلون من سياراتهم للشجار و العراك..
أي صوم هذا ! الذي يجعل الناس يدخلون بيوتهم مع آذان المغرب و آثار الضرب على وجوههم و ظهورهم ثم يقولون..”جابها الشيطان“
صحيح أن شياطين الجن تصفد في الشهر الكريم ،لكن نفوس الناس الخبيثة و الأمارة بالسوء و عدم استحضارهم رقابة الله على أفعالهم تكون النتيجة كما ذكرت سالفا.
إن رمضان فرصة لنا جميعا لتصحيح الأخطاء و العفو عن الناس و عقد العزم على التوبة النصوح ،على الأقل حتى نخرج من وعيد رسول الله عن الذي أدركه رمضان و لم يغفر له
و إن لله نفحات في هذا الشهر لا يرد فيها سائلا ،و لعل الضعيف فينا و منا دعاءه مستجاب
وأكثروا من الدعاء ،فالله أمرنا بذلك ووعدنا بالإجابة !