-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شيعة الإنجليز!

شيعة الإنجليز!
ح.م

فقد أئمّة قمّ وطهران صوابهم، فسهام انتفاضتي العراق ولبنان ضربت المتعصِّبين في مقتل، حتى سقطت من بين أيديهم أوراق الفقه والوعظ، واستبدلوها بحرب الشتائم، وهم يتباكون على تساقط مدن اعتقدوها مناطق نفوذ مذهبي دائم، لا تعير لهويتها الوطنية شأنا.

يعتقد أولئك “الأئمة” واهمين أن الولاء المذهبي، يلغي أولوية الولاء للوطن، ولا يأذن لأحدٍ بالتخلي عنه، كي لا يقع في “إثم المعاصي”، ومركز الولاء المذهبي “قم” تتعالى قدسيتُه في حضن نظام سياسي، يرى أتباعَ المذهب في كل مكان مجرد رعايا خاضعين له، ويأتمرون بأوامره.

بريطانيا المملكة العظمى التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس، ارتضت نظام الولاء للمذهب وباركت مرجعيته، على حساب الولاء للوطن، وكرَّسته في عهد استعماري مقبور، يضحى الواجهة المذهبية التي تستميل عقول وخواطر شعوب في مناطق استعمارها.

عصبية الولاء المذهبي فكرة غذَّتها بريطانيا “العظمى” إذن، وارتقت إلى معتقد إيماني له طقوسه وتقاليده، تعود الكلمة الفصل فيه إلى “المرجع الشيعي الأعلى” الذي يتبعه معتنقو المذهب في أمور الدين والدنيا.

يدرك “الأئمة تلك الحقيقة التي لم يغفلها التاريخ المعاصر، لكن المعنيين يتناسونها حفاظا على “هيبة” المرجع الأعلى، وإخفاء تبعيته لأكبر قوة استعمارية، ارتقت بـ”عظمة” دوره.

استثمر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ذلك الإرث البريطاني المذهبي، بإحياء دوره في احتلال أفغانستان (2001) والعراق (2003)، منتزعا فتوى المرجعية المذهبية بـ”ضرورة” هذا الاحتلال ومباركته، جاعلا دعاة المذهب بهويتهم الإيرانية واجهته الحاكمة في بغداد.

عبثا حاول نظامُ الولي الفقيه في طهران والمرجعُ الشيعي الأعلى إخفاء تلك العلاقة التدميرية لاستقرار الشعوب وأمنها، حتى طفح الكيل فانتفض الشعب العراقي بكل أطيافه، ومدنه التي اعتقدت إيران أنها صمام أمان لوجودها المنبوذ، لاسيما كربلاء “مرقد الحسين” والنجف مقر “المرجع الشيعي الأعلى” في ثورةٍ شعبية بعثرت حسابات طهران، وهددت بإسقاط مشروعها الطائفي التوسُّعي في الشرق الأوسط برمَّته، وأسقطت فكرة الولاء للمذهب على حساب الولاء للوطن، وأحرقت ورقتها التي تساوم بها القوى الاستعمارية الكبرى في تنفيذ مشاريعها.

صدمة شكَّلتها انتفاضة شعبية ضربت رأس المشروع الطائفي في الصميم، وجردته من أدوات البقاء والمساومة، فاقدا أهم قواعد وجوده، أفقدته قدرة النطق بخطاب مقنع سليم، حين اعتلى منابرَ الخطابة في قم وطهران “أئمة” اجتهدوا في شتم انتفاضة الشعب العراقي ووصفها بـ”الشغب” و”الإرهاب السياسي” في خُطب أثارت سخرية الإعلام والرأي العام الذي يرى انتفاضة العراق بوقائعها المتصاعدة حقا يجسِّد إرادة شعب في استعادة وطنه من غازٍ يتخفى بعمامةٍ طائفية لا تخدع أحدا.

انتفاضة شعب أفقدت خطيب جمعة طهران محمد علي موحدي كرماني صوابه، وهو يصف المنتفضين في العراق بأنهم “شيعة إنجليز” متنكرا لدور “الإنجليز” في إضفاء شرعية “قدسية” لمرجعيتهم المهزومة أمام قدسية الولاء للوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رشيد

    الانتفاظة في العراق سببها المحتل الامريكي بعد ان راى التوجه الى الصين و الروس من قبل الحكومة العراقية ولكن بمهماز سعودي استغل ضعف الحكام الذين جاؤوا بحماية الدبابة الامريكية