جواهر

صاحبيها تهديها

جواهر الشروق
  • 6000
  • 0

تنفر بعض النساء من الأخوات الملتزمات حتى قبل أن يعرفنهن أو يتعرفن عليهن والأمر سيان بالنسبة لبعض الأخوات اللواتي يصدرن أحكاما جائرة بحق نساء لم يمن الله عليهن بنعمة الالتزام بعد، فتجدهن يسفهنهن وينتقدن مظهرهن وحديثهن واهتماماتهن والحكم في كل هذا يكون على مظاهر خداعة لا تمت إلى روح الشخص بأية صلة.

الغريب أن هاتين الفئتين يتجنبن الاحتكاك ببعضهما وتنظر الواحدة منهن للأخرى على أنها عدو للاخرى وفيروس لايجب أن تصيبها عدواه، لتقتصر الدائرات في فلكهن على كوكبة من الأخوات أو المتبرجات مثلهن في حين أن بقية النساء الراغبات ربما في الالتزام والاحتشام يبقين في عزلة وتتكون لديهن صورة سلبية وكأنهن منبوذات في هذا الفضاء الديني الدنيوي.

والتساؤل في كل هذا، كيف تقبل المتبرجة على الالتزام لوحدها إذا لم تجد في طريقها من تنير دربها وتحبب إليها العالم الآخر الذي لا تعرف عنه سوى التشدد والحرام والممنوع؟.

فالتي تطرق باب المسجد أو تحاول التفقه في دينها والبحث عن الحلال والحرام قد قضي أمرها بعد أن عرفت طريقها واتخذت قرارها وفصلت في وجهتها، أمّا التي لاتزال  ترواح مكانها وتتأرجح في اتخاذ قرارها هي من تحتاج إلى الأخذ بيدها ومساعدتها بالحجة والدليل والسلوك اللين في القول والنصح.

وليس أجمل ولا أرقى من أن تصاحبيها لتهديها إلى طاعة الخالق والامتثال إلى أوامره ونواهيه ليس من خلال تكرار الآيات والأحاديث وحسب دون تفقه أو تدبر وإنما من خلال سلوكاتك وصحبتك التي تلمس فيها الصدق والإخلاص في القول والعمل وتلمس فيه التواضع والأخوة وعدم الازدراء فتجذبها نحوك وإلى عالمك الذي ستندمج فيه لتحبه وتقتنع به وحينها فقط تكون جاهزة لتحصينه بالقرآن والسنة.

ففي كل إنسان بذرة خير تحتاج من يرعاها ويسقيها لتنمو وتزهر وهذا هو دور وواجب كل واحد منا أن يكون سفيرا لدينه برفعة أخلاقه وسماحته وتسامحه بلينة وطيبته وعفوه وبشاشته، فعدم الالتزام ليس إدانة بحق هؤلاء وإنما هو فرصتك لإبراز “جهادك النفسي” في سبيل نشر تعاليم الإسلام. 

وليس أكثر من الصاحب ساحب في أخلاقة وتواضعه وسلوكاته لا يكفي أن تتحدث المرأة وتحدث عن الدين وقال الله وقال الرسول بل حان الوقت الآن لكي تخرج مكنوناتها ومعتقداتها في سلوكات تجسدها المعاني الحقيقية للحب في الله الذي تستقيم به كل العلاقات الإنسانية الراقية.  

 

مقالات ذات صلة