-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صاموا عام وفطروا على جرانة !

جمال لعلامي
  • 1738
  • 0
صاموا عام وفطروا على جرانة !

رمضان 2014، لم يكن عاديا، ولم يمرّ بردا وسلاما، فبين نتائج البكالوريا وأرقام المونديال وحصيلة الترحيل وإعادة الإسكان وكذا مصاريف شهر الصيام والقيام، ضاع الزوالية “بين الكرعين”، حتى وإن رقصوا في الشوارع فرحة وابتهاجا بـ “غزوة الثأر” التي أهلت ألمانيا للدور الربع النهائي بنصر مضروب في مصداقيته، بينما كان الجزائريون من الرعيل الأول ينتظرون تكرار سيناريو 1982 مثلما فعلتها أرجل و”نيف” ماجر وبلومي وعصاد.

لقد اختلط الحابل بالنابل، والكرة بالبكالوريا، ونفقات رمضان بالراتب الذي اشترطه حاليلوزيتش نظير بقائه مدربا للخضر، ولم يفهم الغلابى والمزلوطين، أيّ آلة حساب يُمكنها عدّ الأربعة ملايير التي طلبها “حاليلو”، في وقت قالت الدراسات أن الجزائريين يرمون ما لا يقلّ عن 50 مليون خبزة و30 ألف قنطار خضر وفواكه في المزابل خلال شهر الرحمة  !

البوسني “وحيدو” اعتقد أن الجزائر “ما لقاتش وين ترمي دراهمها”، ولذلك فإنه طلب 4 ملايير لتجديد وتمطيط عقده مع الفاف والفريق الجزائري، ولم “يحشم” سيّ “حاليلو” لا من الجماهير التي استقبلته مهللة مبجلة بمطار الموسطاش هواري بومدين، ولا من “رغبة” رئيس الجمهورية، ولا من “تحلال” الحاج روراوة، ولكنه قرّر وأعلن الرحيل بحثا عن من يدفع أكثر بالأورو الدولار ولو في جزر الواق واق ولوزوطو !

خليفة سعدان لم يقنع فلم يشبع، ولذلك “طمع” في الأربعة ملايير، وهذا حال حاليلوزيتش وقد أوصل الخضر إلى الدور الثاني، فماذا لو هزم مثلا الألمان أو وصل إلى الدور الربع النهائي أو فاز مثلا مثلا بكأس العالم؟

كان من المفروض أن يدفع “حاليلو” لكلّ جزائري راتبا مقتطعا من أجرته الضخمة، قبل أن يفكر في الأربعة ملايير، فمن المناصرين الذين طاروا معه إلى البرازيل لمساندته ومساندة الفريق، بينهم من استدان للسفر، ومنهم من باع أثاث البيت، وكان على صديقنا البوسني أن لا يطلب أكثر عندما يعلم بان الملايين التي وقف معه ظالما أو مظلوما، كان بينها من لم يملك “عشا ليلة” ومنهم من واجه تاخرا في أجره الشهري، ومنهم من يعيش عن طريق “الفاسيليتي” !

من بين المناصرين وجنود الخفاء، ما لا يقلّ عن 147 ألف راسب في البكالوريا، بينهم من ضيع الشهادة بسبب متابعته المفرطة لأخبار وأحوال المنتخب الوطني، وبحثه الدائم والمرضي عن جديد مونديال بلاد السامبا، فألا يكفي هذا لتحكم أيّ محكمة عادلة في العالم، وبينها البوسنة، على حاليلوزيتش بدفع تعويض لهؤلاء الضحايا؟

راسبون في البكالوريا، ومنهزمون في كرة القدم، و”مزلوطون” في الأسواق..هي بعض الثلاثية التي التقت وتلاقت، عند مفترق طرق الجزائريين خلال شهر التوبة والغفران، ولم تكن بن غبريط ولا حاليلوزيتش ولا عمارة بن يونس، محظوظين، لأن الاحتجاجات لاحقتهم حيث حلوا وارتحلوا !

لم يستفق عامّة الزوالية من “خبطة” الأسعار الملتبهة في رمضان، حتى خبطتهم على الرأس ضربة أقوى من ضربة السيف، بقدوم عيد الفطر المبارك، حيث عاد التجار “عديمو الذمة” إلى إشعال النار في الأسعار، والذي نجى في معركة الخضر والفواكه، لم ينجو في حرب الملابس، فليس في كلّ مرّة تسلم الجرّة يا أولاد الحرّة !

تركيا التي استقبلت “حاليلو” لتدريب فريقها، كان وزيرها الأول، قد هنـّأ الجزائر على تأهملها وقال بالفمّ المليان للجزائريين من خلال رسالة إلى الرئيس بوتفليقة: “نحن معكم”، ويبدو أن “وحيدو” كان مصمّما “على خلاها” منذ البداية، ولذلك لم يبق في الجزائر رغم “رغبة” بوتفليقة وبالرغم من اعترافه وامتنانه لحفاوة استقبال الجزائريين له بعد “غزوة” الألمان !

فوبيا بكالوريا بن غبريط، و”خلعة” أسعار رمضان والعيد، وطمع حاليلوزيتش، التقوا عند مفترق طريق واحد، قبل أن تـُسمع أصوات القصف الإسرائيلي على غزة، لكن لا تركيا ولا غيرها من البلدان العربية والمسلمة، تحركت لحفظ ماء الوجه والتآزر مثلما تآزرت حول كرة القدم، وللأسف فقد شاهدت مباراة النهائي بين ألمانيا والأرجنتين أكبر نسبة من تلك النسبة المسجلة بالنسبة لمجازر “بني كلبون” !

مع كل الذي حدث وسيحدث، تقبـّل الله منـّا ومنكم الصيام والقيام، وصحّ عيكم، وكل عام وأنتم بألف خير، والهم أن لا يصوم الواحد منـّا “العام ثم يُفطر على جرانة”، ونتمنى جميعا أن “الصمايم” لا تحرق الغلابى مثلما حرقت الأسعار جيوب وأجور الموظفين وعامة الجزائريين..وبعدها لا طمع “حاليلو” ولا أرقام بن غبريط بمقدورهم أن يُغضبوا جزائري يعيش بالنيف والخسارة والزلط والتفرعين !  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!