-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صحفي وأفتخر !

جمال لعلامي
  • 949
  • 6
صحفي وأفتخر !
ح.م

كلما عاد العيد العالمي لحرية التعبير والصحافة، يتوقف الصحفيون مشدوهين “مدهوشين”: هل يحتفلون؟ هل يقيّمون التجربة والنجاحات والانتصارات؟ هل يحصون الإيجابيات والسلبيات؟..أم ماذا يفعلون؟

مصيبة واقع الإعلام، أن “الصحّ-آفة”، وأن الصحافة “تاكل ولادها”، وأن حرية التعبير أريد لها من طرف البعض أن تكون حرية للتدمير و”التكوير” و”التبعير” و”التشوكير”، بينما يرفع أبناء المهنة يافطة “صحفي وأفتخر”!

مصيبة المصائب، أن “النجم” هو من يسبّ ويشتم ويسيئ للآخر، ويهين هذا أو ذاك، و”المحترف” هو من ينشر الأكاذيب والأباطيل والإشاعات والدعايات المغرضة، ويزيّف الحقائق بالبلبلة والفوضى!

الطامة الكبرى، أن العاقل المتمرّس أصبح في منظور المتهوّرين “جبانا”، والحكيم النزيه تحوّل إلى مظلّل، والمهني الشريف أضحى في قاموس الانتحاريين مجرّد “كومبارس”، لا علاقة له بمهنة المتاعب والمصائب!

مصيبة الإعلام، اليوم، هو أن الفايسبوك أصبح منافسا شرسا له، والصحفيين المحترفين ليسوا من تخرجوا من المدرسة العليا للصحافة، أو معهد علوم الإعلام والاتصال، وإنما هم أولئك “الرهوط” التي تجلس في “القهاوي” وتنقل كلّ شاردة وواردة عبر “العواجل” و”الفايك نيوز”!

وجع الصحفيين الحقيقيين، يأتي من تلك البطاقات التي وزعت قبل سنوات، يمينا وشمالا على أشباه الصحفيين، وعلى كلّ من هبّ ودب، وأصبح فجأة ودون سابق إنذار، مشبوهون ومعتوهون، حاملين لما سمي زورا وبهتانا ببطاقة الصحفي المحترف، علما أن الصحفي الحقيقي ليس بطاقة فقط!

مصيبتنا أن دخلاء تسللوا إلى قطاع مريض، في وقت اخترق فيه “بقارة” وأصحاب “الشكارة” الإعلام، وأصبحوا ينظرون ويتفلسفون في ما لا يعنيهم، ومنهم من اعتقد أن “السلطة الرابعة” سلاح فتاك لجني المحاصيل في الفصول الأربعة، وجمع الغنائم في السلم والحرب، والضغط والابتزاز والمناورة وشراء الذمم، طالما أنها حاضنة للمساواة والعدل بين الكفاءة والرداءة!

مصيبة الصحفيين الحقيقيين، أنهم سيحيون هذا العيد، مع “إخوانهم بالرضاعة”، في مهنة تحوّلت في كثير من زواياها إلى مهنة من لا مهنة له، ومصدرا للريع، ولذلك تكاثرت الجرائد، وتمّ تفريخ القنوات التلفزيونية، من طرف “المحرم والمجرم”، علما أن العدد الفعلي لوسائل الإعلام التي تستحق البقاء والثناء، وتتوفر على وسم الانتماء والولاء والوفاء للمهنة، لا تتعدّى الكمشة!

نقولها بالفم المليان: صحّ عيد كلّ الصحفيين “الصحفيين”، ولا عيد مبروك ولا هم يحزنون لأشباههم والمتشبهين بهم ومنتحلي الصفة وسارقي البطاقة، فالصحافة ليست “سخافة”، ولا هي وظيفة للنطيحة والمتردّية!

إن الصحافة، رسالة، وعهد، ووعد: مع الذات، ومع الجمهور..مع الوسيلة التي تعتبر “مصدر الخبزة”، مع المهنة، ومع الوطن.. كذلك، الصحفي، لا هو شيطان ولا هو ملاك.. هو بشر، إذا أخطأ، فلكلّ إنسان هفوة، ولكلّ جواد كبوة.. إذا حاول وأصاب فله أجران، وإذا حاول وأخطأ فله أجر!

لكن، يا جماعة الخير، الصحفي هو أيضا “مواطن” يحتاج إلى قوت، ورزق حلال، وحماية اجتماعية، واستقرار، وأمان وضمان، حتى يفلح في مهمة الإبداع وتطوير المهنة ببراءة الاختراع.. وكفى الصحفيين شرّ القتال و”الهبال”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ابن الجبل

    لقد عريت واقع الصحافة في الجزائر ، الذي اختلط فيه الحابل بالنابل . وضاع الصحافي المحترف، الذي يؤدي خدمة جليلة ، ويحمل رسالة مقدسة ، يؤديها باخلاص ... يوجه هذا ويعلم ذاك، ويثقف ذلك ..ينتقد ويرشد ...في قطاع دخله الانتهازيون والمتهورون الذين يمتهنون التدجيل والابتذال ، ونشر المهاترات والاشاعات ... الصحافة حرمة وقداسة ، شرف ورسالة وابداع . والا فلا ..!!

  • أعمر الشاوي

    بارك الله فيك. مقال و لا اروع . في الصميم.لكن لا يجب ان تبقوا مكتوفي اليدي.ورائكم شعب خرج ليحرركم و سرعان ما تبين لنا أنه لا توجد صحافة حرة بل صحافة موجهو . أي صحيح هناك ثلث من الصحافيين الأحرار يصدعون بالحقيقة و لا يخافون لومة لائم و لو على حساب حياتهم و حياة ذويهم و فيهم الشهداء و هم كثيرون و الثلث الثاني بلا رأي أصلا و كأن الأمر لا يهمهم و الثلث الأخر و هو الأخطر هم الذين ذكرتهم في المقال و هم بالنسبة لنا أعداء حرية الصحافة لا يريدون التحرر يريدون عرض خدماتهم لمن يدفع أكثر و يمررون أوامر جلاديهم ليضربوا بها أحرار هذا الشعب.

  • المتأمل من بجاية

    لكن، يا جماعة الخير، الصحفي هو أيضا “مواطن” يحتاج إلى قوت، ورزق حلال، وحماية اجتماعية، واستقرار، وأمان وضمان، حتى يفلح في مهمة الإبداع وتطوير المهنة ببراءة الاختراع.. وكفى الصحفيين شرّ القتال و”الهبال”!

  • عباس الجزائري

    بدون حرية صحافة حقيقية لا يمكن للصحفي الحر أن يبدع أو يطور مهنته ببراءة.
    مع حرية الصحافة الحقيقية فأن أشباه الصحفيين والطفيليين سوف ينقرضون كما انقرضت الديناسورات في هذا العالم.
    مع الأسف لا توجد صحافة حرة في الجزائر والدليل على هذا هو عدد الصحفيين المسجونين حاليا فقط لنشاطهم الصحفي الحر.
    لقد ماتت الصحافة الجزائرية الحقيقية منذ زمن طويل.

    حتى يفلح في مهمة الإبداع وتطوير المهنة ببراءة

  • نحن هنا

    وسائل الاعلام تطورت بشكل رهيب قلصت الفروق بين أهل الاختاص وغيرهم فلم يعد للمحترف ميزة الاحتكار فمن يتوخى الموضوعية وينقل الحقيقة كما هي خدمة للمجتمع وتطور البلد فهو الصحفي أما من يخدم أغراضا ضيقة فهو ليس بصحفي ولو حمل أعلى الشهادات من أكبر الجامعات فالحلال بين والحرام بين يا هذا.

  • نمام

    ليكون الصحافي حرا الا يتعرض للضعوط او قيود سواء سياسية او تشريعية من السهل اصدار قرارات لتقييد حريته وتقيد منابر تواصل الاجتماعي التي اصبحت اكثر حرصا من الصحافة على المصلحة العامة عندما يتعلق الامر بالمحافظة على الديمقرطية و مساءلة الساسة وتنوير الراي العام ومحاصرة الفساد فساد الحكومات هل نستطيع القول اليوم ان لصحافتنا جمهور يمكنها التعويل عليه في زمن جمهورية الفيسبوكيين الا يبدو ان الصحافة اعادت عربة الخيول في زمن السيارة هزيمة حاجتنا لا تتمثل في التقنية وحدها بل ابتكار ماهو تحد في المحتوى وطريقة تقنية اعلام للمؤامرة غسل الادمغة بتزييف الوعي وتخوين الراي المختلف تشويه كل جميل الا نتعض يا