صحيفة إسبانية: سانشيز قدّم تنازلات نادرة للرباط

قالت صحيفة الكونفيدنسيال الإسبانية إن المغرب أظهر مرارًا وتكرارًا أنه غير جدير بالثقة بالنسبة لمدريد وأنه من الواضح أن الجزائر هي خصمه الرئيسي في المنطقة، لكن إسبانيا لا تستطيع أن تنام بسلام، موضحة أنه قدّم تنازلات نادرة للرباط حتى أنه خان سنوات من نضال الحزب الاشتراكي لصالح القضية الصحراوية.
وتساءلت الصحيفة في مقال لخبير التنمية الإسباني خافيير فوميرو، لماذا كان هذا التغيير المفاجئ للموقف الذي يتجاوز بيدرو سانشيز غير متّفق عليه مع حزب المعارضة الرئيسي؟ وما الخطر الجسيم الذي برر هذه الحركة العدائية للغاية تجاه الجزائر التي خاطرنا معها بالغاز والشراكة؟ وكيف انتقلنا من استضافتنا سريا لإبراهيم غالي في مستشفًى إسباني إلى ركل جبهة البوليساريو من الخلف؟
وتحدث الخبير الاسباني في مقاله عن “المعلومات المذلة” التي استخرجها محمد السادس من هاتف بيدرو سانشيز من خلال اختراق هاتفه عبر برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، ما جعلته يصمت عن أفعال المغرب التي تهدد أمن إسبانيا، خاصة وأن المعلومات التي نشرتها صحيفة “إلموندو” الجمعة الماضي حول إعادة تسليح المغرب “جعلتني أشعر بالقلق الشديد”، متناوِلاً “توقيع المغرب عقدا مع الولايات المتحدة للحصول على 18 نظامًا لإطلاق صواريخ HIMARS و112 صاروخ أرض-أرض بثلاثة نماذج بمدى يتراوح من 82 إلى 305 كيلومترات”، يقول الخبير.
وجاء في المقال أنّ سبتة ومليلية هما المكان الذي تصبح فيه المشكلة صعبة “لأننا أصبحنا على يقين أن حكومتنا في وضع ضعيف بصراحة فيما يتعلق بالدولة المجاورة”، وتساءل: “لماذا أعلن رئيس الوزراء الإسباني في مارس من العام الماضي عن تحول تاريخي في موقف إسبانيا من الصحراء الغربية؟ ولماذا قطعت إسبانيا دعمها التقليدي للشعب الصحراوي ووافقت على خطة الحكم الذاتي للإقليم الذي يدافع عنه البلد المجاور؟ لماذا تخلت إسبانيا عن موقفها التقليدي المتمثل في الحياد النشيط في إطار الأمم المتحدة، ووضعت نفسها لأول مرة في تاريخها، مع أحد الأطراف رسميًا؟”.
وختم فوميرو مقاله بمخاطبة القادة الإسبان قائلا: “هل نقبل الآن كل شيء من جيراننا، لأن الفضيحة التي تعرض استقرار الائتلاف الحكومي الذي في السلطة حالياً يمكن أن تصل للرأي العام؟”.