صحيفة إسبانية : لماذا لم يبلغ سانشيز ملك إسبانيا بتفاصيل اتفاقه مع المغرب؟

 خالف رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، القانون في بلاده، بسبب تجاوزه لالتزام  يجبره بإعلام الملك بتفاصيل اتفاقه مع المغرب، بشأن قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

فحسب ما أشارت إليه صحيفة “إلديباتي” في تقرير لها، لم يبلغ سانشيز الملك فيليبي السادس، وهو أعلى تمثيل للدولة الإسبانية في العلاقات الدولية، بتفاصيل الاتفاق.

وكان على سانشيز إبلاغ الملك بتاريخ 2 نوفمبر الجاري، لكن هذا الموعد انتهى. دون أن يكون الملك الإسباني قد اطلع على تفاصيل اتفاق المغرب مع مدريد، تقول الصحيفة.

كما ذكرت الصحيفة أن قرار سانشيز بتغيير موقف مدريد من قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، لم يتلقى تأييد البرلمان.

“وليس من الواضح حتى الآن إن كان القصر الملكي، قد علم بتفاصيل الاتفاق كما ينص على ذلك الدستور”، تضيف إلديباتي.

صحيفة: “هدية” سانشيز للمغرب تضاعف تكلفة الطاقة على الإسبان

وفي 20 أكتوبر 2022، تحدثت صحفية “ليبر ميركادو” الإسبانية المتخصصة، عن تأثير أزمة العلاقات بين مدريد والجزائر، على فواتير الغاز والكهرباء التي يدفعها المواطنون في إسبانيا.

“وقد كانت الجزائر المورّد التقليدي لما يقارب نصف حاجات إسبانيا من الغاز الطبيعي. ولكن ذلك تلاشى بعد أن قرر بيدرو سانشيز منح الصحراء الغربية للمغرب”، تقول الصحيفة.

قرار سانشيز الذي يتماهى مع الطرح المغربي بخصوص منح الحكم الذاتي للصحراويين، بدلا من استكمال المسار الأممي لتصفية الاستعمار في البلاد، “أثار غضب الجزائر، وتسبّب في تفجير معاهدة الصداقة بين البلدين”، تضيف “ليبر ميركادو”.

قبل أن تتابع الصحيفة في مقالها المنشور يوم 10 أكتوبر:”تظهر نتيجة كل هذا الآن في فاتورة الغاز والكهرباء، التي تدفعها جميع المنازل والشركات”.

وأضافت الصحيفة:”كان الغاز الجزائري يصل إلى إسبانيا بسعر 41.45 يورو / للميغاواط الساعي، بموجب معاهدة الصداقة، ونظام تحديد الأسعار الذي تحتوي عليه”.

“لكن السعر الآن هو 90.62 يورو / للميغاواط الساعي. لقد كلفت سياسة سانشيز الخارجية، العائلات والشركات إلى دفع سعر مضاعف مقابل نفس الكمية من الغاز”.

كما أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن هذا التغيّر في أسعار الطاقة، يقع في أسوأ وقت ممكن. لتزامنه مع تأثيرات الحرب في أوكرانيا.

إسبانيا تدفع أغلى فاتورة غاز في تاريخها

وفي 21 أوت 2022، قالت صحيفة إسبانية إن فاتورة الغاز في البلاد ستتجاوز 30 ألف مليون يورو في عام 2022، وهي الأعلى في تاريخها.

ونقلت صحيفة “لانفورماسيون” عن مصادر أن السلطات استوردت الغاز الطبيعي في الشهور الأولى من هذا العام بقيمة 12 مليار و315 مليون يورو، بزيادة 328٪ عن نفس الفترة من عام 2021.

وتشير مصادر الصحيفة إلى أن الرقم الإجمالي قد يرتفع إلى 40 مليار يورو سنويا في هذا العام. تضاف إليه تكلفة واردات الغاز ما بين 5500 و 7000 مليون يورو لصيانة إضافية للنظام في شكل ضرائب وبنية تحتية.

وإذا كان الغاز في طريقه لتجاوز 40 مليار يورو من الواردات هذا العام، فإن النفط والفحم ومشتقاته ستضيفان عبئا أكبر، بحسب الصحيفة.

واستوردت إسبانيا منتجات طاقة بقيمة 43,843 مليون يورو في الفترة من جانفي إلى جوان، بزيادة 140٪ على أساس سنوي، وتقريبا بنفس القدر في عام 2021 بأكمله. وقد أدى ذلك إلى عجز في الميزان التجاري يتجاوز 25000 مليون في الأشهر الستة الأولى من عام 2022.

وعلى عكس فرنسا وألمانيا، ليس لإسبانيا بديل عن الغاز وتسعى لرفع وارداتها من الغاز الجزائري رغم الخلاف الدبلوماسي بين البلدين.

وتستورد إسبانيا جزءا كبيرا من غازها من الجزائر، خصوصا عبر خط أنابيب ميدغاز الذي يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بحقول الغاز التي تديرها شركة  “سوناطراك”.