-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدريد تطلب ترفض رواية التحريض وتطلب التوضيح

صدام بين إسبانيا والمخزن على مذبحة مليلية

محمد مسلم
  • 4600
  • 0
صدام بين إسبانيا والمخزن على مذبحة مليلية

لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا قبل أزيد من ثلاثة أشهر، يحدث الاصطدام بين حكومة بيدرو سانشيز ونظام المخزن المغربي، بشأن “مذبحة” المهاجرين غير الشرعيين على أسوار مدينة مليلية، التي تورط فيها الدرك والأمن المغربيين، أمام أنظار نظرائهم الإسبان.

ومنذ انكشاف فظائع هذه الفضيحة المدوية وتحول الرباط إلى متهم، سارع نظام المخزن المغربي في خطوة تثير السخرية، إلى اتهام الجزائر بالوقوف وراء تحريض المهاجرين الأفارقة على اقتحام حواجز مدينة مليلية المحتلة، وفق ما نقلته تقارير إعلامية إسبانية عن مصادر مقربة من سفارة نظام المخزن في مدريد، في محاولة يائسة لإبعاد الانتقادات الموجهة إليه.

مستفيدة من أخطائها السابقة، الحكومة الإسبانية وفي أول رد فعل لها على محاولات المخزن التنصل من مسؤولياته فيما وقع للمهاجرين، رفضت مجاراة نظام المخزن، باتهام الجزائر جزافا، ودعت إلى توضيح ما جرى يوم “الجمعة الأسود”.

موقف الحكومة الإسبانية هذا عبر عنه وزير أوروبا والشؤون الخارجية، خوسي مانويل ألباريس، الذي قال في حوار خص به قناة “أنتينا 3” وأوردته بعض مقتطفاته وكالة “يوروبا براس” الإسبانية: “لن أقف إلى جانب أولئك الذين يريدون تحميل المسؤوليات من دون معرفة ما حدث”، وذلك ردا على تسريبات منسوبة لنظام المخزن المغربي اتهم فيها الجزائر، كما سبق.

وكان وزير الخارجية الإسباني قد وقع في زلة كبيرة في العاشر من الشهر الجاري، عندما طار إلى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، مشتكيا من روسيا التي اتهمها بتأليب الجزائر على المصالح الاقتصادية الإسبانية، وهي الشكوى التي ارتدت عليه وجعلته محل سخرية من قبل الأوساط السياسية في بلاده، كما نال حصته من الانتقاد في الجزائر بوصفه “دبلوماسيا هاويا” و”مؤجج فتن”، وفق ما جاء في مقال رأي أوردته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية حينها.

وركز المسؤول الإسباني على أهمية أن “يقوم نظام المخزن ومعه إسبانيا بما يثبت أنهما يريدان توضيح ما جرى”، بما يساعد الجهات القضائية المكلفة بالتحقيق، رافضا الانسياق وراء مزاعم نظام المخزن، كما رفض المسؤول الإسباني الرواية التي سوقتها الرباط والتي مفادها أن الآلاف من المهاجرين الأفارقة نفذوا هجوما على الحواجز الفاصلة بين التراب المغربي ومدينة مليلية المحتلة، وهي الرواية التي لقنتها الرباط لسفير الكاميرون لديها، محمدو يوسوفو، الذي شذ عن القاعدة وراح يتهم الضحية ويبرئ الجلاد.

ولأول مرة يحدث تباين في وجهات النظر بين مدريد والرباط بشأن قضية حساسة كانت ولا تزال من بين الأسباب التي أدت إلى توتير الأجواء بين البلدين العام المنصرم، كقضية الهجرة غير الشرعية، ما يعني أن إسبانيا لم تعد تبلع كل ما يأتيها من جارتها الجنوبية، التي ورطت حكومة بيدرو سانشيز، في أزمة غير مسبوقة مع الجزائر، التي تعتبر شريكا لا مناص منه في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.

ومنذ اندلاع الأزمة بين الجزائر ومدريد في النصف الثاني من شهر مارس المنصرم، على خلفية استسلام إسبانيا لابتزازات نظام المخزن المغربي، بدعم مقترحه للحكم الذاتي في الصحراء الغربية المحتلة، قامت القيامة في الداخل الإسباني على حكومة بيدرو سانشيز، وحملتها مسؤولية توتير العلاقات مع الجزائر، كما ساهمت هذه الأزمة في خسارة مدوية للحزب الاشتراكي الحاكم، في الانتخابات الإقليمية التي جرت في مقطعة الأندلس قبل نحو أسبوعين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!