-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المتحدث باسم حزب "البعث" العراقي خضير المرشدي لـ"الشروق":

صدام حسين أدى دوره وكان له ما أراد في وقفة عز وبطولة لن يشهد لها التاريخ مثيلاً

صدام حسين أدى دوره وكان له ما أراد في وقفة عز وبطولة لن يشهد لها التاريخ مثيلاً
أرشيف

30 ديسمبر 2006 – 30 ديسمبر 2023، 17 سنة تمر على ذكرى إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بتلك الطريقة الدراماتيكية التي لم يعهدها العالم، إعدام تم توثيقه وبث مشاهده، تزامنا وذكرى عيد الأضحى، في عدد لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض، والأسرار التي لم يتم كشفها لحد الساعة عن كيفية توقيف صدام ومن كان وراء الوشاية به، ولماذا تم الإعدام بتلك الطريقة البشعة.
كذلك وبعد 17 سنة، ماذا بقي من حزب “البعث” الذي قاده صدام؟ وهل لايزال لهذا الفضاء السياسي مستقبل في العراق؟ وهل يقف الحزب إلى جانب حركة “حماس” المدعومة من إيران، الخصم اللدود للبعث وصدام، في حربها ضد الكيان الصهيوني؟
وفي هذه الظرفية، تعود “الشروق” للبحث فيما جرى ذلك اليوم وأين يقف حزب “البعث”، مع المتحدث باسمه الدكتور خضير المرشدي، الذي يؤكد دعم “البعث” لـ”حماس” في حربها ضد الكيان الصهيوني، ويؤكد استمرار تواجد الحزب الذي يقول عنه إنه “فكرة عربية وإنسانية أصيلة وعميقة تمثل جوهر حقيقة الأمة العربية المستندة على ثلاثية النشأة التي تتلخص في وطنية القومية وقومية الاشتراكية والربط الجدلي بين العروبة والإسلام”.
وعن صدام حسين، فيؤكد المرشدي أنه “أدى دوره التاريخي قائداً فذاً للحزب وبطلاً قومياً للعراق والأمة، وكان من المتوقع أن يقع أسيرا أو يرتقي شهيداً وكان له ما أراد في وقفة عز وبطولة لن يشهد لها التاريخ مثيلاً”، ويؤكد كذلك أن أمريكا لم تتوان عن استخدام أي طريقة قذرة لقتل العراقيين.

لنبدأ من التطور الأبرز على الساحة الدولية، وهو عملية “طوفان الأقصى” ما موقف حزبكم من الأحداث في غزة؟ وما موقفكم تحديدا من “حماس” باعتبارها حليفا لإيران التي تعتبرونها عدوكم الأول؟
كان موقف حزب “البعث العربي الاشتراكي” ولا زال وسيبقى هو أن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع وجود ويؤمن بتحرير كامل فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية العربية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فبعد صولة “طوفان الأقصى” المباركة التي أرعبت الصهاينة وكشفت عورتهم وبينّت هزالة دولتهم وأثبتت جبنهم وحتمية زوال كيانهم.
هذا الكيان المجرم اللقيط قد فقد وعيه وأضاع رشده ولم يستفق من هول الصدمة، نتيجة الضربات الموفقة التي وجهها له شباب المقاومة الفلسطينية الباسلة، وهو الذي ينتهك الحقوق والحرمات ويزهق الأرواح طيلة 75 عاماً من الاحتلال، لم يستجب خلالها لنداءات الحق ولم يحترم القرارات الدولية مستهتراً بكل الأعراف والمواثيق وممعناً في القتل والتطهير العرقي لشعب عربي عريق مالك لهذه الأرض منذ آلاف السنين، بدلاً من أن يتعلم هذا الكيان ويتعظ من أحداث الماضي وضرورات الحاضر ومقتضيات المستقبل، وتغيّر طبيعة الصراع الدولي الذي سوف لا يكون لصالحه كما يتمنى هذا الكيان.
إن ما نراه اليوم من جرائم وحشية رهيبة يرتكبها هذا الكيان المسخ الملطخ تاريخه بدماء الأبرياء والقائم على الفساد والمضاربة والكذب والدعارة والرذيلة والبغاء، بمعونة ومشاركة أمريكية وبريطانية وغربية، وبتواطؤ مذل من بعض الدول العربية وسكوت البعض الآخر أو إصدار بيانات خجولة لا ترقى لخطورة ما يجري ضد بلد وشعب عربي عزيز، لهو دليل أكيد على الهزيمة النفسية والمادية التي أصابت الصهاينة جراء الفعل التاريخي البطولي للمقاومة الفلسطينية الباسلة، في ذات الوقت، فإنه يعرّي النظام الرسمي العربي ويلحق العار بمن يغض النظر عن جرائم الكيان بحق شعب بريء أعزل لا ينشد سوى انتزاع حقوقه المشروعة وتحرير أرضه ووطنه والعيش بحرية وكرامة وأمن وسلام.
أما موقف الحزب من حركة “حماس”، فإنه رغم الاختلافات الفكرية والسياسية بين “البعث” وحركات الإسلام السياسي قاطبة ومنها حركة “حماس” إضافة إلى تحالفاتها مع إيران، فإن الحزب يلتقي معها نضالياً وجهادياً في موقفها البطولي في التصدي للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية، وهذا موقف مبدئي ثابت للحزب في تعامله مع قضايا الأمة الكبرى وفي مقدمتها قضية فلسطين.
“حزب البعث” يتجاوز ويسمو فوق كل الاختلافات الفرعية عندما يتعلق الأمر بمصير الأمة العربية ومستقبلها، وفق هذا المفهوم، فإننا في خندق واحد ومصير مشترك مع المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها.

في ذكرى إعدام صدام حسين الموافق لـ30 ديسمبر 2006، نعود إلى قصة القبض عليه واكتشاف مخبأه، هناك اتهامات بالوشاية به توزع يمينا وشمالا، فهناك مثلا من بتهم آل النامق أصحاب المزرعة التي كان لها المخبأ بالوشاية به، وهناك من يتهم مرافقه إبراهيم المسلط بأنه الواشي، أنتم في الحزب ما هي روايتكم لما حدث؟
المهم بالنسبة للحزب أن الرفيق الشهيد صدام حسين، رحمه الله، قد أدى دوره التاريخي قائداً فذاً للحزب وبطلاً قومياً للعراق والأمة، وكان من المتوقع أن يقع أسيرا أو يرتقي شهيداً وكان له ما أراد في وقفة عز وبطولة لن يشهد لها التاريخ مثيلاً.
أما من الذي قد أخبر عنه، فإنها روايات نتركها للتاريخ.

كانت هناك محاولات لتهريب صدام من سجنه الأمريكي وباءت بالفشل، نريد تفاصيل عن هذه المحاولات ما هي الخطط التي وضعت وقتها؟ من كان سينفذها وكيف سار التنفيذ؟ ولماذا باءت بالفشل؟
هذا غير صحيح، بحكم أن المحتلين الأمريكان كانوا يحتجزون الرئيس تحت إجراءات أمنية مشدّدة للغاية.

العديد من قيادات النظام البعثي الذين أسرهم الأمريكان ولم تنفذ بهم أحكام الإعدام توفوا بالسرطان، هل هذه صدفة؟
رغم أن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها الجيش الأمريكي بحق العراقيين الأبرياء قد فاقت التصور، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من مليوني شهيد عدا الجرحى والمعوقين، لذا فإنها لن تتوانى عن استخدام أي طريقة قذرة لقتل العراقيين، الأمر الذي يقتضي التحقيق باستشهاد القيادات الوطنية بعد إطلاق سراح البعض منهم وهو الذي لم ينجز في ظل سلطة عميلة، تعمل هي الأخرى على إزهاق أرواح الأبرياء وقتلهم بدم بارد لمجرد التظاهر للمطالبة بلقمة عيش أو الحصول على فرصة عمل.
علينا أن ندرك طبيعة تعاملها الانتقامي وغير الإنساني وغير الأخلاقي مع قيادة الحزب والدولة المحتجزة ظلماً، منذ عام 2003 وحتى اللحظة.

هل ما زال حزبكم يطمح إلى العودة إلى الحكم في العراق؟
يناضل حزب “البعث العربي الاشتراكي” منذ عام 2003 وحتى اليوم إلى تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي والإيراني وإنهاء النفوذ والتدخل الأجنبي وتغيير النظام السياسي الطائفي المتخلف والفاسد الذي أنشأه الأمريكان والصهاينة كنواة لمشروعهم في الشرق الأوسط الكبير، والذي تقوده إيران بصورة مباشرة وغير مباشرة.
ويسعى لإقامة النظام الوطني الديمقراطي التعدّدي الذي يعيد للعراق وحدته وكرامته واستقلاله ويحفظ انتمائه العربي ويستثمر ثرواته الوطنية، بما يحقق الحياة الحرة الكريمة لشعب العراق العزيز، وبذلك، فإن “البعث” يلتحم مع الشعب كحالة واحدة في ثورته المتصاعدة لتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي لتحرير العراق وبنائه.

هل هناك إمكانية للتقارب بينكم وبين السلطة الحالية في بغداد؟
إن موقف حزب “البعث” من السلطة الحاكمة في العراق يستند إلى حقيقة واحدة هي رفضه القاطع للمشاركة في العملية السياسية الباطلة والفاشلة والفاسدة التي أنشأها المحتلون، والتي قد أوصلت العراق إلى مستوى خطير من التردي والتراجع والتخلف والتجويع والإفقار المادي والمعنوي والعلمي والمعرفي والأخلاقي، وهو كما ذكرنا يسعى بمختلف الوسائل المشروعة لتغيير هذه العملية الساقطة والفاسدة، وكتابة دستور جديد للعراق يضمن حقوق جميع فئات الشعب.
“البعث” لم ولن يلتقي مع أي طرف إلا بما يحقق هذه الأهداف.

ماذا تبقى من حزب “البعث” بعد 17 سنة من سقوط نظام صدام؟
“البعث” فكرة عربية وإنسانية أصيلة وعميقة تمثل جوهر حقيقة الأمة العربية المستندة على ثلاثية النشأة التي تتلخص في وطنية القومية وقومية الاشتراكية، والربط الجدلي بين العروبة والإسلام.
“البعث” يحمل أهداف الأمة في الوحدة والتحرر والعدالة الاجتماعية ويجسّد تطلعاتها نحو مستقبل حضاري متجدّد، لذلك، فهو متأصل في بنية كيان الأمة، فحزب بهذا العمق وهذه الأصالة لا يمكن أن ينتهي بانتهاء حقبة حكم قد أزيلت بفعل الاحتلال، ولن يرتبط مصيره بمصير القادة رغم أهمية دورهم التاريخي في قيادة الفكرة، ومن هنا أستطيع القول أن “البعث” باقٍ ببقاء الأمة، وهو في طور النهوض بعد أن تعرض لحملة شرسة من الاجتثاث الداخلي.
ورغم ما يمر به من عقبات تنظيمية، يسعى لتجاوزها بنجاح ومسؤولية واقتدار.

هناك من يقول إن حزب “البعث” في العراق انتهى في مطلع السبعينيات عندما سيطر صدام، نائب رئيس الدولة وقتها على السلطة الفعلية ولم تعد مؤسساته تمارس وظيفتها وأقصيت إطاراته ليحل محلها عناصر موالية لصدام ليس لها أي رصيد نضالي، ثم جرى إقصاء البعثيين الحقيقيين بصفة تامة في 1979 بعد حادثة قاعة الخلد حين صفي عدد من الكوادر وجرى ترهيب الباقين ومضى صدام وعصبته في السيطرة على مفاصل الحزب والدولة؟
إن الحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث أن قيادة الحزب في العراق، حينها، قد رصدت بالوثائق والأدلة المسجلة بالصوت والصورة وباعترافات أمام كوادر الحزب كافة، وكشفت عن مؤامرة مكتملة الأركان قامت بها زمرة مشبوهة تسعى لإسقاط حكم “البعث” بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين، رحمه الله، وتسليم العراق لقمة سائغة لنظام الأسد المتحالف إستراتيجياً مع إيران.
وبذلك، فقد تخلص “البعث” من عناصر هذه الزمرة المتآمرة ونقّى صفوفه من المخربين والضعفاء وعديمي الإيمان، لينطلق مناضلوه في قيادة مسيرته الظافرة لبناء العراق مادياً وفكرياً وثقافياً وعلمياً، وحقق إنجازات حضارية عظيمة جعلت من العراق دولة مهابة في المنطقة والعالم.

هل يمارس “البعث” حياته الحزبية ويعقد مؤتمراته؟ وهل لديه هياكل في المحافظات؟
لعل من الحقائق الثابتة أن “البعث” يتواجد حيثما يتواجد العراقي الوطني المخلص الشريف، لذلك، فإنك ينبغي أن تثق أنه في كل بيت وقرية وناحية ومدينة، ولن تجد في العراق بيتاً دون أن تكتشف أن لـ”البعث” حصة فيه، ولعل هذا هو السر الذي يرعب السلطة الحاكمة في العراق ويخيفها من مجرد ذكر اسم “البعث”، رغم مرور عقدين من الاجتثاث والمطاردة والحرمان والتهجير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!