-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تسافران في سيارات مهترئة تحت حرارة 45 درجة

صديقتان تقطعان 600 كلم يوميا لاجتياز البكالوريا بتبسة

ب. عيسى
  • 14920
  • 9
صديقتان تقطعان 600 كلم يوميا لاجتياز البكالوريا بتبسة

“أليس من حق الراسب في شهادة البكالوريا أن يعيدها مع الأحرار؟”، سؤال كان أول ما نطقت به سامية.ب، صاحبة الـ21 سنة، ابنة بلدية فركان التابعة لدائرة نقرين بولاية تبسة وهي تهتف للشروق اليومي لتروي ما تعانيه من مصاعب وصفتها بالجحيم، برفقة صديقتها لجين منذ أن قررتا بعزيمة كبيرة معاودة شهادة البكالوريا التي فشلتا فيها خلال السنة الماضية ضمن الإطار النظامي بسبب تداعيات كورونا، التي أوقفت في ثانويتهما فركان الجديدة الدراسة من دون أن يتوفر لهما أساتذة دروس خصوصية، خاصة في المواد الأساسية مثل الفلسفة والأدب العربي والإنجليزية.

اتصلت سامية وكانت إلى جانبها لجين صاحبة العشرين من مركز الامتحان بمدينة الونزة التي تبعد عن مدينتها فركان على الحدود مع بسكرة، بثلاث مئة كيلومتر، مباشرة بعد أن أنهتا امتحان التربية الإسلامية في شعبة الآداب في الحصة المسائية، وهما تذرفان الدموع من التعب والخيبة، فقد غادرتا مسكنيهما في مدينة فركان في حدود الثالثة قبل الفجر مع الإشارة إلى أن تبسة معنية بالحجر الصحي الممتد من الرابعة صباحا إلى منتصف الليل، وأجبرتا على ابتلاع ساعة كاملة من زمن حصة التربية الإسلامية من أجل ركوب سيارة كلوندستان من مركز الامتحان بالونزة للعودة إلى تبسة، حيث حدّد لهما سائق سيارة كلوندستان توقيت العودة إلى فركان في الساعة السادسة مساء، وإلا سيعود دون انتظارهما.

كان تمسكهما باجتياز الامتحان، بل وبالنجاح هذه المرة هو الذي جعلهما تتواجدان خارج البيت لمدة 20 ساعة كاملة من 24 ساعة في اليوم الواحد، وتقطعان ما بين الذهاب والإياب من فركان إلى مدينة تبسة 200 كلم ومن تبسة إلى الونزة 100 كلم ذهابا وإيابا مسافة 600 كلم كاملة في اليوم وتنفقان في الرحلة الأولى 1500 دج وفي الثانية 1000 دج أي بمجموع مضاعف يصل إلى نصف مليون سنتيم في اليوم الواحد لكل واحدة منهما، في سيارات قديمة، من دون مكيف وفي درجة حرارة لم تنزل في اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا عن 45 درجة تحت الظل في كامل ولاية تبسة، ويبقى الأغرب هو أن مدينة الونزة العريقة والكبيرة لا تمتلك أي فندق، لأجل ذلك لا يمكن لأي زائر سوى أن يعود أدراجه منها في نفس اليوم كما هو حال سامية ولجين.

“الشروق” اتصلت بمدير التربية السيد لخضر بن مزوز الذي تم تنصيبه حديثا، وسألته عن بعد المسافة الذي جعل أكثر من 1300 ممتحن يغيبون في اليوم الأول في ولاية تبسة ومنهم المئات من النظاميين، فقال بأن التقسيم من صلاحيات الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات الذي مقرّه في العاصمة وله فرع جهوي في مدينة أم البواقي، ووعد بمحاولة التنسيق في الموسم القادم وتقديم الأحسن من حيث الجغرافيا للأحرار كما للنظاميين، خاصة وأن الأحرار نفوا أن تكون الأقسام التي امتحنوا فيها مزودة بالمكيفات وبأن الماء الذي قدّم لهم كان ساخنا جدا وغير صالح للشرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • جواد ريحان

    هل كاتب المقال تحدث للفتاتين أم ألف القصة من وحي خياله؟ المسافة أقل بكثير مما ذكر في المدينة فندق وضع خصيصا للممتحنين الوافدين من كل بلديات الولاية و بعائلاتهم و مرافقيهم طيلة أيام الإمتحان و تكفلت بهم جمعية خيرية مأكلا و مشربا و طبعا بتبرع العديد من أهل الخير بالمدينة و إن أردت نقل مباشر من الفندق أو صور الضيوف بالفندق .. فلا مانع .. المهم أن تنشر مقال تفند فيه هذا الخلط

  • zinedine

    الدوفيس تاع الشعب في الجزائر ينفق في شراء السيارات الخاصة التي هي مسؤولية الخواص ورجال الأعمال والتجار! بدلا من إنفاقه على البنى التحتية ووسائل النقل ومراكز التعليم الملائمة لأبناء وبنات الشعب اجزائري!

  • الحق احق ان يتبع،

    رحوا تزوجوا خير من تضيع الوقت. الجامعة مضيعة للوقت.

  • دولة ميؤوس منها

    قلها لذوي الحقوق ليأكل 7 ملاير$ كل سنة في كروشهم إلى خارج ، وزارة المجاهدين لتنشط من جديد لتغفيلنا هما عندهم كل الحقوق وإمتيازات ومناطق الظل تقعد ظل . مثى نتخلص من هذا ناس لهلك البلاد . كم مستشفى وجامعة و مخبر وو.... نبنيه كل سنة بي ميزانية وزارة Les Vautours

  • حسبنا الله ونعم الوكيل

    بخصوص توقيت الحجر ..لماذا لم يفكرا في تصريح امني للسماح لهم بالتنقل اوقات الحظر والخروج او الدخول بكل راحة دةن ان يستعمل صاحب سيارة الكلوندستان السرعة ..

  • حسبنا الله ونعم الوكيل

    هذه الجزائر القديمة والجديدة كل يوم نسمع التعفن الماساة لم تجد من يكبحها ..كب مسؤول ياتي يسمم القوم بالوعود ..اللهم ياربي لن طالب العلم بين يديك فسهل للممتحنين سبل النجاح

  • مريم

    اتمنى لكن كل الحظ الوافر والتوفيق والنجاح باذن الله العلي القدير.. لا يسعنا القول الا حسبنا الله ونعم الوكيل في اصحاب القرار و عديمي الانسانية والضمير .. الا يمكن لمسلم ان يستقبلهن بمنزله مع اولاده... لا حول ولا قوة الا بالله.. القبر ات شئتم ام ابيتم كرها او طواعية فليعمل كل امرء ما شاء...

  • Youcef

    وكأن صاحب المقال يتحدث لغة أخرى، أسلوب ركيك حقا

  • إسماعيل الجزائري

    كيف حسبتُم 600 كلم يرحم والديكم؟ ألم يكن ممكنا أن تجريا النمتحان في بير العاتر أو تبسة على الأقل؟؟؟!!!