-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوفد الجزائري يرفع شعار "عودة إفريقيا للإفريقيين"

صراع خفي بين الجزائر وفرنسا في كواليس المهرجان الإفريقي للسينما

الشروق أونلاين
  • 5797
  • 0
صراع خفي بين الجزائر وفرنسا في كواليس المهرجان الإفريقي للسينما

تشهد كواليس الدورة الواحدة والعشرين من المهرجان الإفريقي للسينما، بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، حربا غير معلنة بين الجزائر وفرنسا حول ما تعتبره باريس “منطقة طبيعية” لنفوذها الثقافي.

  • فالكثير من الشواهد “تفضح” بأن هذه الأخيرة غير مرتاحة لعودة الجزائر القوية إلى المحفل الثقافي الإفريقي، وحضورها المتميز في الـ”فيسكابو”، متحدية التأثير المغربي القوي في بوركينا فاسو.
  • الصراع الجزائري الفرنسي هو ترجمة لاختلاف جذري في التعاطي مع الثقافة الإفريقية، بين جزائر تريد أن تعود إفريقيا إلى أهلها، وبين باريس تسعى إلى إبقاء جزء من القارة طابورا للغتها. وفي حين أن فرنسا تقرر دعم السينمائيين الفرانكفونيين، تقرر الجزائر دعم كل السينمائيين الأفارقة بغض النظر عن لغاتهم.
  • صراع الكواليس بدأ بمحاولات التضييق على الوفد الجزائري، عبر حرمانه من شارات المرور ودعوات حفل الافتتاح، مما استدعى تدخل السفير الجزائري، واحتجاج رئيسة ديوان وزيرة الثقافة، السيدة زهيرة ياحي، رسميا، وبلغ مداه عندما قوبل عرض الجزائر الساعي إلى دعم المهرجان بجائزة مالية، بالرفض بحجة أن الألفين وخمسمائة أورو المقترحة لا تفي بالغرض، وعلى الرغم من رفع قيمة الجائزة إلى 4 آلاف أورو، إلا أن مندوب عام المهرجان، السيد وودراوغو، فضل الصمت وعدم الرد.
  • واغتنمت البعثة الجزائرية إلى الدورة الـ21 من المهرجان الإفريقي للسينما والسمعي البصري، أول أمس، لتعلن عودة الجزائر القوية إلى الفضاء الثقافي الإفريقي، وذلك عبر تنظيم ندوة صحفية وحفل استقبال حضرهما عدد كبير من الإعلاميين والسينمائيين الأفارقة والأجانب.
  • بداية اليوم الجزائري كانت بعرض المخرج خالد بن عيسى لفيلمه القصير “اسكتوا”، وانتهى بعرض المخرج الياس سالم لفيلم “مسخرة”، قبل أن ينشط كل من السيدة زهيرة ياحي، والسيد أحمد بجاوي مدير الصندوق الوطني لدعم السينما، بحضور سفير الجزائر في واغادوغو، ندوة صحفية بفندق “أزالاي”، أكدا فيها حرص الجزائر على تكريس امتدادها الإفريقي ثقافيا من خلال احتضان الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي، ومن خلال تقديم الدعم للمبدعين الأفارقة “بغض النظر عن لغتهم”، كما قالت السيدة ياحي.
  • في نفس الاتجاه، كشفت ياحي عن إمضاء اتفاقية تعاون مع وزارة الثقافة البوركينابية. كما أعلن السيد بجاوي عن إطلاق مشروع “4 في 4″، الذي ستدعم من خلاله الجزائر إنتاج 4 أفلام طويلة و4 أخرى قصيرة، تجمع بين سينمائيين جزائريين وأفارقة. كما ذكر بالاتفاقية السينمائية التي أمضتها الجزائر مع بريتوريا، والتي ستثمر قريبا جدا إنتاج فيلم للمخرج الجزائري لامين مرباح، حول حركات التحرر في إفريقيا، وآخر للمخرج الجنوب إفريقي سليمان رمضان.
  • حضر الندوة الصحفية عدد كبير من الإعلاميين والسينمائيين، والتي سمحت لهؤلاء بطرح استفهاماتهم وانشغالاتهم العادية و”الغريبة”، كما سمحت للوفد الجزائري برفع اللبس عن بعض الجوانب المتعلقة بالتوجه الثقافي الإفريقي للجزائر.
  • في نفس الفندق، ومباشرة بعد الندوة، نظم سفير الجزائر بواغادوغو حفل استقبال على شرف الوفد الجزائري، عرف حضور الكثير من الأسماء السينمائية الإفريقية اللامعة، كما هو الشأن بالنسبة للنجم البوركينابي داني كوياتي، الحائز أخيرا على جائزة الدب الذهبي لأحسن ممثل بمهرجان برلين عن دوره في فيلم المخرج الجزائري بوشارب.
  •   
  • قالوا لـ”الشروق”
  • زهيرة ياحي:
  • “الاهتمام الجزائري بالثقافة الإفريقية لا علاقة له بالمصالح السياسية، ففي الأصل نحن مغاربيين ومسلمين وبربريين وإفريقيين أيضا، أما الحدود فوضعها الاستعمار، كما أن اليد الجزائرية الممدودة باتجاه الجنوب تعبر عن خيار استراتيجي لا يتوقف عند المهرجان الثقافي الإفريقي بدليل أن السلطات الجزائرية قالت نعم لاحتضان المتحف الإفريقي الكبير، كما قالت نعم لدراسة الجدوى الخاصة بالعهد الثقافي الإفريقي، وهي كما ترون مشاريع يتطلب إنجازها عقدا أو عقدين”.
  • أحمد بجاوي:
  • “لا خوف على السينما في المهرجان الإفريقي للثقافة، قد يعتقد البعض بأننا متأخرون، لكننا نطمئنهم بأننا سنكون في الموعد، خاصة وأن رئيس الجمهورية يحرص شخصيا على دعم المهرجان وإنجاحه، وهذا لم يكن موجودا من قبل في الجزائر”
  • كريم آيت أومزيان، مدير المركز الوطني للسينما
  • “أهم مساهمة سيقدمها المركز لإنجاح الجانب السينمائي في المهرجان هي وضع الوسائل التقنية الضرورية تحت تصرف المنظمين، ومن ذلك تخصيص حافلات سيتمائية لتمكين مواطني الولايات الداخلية من مشاهدة الأفلام الإفريقية”.
  • كواليس
  • ـ  شهدت الندوة الصحفية التي نشطها الوفد الجزائري مناظرة بين مجموعة من الصحفيين الأفارقة حول عدد دورات المهرجان الثقافي الإفريقي، ففي حين أصر أحدهم بأن لاغوس النيجيرية احتضنت الطبعة الثانية، أفحمه آخرون بالحجة والبيان بأن ذلك المهرجان خصص للفنون الزنجية، وبأن الجزائر وحدها احتضنت الطبعة الأولى وستحتضن في جويلية القادم الطبعة الثانية، مما كفى بجاوي وياحي عناء الرد.
  • ـ اغتنم نائب رئيس جامعة واغادوغو فرصة الندوة الصحفية ليطالب الرسميين الجزائريين بالرد على طلب مؤسسته بالمشاركة في المهرجان الإفريقي، وهو ما كان له بعد الندوة، حيث مكنته رئيسة ديوان وزيرة الثقافة من المعلومات اللازمة.
  • ـ في ردها على سؤال حول إمكانات الجزائر لاحتضان تظاهرة بحجم المهرجان الثقافي الإفريقي، ردت ياحي “تعالوا إلى الجزائر وسترون بأننا قادرون على تنظيم أكبر من هذا”.
  • ـ منح أعضاء الوفد الجزائري في المهرجان الإفريقي العلامة الكاملة للسينما السفارة الجزائرية بواغادوغو على كل المجهودات الكبيرة التي بذلتها من أجل تسهيل عمل البعثة وتوفير وسائل الراحة لها.
  • ـ قضى أعضاء الوفد الجزائري ثلاثة أرباع وقتهم في الكواليس تفاوضا وإقناعا من أجل إنجاح المخرجان الإفريقي، مما دفع بأحد السينمائيين الماليين إلى التعليق بقوله “الجزائريون ملوك الكواليس”.
  • ـ رد السيد أحمد بجاوي مازحا على صحفي طلب منه التعريف بنفسه، بأنه تزوج أثناء الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي الإفريقي، وكان كبار المخرجين الأفارقة يتقدمهم الراحل يوسف شاهين شهودا على قرانه، وبأنه يستعد لعقد قران آخر على نفس الزوجة في جويلية القادم بمناسبة الدورة الثانية للمهرجان.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!