صفر في امتحان الزواج!
لو كانت المرأة مجبرة على الخضوع لإمتحان الزواج الذي يكشف عن قدراتها النفسية والإجتماعية والأخلاقية في قيادة سفينة الحياة الزوجية إلى بر الأمان، كم امرأة ستنجح في هذا الإمتحان؟، وكم واحدة ستضطر إلى العودة إلى بيتهم وهي تشد شعرها وتشق ثيابها؟.
من المؤكد أن الخضوع لمثل هذا الإمتحان، سيتسبب في إفلاس الحلاّقات، وسيفوت على أصحاب قاعات الأعراس فرصة ملء جيوبهم من عائدات الإيجار، وسيجنب الطرقات الكثير من الزحام الذي تسببه مواكب الأعراس، وسيوفر على والد المتقدمة للإمتحان مصاريف تثقل الكاهل، ولكنه بالتأكيد سيسبب الضغط والسكري لوالدتها التي ستفكر حينها في كيفية تأهيل ابنتها للحياة الزوجية قبل أن تمضي بقية حياتها”بايرة”.
ولوكان على المرأة أن تخضع لإمتحان”إثبات”القدرة على الزواج، هل كانت مئات الآلاف من الفتيات القادرات على تحمّل مسؤولية الإرتباط، قد ضاعت عليهن فرص تكوين أسرة، وأغلقت عليهن العنوسة دائرتها الضيقة؟.
وطالما أن الزواج لا يلزم المقبلات عليه بمثل هذه”التصفيات”، فلا غرابة أن “تزحف”إليه الكثيرات من المراهقات وفاقدات العقل والدين و”مكسرات اليدين” اللواتي لايملكن من روح المسؤولية ما يؤهلهن للقيام بشؤون البيت وتربية الأطفال والحفاظ على الإستقرار.
فهل المرأة التي تقوم بإفشاء أسرارها الزوجية لصديقاتها وزميلاتها في العمل وتكشف عيوب زوجها في المجالس، تستحق الزواج؟وهل المرأة التي تمضي أكثر وقتها في الأبواب والنوافذ تراقب الناس وبيتها غارق في الفوضى والأوساخ، تستحق الزواج؟ وهل المرأة التي تسارع إلى قلي البطاطا أو البيض قبل لحظات من عودة زوجها وأطفالها من العمل والمدرسة لأنها كانت منشغلة بالحديث في الهاتف أو مع الجيران، تستحق أن تكون زوجة وأما؟ وهل المرأة التي تقوم بسلوكات مشينة وتتصرف تصرفات صبيانية أمام أطفالها تستحق أن يفتح لها بيتا، ويحرر لها عقد زواج؟.
هناك نماذج لاتحصى من نساء لا يملكن من الأنوثة إلاّ الإسم، نساء فاقدات الأهلية للزواج، وغير قادرات على تحمّل مسؤولية الأسرة بتبعاتها الكثيرة، ومع ذلك خضن تجربة الحياة الزوجية وسلبن منها المودة والرحمة والإستقرار لأنهن لم يخضعن للإمتحان، وإلا كانت سحبت منهن رخصة الزواج.