الجزائر
خلافات بين وزارة الشؤون الدينية ومتعاملين خواص تكشف المستور

صفقات بالملايير.. والجزائريون يحفظون القرآن من مصاحف مليئة بالأخطاء!

بلقاسم حوام
  • 6725
  • 58
ح.م

قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بعث اللجنة الوزارية لتدقيق ومراجعة نسخ المصحف الشريف، التي نصبها الوزير مؤخرا، بعد الجدل الكبير الذي صاحب كشف الكثير من أخطاء المصاحف المعتمدة من الوزارة، والتي تملأ مكتبات المساجد والمدارس والجامعات، كما أعلنت الوزارة سحبها لبعض المصاحف التي تحمل أخطاء على غرار “مصحف الحاذق الصغير” الذي ضبطه ونسقه عبد الحميد رياش، الذي بدوره اتهم الوزارة بخيانة كتاب الله لسكوتها عن الكثير من الأخطاء لسنوات طويلة.
استفاقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على جملة من الأخطاء العلمية والمنهجية والإملائية التي ميزت العديد من المصاحف التي أشرفت على مراقبتها وتنقيحها ورخصت لها منذ سنوات طويلة، حيث أعلنت الخميس الماضي عن سحب بعض النسخ المتداولة من المصحف الشريف بسبب ورود أخطاء فيها، على غرار المصحف الموسوم بـ”مصحف الحاذق الصغير” الذي ضبطه ونسقه عبد المجيد رياش، حيث طلبت الوزارة من جميع أئمة المساجد سحبه من رفوف المصاحف، ودعت أساتذة القرآن الكريم في المدارس القرآنية والزوايا إلى منع تداوله بين الطلاب.
وفي سياق متصل، أعلمت كذلك الوزارة جميع متعاملي طباعة المصحف الشريف ونشره وتوزيعه أن اللجنة الوزارية لتدقيق ومراجعة نسخ المصحف الشريف قد استأنفت عملها بعد تنصيبها من الوزير، كما دعت المتعاملين الذين ألغيت رخصهم تبعا لحل اللجنة السابقة أن يتقدموا بطعون للجنة الجديدة لدراسة ملفاتهم من جديد على ضوء القواعد العلمية للرسم القرآني.

هذه خلفيات “المعركة” بين ناشرين والوزارة

وفي رده على إقدام الوزارة على سحب “مصحف الحاذق الصغير” أكد عبد الحميد رياش أن عبارة “مصحف الحاذق الصغير” هي سلسلة لمجموعة من المصاحف التي رخصت الوزارة لاستيرادها وأشرف مشايخها على تنقيحها وتصفحها، والتي جاءت بطبعات ورش وحفص والأصبهاني وتم استيرادها من مصر سنة 2013 بتصريح من الأزهر الشريف، واستغرب المتحدث في اتصال بـ “الشروق”: “لماذا لم تتحدث الوزارة عن هذه الأخطاء طيلة خمس سنوات ماضية، لماذا تحركت في هذا الوقت بالذات بعدما أقدمت شخصيّا على نشر الكثير من الأخطاء التي تحملها المصاحف المعتمدة من طرف الوزارة، هل هي حرب ضدي أو حملة لتصحيح كمّ هائل من الأخطاء المسكوت عنها، يتساءل ريّاش؟!
واتهم المتحدث الوزارة بالتستر على مصاحف تحمل أخطاء علمية ومنهجية، وذهب لأبعد من ذلك بقوله “إذا اكتشفت الوزارة الأخطاء التي حملتها مجموعة مصحف الحاذق الصغير وتسترت عنها من قبل، فهذا يعتبر خيانة لكتاب الله والوطن، وإذا تحركت الوزارة بعدما كشفت أخطاء المصاحف التي اعتمدتها هي عبر جريدة الشروق، فتحركها في هذه الحالة يعتبر تصفية حسابات ودفاعا عن النفس..”.
وبالنسبة لإعادة بعث الوزارة للجنة تدقيق ومراجعة المصحف الشريف، أكد عبد الحميد رياش أن هذه اللجنة هدفها التغطية على الكثير من التجاوزات السابقة في الترخيص لمصاحف مغلوطة وعملها ليس لله وخدمة المصحف، بل من أجل تبييض وجه الوزارة والتكفير عن أخطاء سابقة، وكشف المتحدث عن الكثير من الصفقات التي جمعته بالوزارة عبر عدة مؤسسات، متهما فيها الوزارة بالتزييف وتصفية الحسابات، مؤكدا أنها جمدت طبع أربعة مصاحف بادر إلى تصحيحها وتنقيحها سنة 2014 وكلفته 800 مليون والتي لم يظهر لها أي أثر.

مقالات ذات صلة