-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أئمة يثنون ويستحسنون الظاهرة

صلاة التراويح مُكتظة بالشباب والمراهقين

نادية سليماني
  • 467
  • 0
صلاة التراويح مُكتظة بالشباب والمراهقين
أرشيف

رمضان 2024 يُعتبر استثنائيّا في كثير من النواحي، سواء ما تعلق بانخفاض الأسعار وانعدام الطوابير وغياب التبذير، وتوفر المنتجات الأساسيّة. أما في الجانب الديني، فمساجد الوطن برمجت في رمضان ولأوّل مرّة ندوات علمية وصحّية ودينية، زيادة على مُسابقات حفظ القران المُعتادة، أمّا مرتادو المساجد خلال صلاة التّراويح، فقد حطّموا أرقاما قياسيّة في الحضور هذه السّنة، وبشهادة أئمة، خاصّة من فئتي المُراهقين والشباب.
تعمر مساجد الوطن عن أخرها خلال صلاة التراويح لهذه السّنة، في ظاهرة استحسنها كثيرون. وأكد أئمة بعض المساجد أن أعداد المصلين كانت كبيرة جدا، لدرجة باتت الأماكن فيها تُحجز مباشرة بعد صلاة الإفطار، دون الحديث عن المسجد الأعظم، الذي بات المصلون يقصدونه من مختلف بلديات الجزائر العاصمة وحتى من ولايات مجاورة.
وفي هذا الشأن، اعتبر الإمام الأستاذ، وصاحب برنامج “صوموا تصحوا” على القناة التلفزيونية العمومية، تُركي الحسن البصري، بأن ما نراه اليوم من الإقبال على المساجد هو “ظاهرة تدخل السّرور إلى القلوب، كيف لا وأنت ترى الشباب والبنات في سن الزهور وسن القوة والعطاء مع كثرة المغريات وكثرة الشواغل اليوم، يلتفون حول بيوت الله”.

شباب هجروا المغريات والملذات وتفرغوا للعبادات
وقال الحسن البصري في تصريح لـ “الشروق”، بأن ما يزيد من البهجة والسعادة هو “كثرة رواد المساجد من فئة الشباب وغيرها في صلاة التراويح، وقد اجتمعوا ليقوموا بين يدي الله- سبحانه وتعالى-، وقد آثروا بيوت الله على بيوتهم، والجلوس بين يدي الله على الجلوس في المقاهي وفي شتى الأماكن”.
وأضاف، بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- نبّهنا إلى مقياس نستطيع من خلاله معرفة إيمان العبد حين قال: “إذا رأيتم الرّجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان”، أخرجه أحمد وابن ماجة.. “والحمد لله نحن نرى في مجتمعنا خيرا ونتوسم خيرا، ففئة الشباب رغم كثرة ما يُواجهها من صعوبات وفتن في هذا الزمن، الذي وصفه الحبيب- صلى الله عليه وسلم- بأن الصّابر فيه على دينه كالقابض على الجمر”.

الجزائريون من أكثر الشعوب إقبالا على القرآن والمساجد
وأكد محدثنا، على أن الجزائر تعتبر من أكثر البلدان الإسلامية إقبالا على القرآن وإقبالا على التعاون والتلاحم في الشدائد وغيرها، قائلا: “زارنا أصدقاء من المشرق (العراق وسوريا) واندهشوا من إقبال الناس على المساجد في غير رمضان فما بالك برمضان”.
وهو ما جعله، يعتبر أن إقبال شبابنا وبناتنا على المساجد يبعث في كل مسلم يحب دينه ويحب أن تكون كلمة الله هي العليا “السّرور والسّعادة، ويُعطي لكلّ داعية وإمام وأستاذ ومصلح، دفعة جديدة وأملا جديدا ليزيد من نشاطه الذي يبذله، لأن العيون والنفوس تقرّ وترتاح إذا أدركت النتائج”.
ومن جهة أخرى، ناشد مُحدّثنا العائلات لتعليم أطفالها الصلاة وتحبيبها لقلوبهم في سنّ صغيرة والصّبر عليهم، لأن نهج النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر قائم على التدرج والصبر، فأمرنا النبي الكريم بتعليم الصغار على الصلاة فقال: “علموهم لسبع واضربوهم لعشر.”

على الأولياء الانشغال بالتربية الدّينية لأطفالهم
ويُوضّح الإمام، بأن السّبع يقصد بها الرسول- عليه الصلاة والسّلام-، سبع سنوات والعشر عشر سنوات، وهذا نوع من التدرج. وأما زرع الدين وحب الصلاة وتعليم الأطفال عبادة الصيام وغيرها فليس بالأمر السّهل، يقول سبحانه وتعالى: “قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة”.
فمن أهمّ أولويات الأولياء في هذا الوقت كثير المغريات، بحسب المُتحدث، هو الانشغال بالتربية الدينية الصحيحة للأطفال، وقال: “من المشاهد التي نجدها في زمن النبي الكريم وجود الأطفال والرضع والنساء في مسجد النبي، وقد ثبت هذا كثيرا في السنة حيث كان يبكي الصبي على أمه فيسمعه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيخفف في الصلاة رحمة بهذا الصبي وهو يريد أن يطيلها”.
وكما يجب ربط الأطفال ببيوت الله وتشجيعهم بالهدايا والحلوى والألعاب إذا قاموا بواجباتكم الدّينية خاصة الصلاة في وقتها، وحفظ سورة قصيرة من القرآن وغيرها. ليتساءل محدثنا: “إن أولادك أيّها المسلم هم زرعك في هذا الدنيا، فإن لم تُحسن الزرع وتهتم به فكيف تنتظر الحصاد والفائدة مستقبلا؟”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!