-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد عام من المنع.. "الشروق" ترافق النساء في أول صلاة تراويح

صلاة شكر.. بكاء وعناق بعد العودة إلى المساجد

كريمة خلاص
  • 1163
  • 0
صلاة شكر.. بكاء وعناق بعد العودة إلى المساجد
أرشيف

دخلن بيوت الله في أوّل أيام رمضان، بعد عام غياب.. دخلنها داعيات باكيات.. حامدات شاكرات.. مكبّرات مهلّلات.. كانت مظاهر البشرى والفرحة مرسومة على محياهن بعد أن سمح لهن أخيرا بدخول المسجد لتأدية صلاة التراويح.. أبدين في ذلك التزاما بتدابير الوقاية من فيروس كورونا والبروتوكول الصحي الموصى به.
التحقت أغلب النساء بالمسجد لتأدية صلاة التراويح قبيل أذان العشاء بنحو ربع ساعة، وقت فتح المسجد مباشرة، ضمانا للحصول على مكان للصلاة في ظل إجراءات التباعد التي حالت دون استغلال الطاقة الاستيعابية الكاملة، حيث حملن معهن السجادات والمعقمات وارتدين الكمامات حماية لأنفسهن وغيرهن، لتثبت المساجد مرّة أخرى أنّها أكثر الأماكن التي تحترم فيها البروتوكولات الصحية بامتياز.

المصليات يدشنّ دخولهن بصلاة الشكر والحمد

أوّل ما بادرت إليه المصليات بعد صلاة تحية المسجد هو القيام بصلاة الشكر والحمد بأن منّ الله عليهن بالعودة إلى بيوته والتضرع له بتخليص العالم من هذا الوباء الفتاك الذي أخلط حياة الجميع وحرمنا زيارة وملاقاة الأحبة والأهل والجيران.
واعتبر هؤلاء أنّ ركعتي الشكر هما أقل ما يمكن فعله بعد تراجع الحالة الوبائية واستقرارها في الآونة الأخيرة سائلات الله أن يديم النعمة ويحفظ البلاد والعباد.

المسنّات في الصدارة ويأبين مفارقة المساجد

“الأعمار بيد الله”، “قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا”، “أصلي وإذا جاء الموت مرحبا”.. هكذا ردّت مسنّات على من طلبن منهن عدم الحضور للمسجد مخافة الإصابة بعدوى فيروس كورونا..
وقد وقفت “الشروق” على حجم تعلق هؤلاء المسنات ببيوت الله والحرص على نيل الأجر والفضل في أداء صلاة التراويح جماعة، حيث عبرن عن تأثرهن البالغ بحرمانهن طيلة هذه الفترة الماضية من دخول المساجد جراء تهديدات الوباء.
وأكّد بعضهن، في حديثهن إلينا وهن يذرفن الدموع، بأنهن طيلة عام كامل لم يخرجن من بيتهن إلا لزيارة الطبيب وها هن اليوم تلتقين أحباءهن وكل من سأل عنهن، وعبرت هؤلاء عن سعادتهن وهن يرين بأعينهن حجم اشتياق الآخرين لهن.
واحتفظت المصليات المسنات بأماكنهن في الصفوف الأولى مستعينات بكراسي للجلوس عليها والاستراحة من حين لآخر.

الأطفال.. الغائب الأكبر عن تراويح 2021

غاب الأطفال والرضّع بشكل كامل عن صلاة التراويح، خلافا لكل السنوات السابقة وهذا التزاما بقرار المنع الصادر عن وزارة الشؤون الدينية، حيث أبدت النساء وعيا كبيرا بأهمية تطبيق القرارات وعدم المجازفة باصطحاب الأطفال، الذين لم يرافقوا أهاليهم هذا الموسم.
وأبدى الأطفال، بحسب شهادات الأمهات، امتعاضا وعدم تقبل لمنعهم، حتى إنّ منهم من بكى على ذلك لتضطر الأم إلى الخروج من البيت خفية أو التنازل وعدم الذهاب.

التباعد وغياب الأطفال عزّز الهدوء والسكينة..

وكان غياب الرضع والأطفال الأقل من 16 عاما من أكثر العوامل التي عزّزت الهدوء والسكينة في مصليات النّساء التي لطالما اشتكى الجميع من الفوضى الصادرة منها بشهادة مرتاديها من جميع الفئات، كما أنّ إجراءات التباعد بين المصليات حالت دون الدردشات القصيرة التي كانت تصدر بين الحين والآخر أثناء دقائق الاستراحة بين الركعات التي ألغيت في تراويح 2021 بسبب قصر المدة التي لا يجب أن تتعدى 30 دقيقة.
وإلى ذلك لم نسمع رنّات الهواتف المتعالية من هنا وهناك، مما جعل ارتباط المصليات بالله وحده بعيدا عن خلقه طيلة فترة الصلاة.

الإمام كمال تواتي: لأول مرّة.. هدوء تام في التراويح

أكّد كمال تواتي إمام مسجد الإرشاد بالمدنية، في تصريح لـ”الشروق”، أنّه ولأوّل مرّة ساد الهدوء بشكل تام في صلاة التراويح، حتى إنّ الهواتف “خشعت” ولم نسمع رنينها، وهو ما زاد من الخشوع في الصلاة، كما أنّ الدخول والخروج تم في ظروف جيدة دون تدافع أو تلاصق.
وأفاد تواتي بأنّ كثيرا من المصلين للأسف اضطروا للعودة إلى بيوتهم بسبب عدم توفر الأماكن ومنع الصلاة في الساحات المجاورة للمسجد، مع تسجيل تفهم كبير من قبلهم.
وأضاف الإمام تواتي بأن التوقيت الخاص بالصلاة تم احترامه في اليومين الأوّلين من الشهر الفضيل في حدود 40 دقيقة واليوم الثاني في حدود 35، مشيرا إلى أنّ القراءة كانت بطريقة “الحدر” وهي من مراتب التلاوة للإسراع في القراءة دون الإخلال بالأحكام.
وفي سياق ذي صلة دعا الإمام تواتي المصلين إلى الحرص على أداء صلاة المغرب في المسجد، حيث لاحظ حضورا قويا للرجال في صلاة التراويح وغيابا عن صلاة المغرب، مذكرا بأهمية صلاة الفريضة جماعة في المسجد.

مرشدات ومنظّمات يحرصن على تطبيق البروتوكول الصحي

وأكّدت العديد من المرشدات والمتطوعات لتنظيم صلاة التراويح أنهن التحقن بالمسجد بعد الإفطار مباشرة لاستقبال المصليات وتوجيههن، حيث حرصن على أن تجلب كل مصلية سجادتها الخاصة وأن تلتزم مكانها دون الإكثار من الحركة والتجمعات التي عادة ما تكون قبيل وبعيد الصلاة.
وفي هذا السياق أفاد الإمام تواتي كمال، بأن المنظمات يرتدين صدريات لتمييزهن عن البقية ولاحترام توصياتهن من قبل المصليات. وتتولى المنظمات مهام فتح وغلق مصليات النساء والإضاءة والتهوية وعدم السماح باستعمال المكيفات وفرض الهدوء والانضباط.. وفي كل مرّة كانت المرشدات تذكّرن بأهمية التقيد بإجراءات الوقاية، خشية غلق المصليات نهائيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!